كلُّ هذا الليل
من الغرفة حتى البحر
مليء وعميق
لأسماعي الطائشة
بكاء الصرصار
وضجيج المحرك
العلامتان الفارقتان
في جبهته العريضة.
في طريقة استلقائكِ
في انعدام التنفس
في الوداعة المرفرفة
في عزم التباعد
ولا نهائية التلاقي
من أنتِ؟
كلانا يعرف
وكلانا يضغط على شفته
بصفٍ من أسنانه الضاحكة
تاركاً لحفنة من قلبه
سبيل التلاشي.
مليء وعميق
من مضجعي إلى مياهكِ
حيث تلعب الأسماكُ
وتتمايل أعشاب حياتكِ القصيرة
في هبوب الجسد.
في الحياة وفي الموت
أُحبُّكِ
أنتِ سطوةُ اليقظةِ
تمرُّدُ القلبِ
فوضى اليوم الأبدي
الأشياءُ في التبدُّل.
في نَزَق الجُنون
وفي برهات الظلمة عندَ شُرفَةِ العدم
أحبُّكِ
وفي الشارع المقْفل بالحجارةِ والجند
وعلى مفترق الحَيرَةِ
أحبُّكِ.
بقلبٍ وحيدٍ
يدخلُ كلَّ الغرف
وأنا
لن أستطيع
بحياةٍ واحدةٍ
أن أُحبَّكِ.
أَفرُطُ ورداتِها وأمتلكُ الأبد.
في حدائِق الكراهيةِ وفي اليوم المريبِ
وعندما يقطُفُ البَشَرُ ورودَهم المسمومة
ويتبادلون الفؤوسَ والرصاصَ والطعنات
أُحبُّكِ.
وفي اليقظةِ المريرة.
في وحـدةٍ أخيرةٍ
عيناي وردتان
مقطوفتان منذ ليلة ويوم
هب أنني إلى الصباح
أبقى
أطيع كل نأمةٍ
والشمس تغمر الطريق
والضوضاء
والميتون يصخبون في الظلال
وفي المساء
هب أنهم جاءوا وكسروا الباب
حينئذ، هل أستطيع
أن أترك السرير
لأصنع القهوة للضيوف؟!
الموتى يستيقظون
ويذهبون إلى الشبابيك
العتمة ما زالت
يضيئون الأنوار
ويتخذون لأنفسهم عروشاً صغيرة في الغرف
يفكرون بأصوات عالية
يبتسمون لجاجمهم في المرايا
يتجاورون
ويتهامسون
في اكتشاف كليّ الغبطة
للدم، يتردد في القنوات.
*من كتاب: مجاراة الصوت ورجل تذكاري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
يمكنك التعليق هنا