مساحة اعلانية

مجلة الكترونية دولية مستقلة تعنى بشؤون الفكر والثقافة والأدب والفنون ..

( بيضاء اعشابك كانت ) حميد حسن جعفر / واسط




بيضاء اعشابك كانت، لا أحد يجتث تطاولها مثل اصابعي، كانت كما القطيفة، ربما السحاب بعضها،
كيف يحدث هذا؟ كثيرا ما يتسائل المارة من التجار والباعة الجوالين، وأنا الذي لم يتجنب السقوط من حالق على أطراف فساتينك،تلك التي تشبه حوض سباحة،
ما من مرة، ولو لواحدة فقط، قررت استقبالك بعرباتي واعتذرت، لأن الحوذي كان يعاني من داء الشقيقة،
هل تتذكرين المسافة بين واسط والباء، كنت ارفسها كأي كرة من الخرق لأكون عند كرسي الرقيب،
حيث تمرين صباح كل نهار، من تحت قوس نافذتي التي من ضباب، و حدائقك ريح شمالية،
قوقعة أذني توهم الآخر، بأني لا اسمع،
ها اني اسمعها جيدا وهي تشير لي :كم تحب الحليب كامل الدسم؟ فاشير للاسيجة أن تكف عن اثارتي،
أقول :انهم يخترقون الحصانة، لا أحب التجاوز حين تكون المسألة بين يديك،
الصباح تلك الماكنة العجيبة المسرعة صوب مغادرتي، لم يعد يتذكر مرتفعاتنا التي تشبه المنائر، تلك التي داستها البساطيل فاستوت مواقع للدوشكات،
و مواضع للاستمكان ،
لم يعد الطير الزاجل يشير --بدورانه حولها --للبط الصيني :أن البلاد تلك دخلت الشرق والغرب لتستأنس بدودة القز، و بالتوابل، و بحبال القنب، وبذور الكتان، وقماش الكبردين، هل ما زال عشبها ابيض؟ والجثث التي تغطي امطارها باتت تطلع اشجارا،
كانت كما القطيفة، لينة، ناعمة،
قال تاجر :أنها فراء الثعالب،
قال مكتشف أمريكي :أنها المصيدة،
لم يقل سوى الحدائقي :انها الفراشة التي لا يعلن سواها عن ماكنة الصباح،
كأن لم أضع قوقعة، كأن لم أسمع ما يقال، سأذهب بنفسي اليها، لا حاجة لي بحوذي يدعي زكاما، لاستقبل ما يتطاول من عشبك الأبيض، فلا أحد يجيد قص لحية الحديقة . كما انا الذي تعلمت السقوط من حالق على أطراف بساتينها،


ليست هناك تعليقات

يمكنك التعليق هنا

يتم التشغيل بواسطة Blogger.