الأحد، 29 يناير 2023

عندما صور الله الإنسان – معراج أحمد معراج الندوي

 

في البداية، كان كل شيئ فضاء، لا هواء ولا ماء، لا أرض ولا سماء، لا ظلمة ولا ضياء، فأراد الله أن يخلق الكون فخلق الريح، ثم خلق الماء على متن الريح، ثم خلق عرشه على الماء، وسما الدخان على الماء فسمى سماء، واستوى الرحمن إلى السماء وهي دخان، ثم رفع سمكها فسواها، فتكها وجعلها سبع سماوات. ثم خلق الأرض، فكانت رتقا، لا ليل ولا نهار، ثم خلق الليل فكان الكون ظلاما في ظللام.
بزغت الشمس في رقعة السماء، وطلع القمر وتلألأت النجوم لألاء، ثم محا آية اليل، فبقى النور وذهب الضياء، وجعل آية النهار مبصرة، وقد للكواكب منازلها، فراحجت كل تجري لمستقر لها، وهجم على الليل النهار، فبدد ضياؤه الظلام.
أنبتت الأرض عشبا وبقلا وشجرا، ثم أرسى الجبال، ثم خلق الطير والزاحف والدواب، فراح الطير يرفرف بأجنحته في السماء، وأخذت الزواحف تزحف على بطونها، وجعلت الدواب تدب على الأرض الفضاء.
 استوى الله على عرشه تحف به ملائكته تسبح بحمده، وراح اليل يطلب النهار حثيئا، فغشى الليل النهار، وباتت الدنيا في ظلام، ولما أشرق نور الصباح قال الله لملائكته: “إني جاعل في الأرض خليفة”.
قبض الله قبضة من جميع الأرض، فكان فيها الأبيض والأسود والأحمر، ثم بلت القبضة حتى صارت طينا لازبا، ثم صور الله الإنسان، فكان جسده من طين، خلق الله خلقا جديدا من الماء والتراب، وسمى آدم، لأنه من أديم الأرض، ونفخ فيه من روحه، فجعل لا يجري شيئ منها في جسده إلا صار لحما ودما، وجرت الروح أول ما جرت في بصره، فراح ينظر إلى جسده، فأعجبه ما رأى من حسنه، فذهب لينهض فلم بقدر، فلما سرت الروح في جسده، انتصب واقفا.. قال الله تعالى لآدم: “إيت أولائك الملأ من الملائكة وقل لهم: السلام عليكم.. فأجابوا له: “وعليك السلام ورحمة الله..”
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمكنك التعليق هنا