مساحة اعلانية

مجلة الكترونية دولية مستقلة تعنى بشؤون الفكر والثقافة والأدب والفنون ..

علي يوسف البارودي ( فوتغرافي من مدينتي) بقلم: سعد هادي





        الاستاذ علي يوسف البارودي , تدريسي في جامعة الموصل كلية الاداب – قسم الترجمة , لست هنا في صدد عرض سيرة ذاتية .. ولكنني مع فوتغرافي من مدينتي ....

   في يوم متميز بعد تحرير مدينة الموصل من سيطرة ( داعش ) اجتمع فتية من المدينة لانقاذ ما تبقى من كتب قيمة ومهمة في المكتبة المركزية لجامعة الموصل ,, وفي ذلك اليوم كان لقائي الاول مع الاستاذ علي البارودي ,, رأيت فيه الاندفاع والحماس لانقاذ ما تبقى من الكتب ,, ماجذب نظري  هو حمله الكاميرا التي لاتفارق يده,, حيث كان يصوب العدسة نحو أي هدف فيه أثار الدمار والحرب والموت ... وجدت فيه حسن الخلق والثقافة العامة,,, وحينها بدأت صداقتي معه المشتركة   في حب ( الموصل و الفوتغراف ) ..


     الفوتغرافي علي البارودي يتعامل مع ( الموضوع ) بالدرجة الاولى وله علاقة حميمة مع الطبيعة حيث لديه أعمال رائعة في  هذا المجال وخصوصا في بداية حياته الفوتغرافية  .. حيث لقطاته في الطبيعة مفعمة بالتفاؤل والامل .. تعامل مع اللون والضوء بشكل مدروس ومحسوب ... أعمال فيها معرفة بخصائص فن الفوتغراف ... وجدت أعماله في تصوير الطبيعة ذات قيمة فنية رائعة بحيث يمنح المتلقي الاحساس بطبيعة المكان الذي يصوره وخصوصا موازنة اللقطة مابين السماء وصفحة المياه أو المزارع الخضراء والزهور والطيور والفراشات والسحاب والانسان .... أعمال بمواضيع ذات بهجة بلون هاديء من دون صخب الحياة ...


     الا أن هذا الاندفاع عند علي البارودي نحو الطبيعة انقلب نحو موضوع مغاير كليا .... بعد ان كان فوتغرافيا هاويا عاشقا للطبيعة انقلب فجأة فأصبح فوتغرافي صاحب قضية ... وهو تغير ايجابي .. أصبحت الكاميرا بيده قلم ... والموضوع ( وطن ) .......


    سخر كل ثقافته العامة وخبرته في الفوتغراف نحو موضوع واحد الا وهو ( الوطن) ثم ( الموصل ) ... فكانت الحصيلة اعمال فوتغرافية توثيقية يومية لاحداث ما بعد تحرير ( الموصل).. أعمال تجسد تفاصيل الحياة اليومية الصعبة التي يعيشها الانسان في المدينة .. فهوفي توثيق متواصل مع الانسان والمدينة .. مع الطفل والام .. والطالب والعامل والمتشرد والكاسب والمريض الذي يبحث عن أبسط علاج ... علي البارودي .. ركن تصوير الطبيعة والتحق بتصوير وتوثيق معاناة الانسان وصراعه المميت ليواصل حياته بأبسط سبل العيش ... ولكن علي البارودي لا يتخلى عن مبدئه في بعث الامل في النفوس والحلم بمستقبل باسم للوطن والمدينة والناس ,, ففي أعماله تجد هذه الروح التي تطرد اليأس من نفوس الناس وذلك بتصوير طلبة المدارس والاعمال التطوعية والخدمات العامة ويشخص الكثير من الامور السلبية والايجابية بصور ذات قيمة فنية ملتزما بقواعد الفوتغراف من حيث بناء الصورة والانشاء واللون والضوء و لديه العديد من اللقطات والاعمال المنشورة على صفحات فوتغرافية عالمية سواء على النت أو صفحات النشر العالمية الاخرى وخصوصا تلك التابعة لمنظمات الامم المتحدة والاغاثة الدولية .....


    أعمال الفوتغرافي علي البارودي خرجت من حدود الوطن نحو العالمية من دون تطبيل وتزمير , خرجت بأستحقاق واعجاب العديد من المصورين العالميين المشهورين , فهو الان على رأس قائمة أسماء الفوتغرافيين العراقيين من الموصل ,, والدليل على هذا وجود العديد من الصور واللقطات له في المحافل والقاعات والصالات والمعارض الدولية ... وهو مشارك للعديد من المعارض المحلية والدولية ..

     أستطيع القول ان الفوتغرافي علي البارودي قد وثق مدينة الموصل بكم هائل من الصور التوثيقية وخصوصا للابنية التراثية التي فيها نقوش وزخارف وفن معماري جميل خاص بمدينة الموصل ...


      ومن الجدير بالذكر فأن لديه سلسلة من أعمال فديوية على قناته اليوتيوب سجل فيها افلاما بواسطة الدراجة الهوائية متجولا يوميا بانحاء مختلفة من مدينة الموصل .. عمل فريد من نوعه ويستحق الاعجاب ويتطلب مجهودا ذاتيا ...

    الفوتغرافي الاستاذ علي يوسف البارودي لاتكفيه هذه المقالة البسيطة بل يستحق وقفة اطول وأعمق لتحليل صوره وأعماله . وهو انسان يحب العمل بصمت وأخلاق نبيلة ويستحق كلمة حق تقال بمقامه .. ومقام فوتغرافيين رائعين أخرين ممن خدموا مدينة الموصل بصمت وأوصلوا الصورة الى محافل دولية ليقولوا كلمة حق ودعم لقضية البلد .

ليست هناك تعليقات

يمكنك التعليق هنا

يتم التشغيل بواسطة Blogger.