مساحة اعلانية

مجلة الكترونية دولية مستقلة تعنى بشؤون الفكر والثقافة والأدب والفنون ..

خواطر في تجربتي بتصوير الشارع 2013 – 2014 ( مدينة الموصل – العراق ) سعد هادي الرفاعي




   مقدمة لابد منها : في مقالي هذا , أنا لست محللا اجتماعيا أو سياسيا أو دينيا أو طارحا لفكرة معينة ,, بل مصورا

( فوتغرافيا ) هدفي توثيق الحياة في مدينتي ,, سواء الحياة اليومية ونمط المعيشة , أو نمط البناء التراثي , العادات و التقاليد ,, مايجري في الشارع يعكس اسلوب الحياة وخصوصا في المدن القديمة المحافظة على بقايا العادات والتقاليد الموروثة ... اذن انا انقل تجربة قمت بها في محاولة لنقل وتوثيق الحياة في مدينتي ( الموصل) للفترة أعلاه  بواسطة (الصورة ).........

              ( الحالة العامة للحياة في المدينة )

  الحالة الاولى  :   ( الصفحة الامنية ) , كان هنالك صراعا مابين السلطات العسكرية المتعددة مع السلطة المدنية متمثلة بالمحافظة ودوائرها الاخرى .... وعند التقدم بطلب لغرض التصوير من الجهات المختصة فأنك ستواجه عقبات صعبة وأغلب الطلبات كانت ترفض .... وان حصلت الموافقة من جهة معينة فان الجهة الاخرى لا توافق عليه ,, وان حصلت بشق الانفس فأن المصور أو الصحفي ينزل للشارع  بقيادة مفرزة عسكرية مسلحة ...

الحالة الثانية  : ( الصفحة الاجتماعية ) ... كان لدى المواطن في الشارع توجس وتخوف من مواجهة العدسة , فاذا كان المصور مع مفرزة  أمنية خاف المواطن منها واذا كان المصور لوحده حامت الشكوك من حوله , فقلما من تجد لديه الشجاعة لمواجهة ( الكاميرا ) ,,, أو ان يقف المواطن ملثما أو متخفيا ان وجدت من يقف امام ( الكاميرا) ..............

الحالة الثالثة : انتشار العصابات المسلحة والسراق , والاحزاب المتطرفة سواء كانت سياسية أو دينية او اجتماعية في الشارع وتواجدهم في الاسواق والاماكن العامة , وحدوث العديد من عمليات القتل والاغتيالات لاشخاص وسط السوق وفي النهار .....

          وسط هذا البحر المتلاطم بالامواج ,, ووسط هذا الواقع المؤلم كان على ( الفوتغرافي) ان يقف ويعمل سواء كان بورقة مرخصة او متطوعا بشكل فردي .... حتى التصوير بواسطة الموبايل كان ممنوعا .. وكل ( جهة ) تجد ان ( الفوتغرافي ) هو جاسوس ل(جهة ) اخرى معادية له ....

        ولكنني حاولت بجهود شخصية من التمكن في الحصول على موافقات محدودة ومقيدة لغرض ( تصوير الشارع) من خلال عمل بعض طلاب الدراسات العليا وطلاب البحوث الاجتماعية في حمل ( الكاميرا) والتجول معهم بموافقة رسمية مستخدما بذلك ( كاميرا) صغيرة الحجم ولكنها جيدة من حيث النتائج , Canon Power Shot A 590   و كنت استغل هذه الفرصة لغرض التقاط صور توثيقية للشارع ....

      كان أغلب التوثيق في مركز المدينة والاسواق العامة  . (باب الطوب ) , سوق الميدان , سوق الاربعاء , شارع النجفي , شارع الكورنيش .... الا أن ( شارع السرجخانة ) كان التصوير فيه أمرا صعبا للغاية لتواجد العنصر النسوي الغالب .. ثم كان هنالك الخانات القديمة مثل ( خان حمو القدو  , خان المفتي , خان التمر , خان باب الطوب ......) ... ثم شارع النجفي وتوثيق ( مركز الشرطة العام ) لحد أيامه الاخيرة حيث تم هدمه ومحوه من الوجود نهائيا 2014 عند احتلال داعش للمدينة .. الا أن توثيق الجوامع كان الامر ولا يزال مرتبط ب( موافقة الوقف السني ) ... وقد تم توثيق جامع النبي يونس , جامع الخضر , مئذنة جامع عداس أو ( العباس ) في شارع النجفي , منارة الحدباء , النبي جرجيس , جامع عبد ال ثم جامع الباشا في باب السراي ..

       بالنسبة للازقة ( العوجات) فقد كان لها نصيب كذلك , ولكنه كان محدودا ,, وللاسباب التي ذكرتها سابقا الا وهو ( التوجس) الامني .. أولها ارتياب الناس من ( شخص) الفوتغرافي ... لماذا يقف هذا الرجل ويصور ( العوجي ) ؟؟ كانت الكاميرا شيء مخيف بالنسبة للناس !!

        بعدها زرت معارض أصحاب التحف وألانتيكات القديمة , فوجدت فيها كم وكنز للموروث القديم من سلع ومعدات ولوازم منزلية موصلية قديمة ,, فكان العمل سهلا جدا ,, أولا كان لاصحاب المحلات التعاون الوثيق والجيد ,, وقدموا لي كل التسهيل في عملية التصوير ,, ,اصبحت استخدم ( الحامل) للكاميرا واصور ( ستل لايف) بكل حرية في داخل المحلات ,, ثم أكتشفت وجود ( هواة ) لجمع التحف لديهم تحف نادرة عن تأريخ وتراث الموصل والغالبية كانت ترحب بفكرة التصوير التوثيقي ......

الكاميرا التي استخدمتها في عمليات التوثيق Canon Power Shot A590  ,, صغيرة الحجم , يسهل حملها ولاتجذب النظر ولكن ذات نتائج جيدة جدا ... عدسة كانون بدقة عالية وزوم ممتاز وذات مواصفات فنية اخرى جيدة .... أعتمدت وضع ( P  )  بروكرام ,,, ووضع   f/8 ..f/10……(  A  )... وأحيانا وضع ( السهل ) حسب الحاجة والحالة العامة للمكان ..... وضع ( S ) سرعة الغالق ,, له فائدة ممتازة عند وجود الضوء المناسب , وخصوصا عند تجميد الحركة في سرعة الغالق للهدف الذي يراد رصده وتصويره ... وفي مواقف معينة في تصوير الشارع يحتاج الامر ( تجميد حركة) لكي تكون النتيجة رائعة ....

    من الامور الصعبة الاخرى التي واجهتها في الشارع هو تصوير الوجوه ( البورتريت ) ,, واحيانا يصل الامر لحد الغضب ... وكنت لا أصور ( بورتريت) الا بموافقة الشخص ... والشخص الذي يوافق يشترط عدم نشر الصورة ويريدها له شخصيا ,,

      Street photography تصوير الشارع , في مدينة الموصل له خصوصية ,, وهو عمل صعب ومعقد في فترة 2013 ..... ولكني خرجت بحصيلة لابأس بها من صور وثائقية لصورة الشارع الموصلي في تلك السنة فيها تسجيل لحياة الناس وحياة الشارع ... وكان لدي برنامج أوسع لتوثيق الابنية التراثية الموصلية ,, ولكان عند حلول 2014 توقفت عن التوثيق وأغلقت غالق عدستي 
  
          *فوتغرافي من مدينة الموصل 

ليست هناك تعليقات

يمكنك التعليق هنا

يتم التشغيل بواسطة Blogger.