مساحة اعلانية

مجلة الكترونية دولية مستقلة تعنى بشؤون الفكر والثقافة والأدب والفنون ..

قصيدة (كدمات) أحمد أبو ماجن

 


للهِ دَرُّ حَماقتي وغبائي
ومَتاهتي وتَفاهتي وشَقائي
 
عن كلِّ واردةٍ إليَّ من الحَيا
بلغتْ بِصَمتيَ مَبلغَ الإقصاءِ
 
وبقِيتُ أبحثُ عن حَقيقةِ كِذبةٍ
فَبَلغتُها بِمَرارةِ الأحشاءِ
 
إذ لا حقيقةَ في الوجودِ أرى لها
أصلاً يُساورُها سِوى الأسماءِ
 
عَمدوا إليها رَاكبينَ مَطيَهم
تلكَ التي عتَّقتُها بِورائي
 
وَتَفاخروا في بثِّ كلِّ بَجاحةٍ
وتشبثوا بِشريعةِ الآباءِ
 
هم أغمضوا في وَجهِ كلِّ إضاءةٍ
ورأوا ظلاماً شاسعَ الأنواءِ
 
يُندي عليهم راحةً وتَمتُّعاً
لا يَألفونَ غَمامةَ الأشياءِ
 
ناموا على سُررِ التمتعِ نَومةً
ما ذقتُها في رَاحتي ونَمائي
 
مالي وما للحادثاتِ ذَرفتُها
من قاعِ صَبرِ تَخلُّقي ونقائي
 
وحَملتُ هذا الكونَ فوقَ رَجاحتي
حِملاً ثَقيلاً مُـربَـكَ الإعياءِ
 
والليلُ في رَأسي يَضجُّ بِقولهِ:
هَاكَ استمعْ لنُباحِهم وعَوائي
 
فَتَحينُ زوبعةُ التقلُّبِ مِثلَما
عَجَّتْ عليَّ زوابعُ الأشلاءِ
 
أسري بِخَوفي نحوَ ما قَلِقتْ بهِ
نفسي الجَريحةُ من ردى الإسراءِ
 
هم أدركوا إنَّ الحياةَ مَسرَّةٌ
والبؤسُ أدركَ صَرختي وَعَنائي
 
غنُّوا، فَأطربَهم، وأبعدَني الهوى
إذ ليسَ صِدقُ غِنائِهم كغنائي
 
لله دَرِّي كيفَ أبقتني النوى
طُعماً رَخيصاً في فَمٍ خَرساءِ
 
من ألفِ مَقتلةٍ نَجَوتُ وَليتَني
من قَبلُ مُتُّ، فهل أرى خَنسائي
 
أم أنني أُنسى كما يُنسَى النَدى
في بَاحةٍ مَهجورةٍ ظلماءِ!!
 
وتَقومُ لي _من بَعدُ_ ألفُ قِيامةٍ
أم قد أكونُ كبَصقةٍ في المَاءِ

ليست هناك تعليقات

يمكنك التعليق هنا

يتم التشغيل بواسطة Blogger.