مساحة اعلانية

مجلة الكترونية دولية مستقلة تعنى بشؤون الفكر والثقافة والأدب والفنون ..

صلاة على عشب - ا.د احمد جار الله

 


أحب حضور صلاة الجمعة جلوسا على عشب الحديقة الأخضر لأكتسب شعورا بالانتماء إلى الأرض والعشب والتراب الذي منه جئنا وسنعود إليه نحن والنواب المعتّقون بالوعود  والجدد والقادمون ..كلنا سنعود ..الوزراء وأصحاب البسطات ..ذوو الكراسي وعشاق العشب ..
 في الحديقة استنشق نسيما عذبا وافرا من الاوكسجين النقي الذي لاتجد مثله خارج الحديقة سوى الملوث  بدخان المولدات والسيارات  والحروب ..وأراقب الوردة الحمراء منبهرا بإعجاز تصميمها لونا ووريقات وغصنا محميا بالأشواك وأرفع بصري إلى سماء تشرين المطرزة  بغيوم بيض تحركها ريح وفق مسار علمي بقدر دقيق لا يقدر عليه سوى خالق عظيم ومانحن سوى ذرات في ملكوته الواسع ..
لايدرك عظمته الذين يحضرون الصلاة بوجهين
وجه نوراني مصطنع  في الجامع مازال يقطر  منه ماء اغتسال الجمعة ووجه تركوه على باب الجامع ليرتدوه بعد الصلاة
 اولئك الذين اعرفهم وأراهم .. من المرتشين باسم الهدية والإكرامية واللصوص وآكلي حقوق اليتيم والميراث والوظيفة وباعة الاسئلة الامتحانية والضمير ومعهم ذوو البطون الكبيرة من الجشع في المهن كلها ...التي يدوسون فيها على السماحة والرحمة في البيع والشراء من عباد الدولار ...فيسحقون الفقراء بلا رحمة ..في سباق إلى اقتناء سيارات الجكسارا والڤلل والذمم  والعمارات ..
وعند نهاية الخطبة
نرفع جميعنا الأيادي إلى الله ...
فاتخيل أصابع اولئك من ذوي الوجهين  أمامي تسيل منها  الدماء
حتى أني أخشى الغرق باللون الأحمر عند السجود
لولا ذلك العشب الاخضر الذي يوخز جبهتي ويذكرني
أن ...
الله أكبر

ليست هناك تعليقات

يمكنك التعليق هنا

يتم التشغيل بواسطة Blogger.