الاثنين، 30 يناير 2023

وجه زينب - فاروق شويخ

 

 
 
(من ديوان وجه زينب)
 
وجهُها زهرةُ الخيال، وغَيْهَبْ
فيه يرعى المساءُ مِليونَ كوكبْ
 
يا تقاســيمَه التي تركتْني
في مَهَبِّ الجمالِ أَتْعَبُ... أتعبْ
 
كيف كلُّ الوجودِ يَعْذُبُ في وجهٍ
شهيٍّ ! هل بعدُ أشهى وأَعذَبْ!
 
وجهُها! لم تَظلَّ نَجمةُ صبحٍ
شاهدَتْ سِحرَهُ ولم تَتعجَّبْ
 
شاطئٌ كلما اقتربتُ إليهِ
سرقتْني الأمواجُ في ألفِ مركبْ
 
أيها الوجهُ لم تَدَعْ ليَ إلاّ
جسدًا مُتعَبًا، وقلبًا مُتعَبْ
 
يا صليبًا للطامحينَ إلى المطلقِ
كم مرةً عليك سأُصلَبْ!
 
يا طريقي إلى مكاشفةِ المعنى
ونَجمي إلى الوجودِ الأرحبْ
 
أنتَ في حَيرتي سماءٌ من الضوء
وحقلٌ من اليقينِ مُذَهَّبْ
* * *
 
وجهُها يَملأُ الأماكنَ عطرًا
والزّوايا بِضَوْعِهِ تَتخَضَّبْ
 
تَتشهّى فراشةٌ ذلك العِطرَ
فتدنو، تدنو... وتَشربُ تَشربْ
 
آهِ يا زينبُ استضيفي ولوعي
وحنيني، كُوني مِنَ الحُلْمِ أَقرَبْ
 
فمُكِ النَّجمُ، وجنتاكِ وعيناكِ
شُهودٌ على خيالٍ يُعذَّبْ
 
فاسكبي من رحيقِ ثَغرِكِ كأسًا
وانظري نحو رغبتي كيف تُسكَبْ
 
ودعيني أُصدّقُ الشّفةَ السُّفلى
بسُفلى، فالعينُ أَكْذَبُ أَكذَبْ
* * *
 
سوف تبقى في البالِ زينبُ نهرًا
من أغانٍ، في أضلُعي يتسرّبْ
 
وجهُها حُلْمُ زهرةٍ، وأنا وجهٌ
مُدَمًّى في وجنتَيها تَغرَّبْ
 
وجهُها ليس نَجمةً أو سماءً
ليس وهمًا، لكنّه وجهُ زينبْ.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمكنك التعليق هنا