مساحة اعلانية

مجلة الكترونية دولية مستقلة تعنى بشؤون الفكر والثقافة والأدب والفنون ..

إنْ كنْتَ تحِبُّ فلسطين ... بقلم : الأستاذ الدكتور بومدين جَلّالي - الجزائر

 
 

أيها الإنسان .. أيها المسلم .. أيها العربي ..
 عظيم وكريم جدا جدا أن تحب فلسطين حبا صادقا مخلصا بوصفها دولة عريقة أصبح شعبها بكيد الكائدين ومؤامرات المتآمرين وظلم الظالمين وجهل الجاهلين تحت نير احتلالٍ صهيوني إسرائيلي استيطاني غاصب توسعي غاشم مجرم منذ ثلاثة أرباع قرن بحماية الكولونيالية الإمبريالية القديمة المتجددة ودعم المال والإعلام اليهوديين المسيطرين على العالم ومساندة صُنّاع الإرهاب أعداء الإنسانية والإسلام والعروبة ومساعدة عصابات الشرور والفجور والغرور في كل مكان وتأييد الطمّاعين الراغبين في التهام كل ما ليس لهم والمتخاذلين المتعوِّدين على الخيانات والجبناء الراضين بالذل الفظيع ... والأعظم والأكرم من كل هذا أن تعمل بعزم وحزم وجزم على إخراج هذا الحب الوجداني الصادق المخلص من ضيق قلبك وقفص صدرك إلى ميادين المحبة الواقعية العملية المفيدة لفلسطين الأبية الصامدة في وجه الاحتلال الصهيوني الإسرائيلي الهمجي بجرائمه ضد الإنسانية والعدواني المتطرف بتخطيطه لإبادة معظم الشعب الفلسطيني وتهجير بقاياه خلال المرحلة الأولى من تاريخه الاحتلالي ثم في المرحلة الثانية العمل على تطبيق المشروع نفسه لمحو لبنان والأردن وسورية والكويت وغرب العراق وشمال السعودية وشرق السودان وشرق مصر من أجل تأسيس دولة إسرائيل الكبرى من نهر الفرات إلى نهر النيل، وبالتوازي مع المرحلتين المذكورتين فعمله قائم على تدمير الإسلام ومحو العروبة بمحو عربيتها وجل دولها واستحمار البشرية جمعاء ليكون اليهودي الصهيوني وحده هو السيد المهيمن وبقية البشر مجرد عبيد له ...
وإخراج محبتك الصافية الوفية لفلسطين – يا أيها الإنسان .. ويا أيها المسلم .. ويا أيها العربي – إلى الهواء الطلق والواقعية الفاعلة المفيدة تكون بما تستطيع فعله من العناصر الموالية :
 
1 – الدعاء الدائم
 
قضية فلسطين قضية مؤسسة على مقاومة الإجرام العالمي المسلط على جوهر الإنسانية السليمة وجوهر العقيدة الإسلامية الصحيحة وجوهر الثقافة العربية ذات اللسان الحامل للقرآن العظيم والحديث الشريف وما نتج عنهما من حضارة حياء وإخاء وبهاء وجوهر وجود الشعب الفلسطيني المتموقع في قلب هذه الجواهر مجتمعة بتاريخه وقيمه وصموده وخصوصيته غير القابلة للتحوير والتزوير، وبالتالي هي قضية كبيرة جدا بل هي أكبر القضايا الإنسانية الحقيقية في الزمن الراهن على الإطلاق وذلك لارتباطها بعالم الغيب وعالم الشهادة. وقضية بهذا الحجم يشعر المحب أمامها بأنه صغير جدا مهما كانت طاقاته، فلذا شرع الله تبارك وتعالى الدعاء وبشرنا بالاستجابة مهما كانت الأمور تبدو صعبة أو مستحيلة أحيانا ... إذن اجعل دعاءك دائما لفلسطين ولأهل فلسطين وللمقاومة الفلسطينية ولأنصار المقاومة الفلسطينية في كل مكان، من غير نسيان ولا ملل، في السر - وفي العلانية عند الاستطاعة - إن كنت بحق وصدق تحب فلسطين ... وثق بأن الاستجابة ستحدث ولو بعد حين.
2 – الحضور الدائم
قضية كونية كقضية فلسطين تستدعي الحضور الدائم بكل أشكال الحضور وألوانه وفي مختلف بقاع الكون التي وصل إليها الآدميون؛ ولهذا اجعل فلسطين حاضرة على الدوام – بحسب واقعك واستطاعتك – بالصورة أو الكتابة أو الصوت في بيتك وبين ذويك وأصدقائك وزملائك وعامة معارفك والمتواصلين معك من غير استثناء يذكر وجميع الرافعين لنصرة فلسطين علنا في تظاهراتهم ومظاهراتهم ووقفاتهم الواقعية والافتراضية ومعارضاتهم للتطبيع مع العدو وغير ذلك ... اشرحْ قضيتها ... وضّحْ أنّ الإرهاب وقَع ويقع عليها لا منها ... اذكر إنجازاتها الصمودية ... بارك تضحياتها ... دافع عنها ... أيّدْ أنصارها ... عبر عن حبك لها مبينا العوامل الموضوعية والذاتية لذلك الحب ... وهكذا ...
3 – بث روح الوحدة في الشعب الفلسطيني
فلسطين تمر بمرحلة حرجة خطيرة من تاريخ وجودها ومن عصر مقاومتها لعدو إرهابي استعماري استيطاني لدود يعمل على محوها من الخريطة الجغرافية للعالم ... ومقاومة من هذا النوع العسير في هذا الزمن العصيب يترتب على تفاعلاتها وانفعالاتها وجود رؤى مختلفة داخلية تتحاور وتتجاور أحيانا وتصل إلى حد العداوة أحيانا، وما يجب أن تلتزم به - إذا كنت فعلا محبا لفلسطين - هو ألّا تتدخل في الشؤون الداخلية للشعب الفلسطيني المحاصر بالحديد والنار ولا تقل ولو كلمة واحدة تبث ما يفرق بين فصائله أو يؤجج الصراع بين هذا وذاك ... لا أوصيك بالصمت وإنما أوصيك أن تتكلم بصوت معقول مسموع يكون دائما خيرا ثم خيرا ثم خيرا وبالحُسْنى في كل حال ...
4 – التغطية الإعلامية
إن كنت إعلاميا محبا لفلسطين بلِّغْ ما يحدث فيها بدقة وتفصيل وتكرار، باللغة العربية وبكل اللغات الممكنة، حتى يصل التبليغ إلى جميع الناس ... بلغ عن دمعة غادرت عين عجوز في الغابرين بعد أن قُتِلت أسرته بكاملها وسُلِبت منه أرضه ودمّرت الجرّافات منزله وحُوّلت مقبرة أسلافه إلى حديقة للنزهة الصهيونية ... بلغْ عن يد مولود جديد ظهرت أصابعها الصغيرة ملطخة بالدم فوق ركام الإسمنت المسلح بعد أن تزامنت ولادته مع تدمير المشفى الذي ولد فيه بقنابل الطائرات الإسرائيلية/ الأمريكية من السماء وقذائف الدبابات الإسرائيلية/ الأمريكية أيضا من الأرض، عن قصد وفي وضح النهار وبمرضاة أمريكا والغرب الاستعماري كله، عَمَلاً على منع الأجيال الفلسطينية من التجدّد .. كما حدث بالأمس مع الكثير الكثير من الشعوب العربية والإسلامية دون سواها، وكما سيحدث غدا مع جميع الشعوب العربية والإسلامية التي لا تركع للغرب الاستعماري وتذوب في حضارته المادية الشاذة وتتخلى نهائيا عن دينها وقيمها وخصوصية انتمائها وما في إقليمها من خيرات فوق الأرض وتحتها ... والتبليغ الإعلامي الواسع الفاعل يحتاج إلى رسالية ثابتة واحترافية راقية وتقنية عالية وتمويل ضخم وتنوع واسع جدا في الأدوات واللغات والأشكال التبليغية والتطور المتواصل بما لا يتخلف عن مستوى الإعلام العالمي، بل بما يسبقه ويعلو عليه في الأوقات الحرجة للمقاومة الفلسطينية التي لا يحتمل أن تتوقف في زمن قريب ... وفي هذا كله أو بعضه فلتجتهد دون هوادة يا أيها الإعلامي المحب لفلسطين.
5 – الدعم بالمال
فلسطين لا تحتاج إلى الصدقات والفتات وبعض الهبات كما هو معمول به حاليا لأن هذه الأمور لها أين تتوجه خارج فلسطين وإنما تحتاج إلى مال نُصرة إستراتيجية جهادية تحررية يغطي متطلبات الدفاع الشرس الطويل عن الإنسانية في حريتها وعن العقيدة في سلامتها وعن الأرض في بقائها لأهلها الشرعيين، وإن لم تحدث هذه النصرة المالية من الأفراد والفئات والهيئات والدول وجميع المرتبطين بمحبة فلسطين بوصفها صاحبة حق صادح واضح وقع عليه احتلال استيطاني جبار قهار ستصل حتما "مجموعة العروبة والإسلام" كلها إلى ما وصل إليه الهنود الحمر في أمريكا والأبوريجان في أستراليا ... إذن هبوا جميعكم يا محبي فلسطين فالمشاركة في تمويل صمودها ومقاومتها فرض عين لا فرض كفاية، وهي واجب إنساني وديني وقومي وأخلاقي، ولا يسقط تحت أي مبرر كان على أي محب بعد امتلاكه لقوته اليومي.
6 – التموين
يموت عدد معتبر من المواليد الفلسطينيين الجدد بشظايا قذائف الطائرات والدبابات الإسرائيلية/ الأمريكية مضافةً إلى ركام البنايات الاستشفائية المتهاوية تحت القصف الإجرامي المحرّم دوليا، وبعد ذلك تموت نسبة كبيرة من بقايا هؤلاء المواليد الأبرياء نتيجة نقص الغذاء والدواء بسبب محاصرة الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين عامة ولغزة بصورة خاصة بوصفها أكبر معقل للمقاومة الصامدة في وجه همجيته الصهيونية عدوة الإنسانية. والكارثة ذاتها تحدث لذوي الأمراض المزمنة والعجزة والحوامل وكل مَن لا يمكنه البقاء حيا لوقت طويل أمام انعدام الغذاء والدواء، وذلك متى يحلو للاحتلال الإسرائيلي الإرهابي غلْق جميع المعابر وتحويل فلسطين بطولها وعرضها إلى سجن جهنمي مغلق لا يخضع لأي قانون مما عرفته البشرية جمعاء في تاريخها الطويل ...
تأسيسا على هذا الواقع المأساوي؛ أصبح التموين العام ضرورة قصوى من الضرورات التي يحتاجها الشعب الفلسطيني في يومياته تحت الحصار والقصف. وبما أن جيش الاحتلال ومخابراته ومعينيه من القوات الاستعمارية الغربية وعلى رأسها المارينز وحاملات الطائرات الأمريكية يراقبون مراقبة دائمة كل المعابر الموجودة فلا يمكن للتموين أن يصل إلا بواسطة منظمات الإغاثة والجمعيات الخيرية غير الحكومية ... فإن كنت يا محب فلسطين عضوا في أي منظمة أو جمعية من هذا القبيل أو ممولا أو مؤثرا في إحداها فعليك أن تقوم بما تمليه عليك محبتك الإنسانية أو الدينية أو القومية اتجاه فلسطين الأسيرة الجريحة المكبلة بكل الأغلال والممارسات المصنفة ضمن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.
7 – التسليح
السيادة التسليحية مسألة وجودية عظمى تساوي أو تفوق بحسب الظروف السيادة الغذائية وهي لا تقف عند رشاش بذخيرته أو عند منصة بصواريخها أو عند أي مُعدة من المعدات الدفاعية الأوّلية الضرورية في كل مقاومة ذات قوة محدودة غير متكافئة مع عدوها المزود بسلاح الدمار الشامل ... ولهذا فالخطاب في هذه الفقرة موجه إلى محبي فلسطين من زعماء الدول المساندة لها جهارا نهارا وعلمائها وأثريائها ومفكريها الإستراتيجيين ذوي النظرة المستقبلية الثاقبة الذين يعرفون حق المعرفة أن التحرر النسبي يتحقق بالمقاومة الصامدة وأسلحتها البسيطة لكن التحرر الكامل ودوام ما يُشبه السلام بعده لا يتحققان إلا بسلاح الردع وعلى رأسه السلاح النووي مضافا إلى سلاح السيادة الغذائية بكل المعرفة والتقنية والطاقة المنتجة للسلاحين معا والضامنة لاستمرارهما دون تقهقر عن ركب التاريخ الذي لا رحمة فيه ولا شفقة ... إذن إن كنت أيها المحب لفلسطين من الفئات المشار إليها في هذه الفقرة فعليك أن تمد إليها يد العون في التسليح المقاوم لهمجية الاحتلال الصهيوني اللاإنساني وفي الوقت ذاته تذهب إلى إنتاج الردع الذي يضمن بقاءك الوجودي وبقاء فلسطين معك رغم إرادة الصهيونية والغرب الاستعماري الهادفين إلى التطبيق الكامل لنظرية نهاية التاريخ بحروبها الضرورية كما قال بذلك جهرةً مشاهير مفكريها.
8 – الدعم الثقافي العلمي
القضايا ذات الأهمية لا تنتشر ولا تشتهر إلا إذا أصبحت فضاء واسعا للبحث العلمي المتعدد المصحح للحقائق والإنتاج الثقافي المستثمر في تلك الحقائق، بخاصة إذا تعرضت تلك القضايا لمغالطات تحريفية تزويرية لا حصر لها كما فعل اليهود الصهاينة حين خططوا لتحويل فلسطين العربية الإسلامية إلى إسرائيل العبرية اليهودية ظلما وبهتانا وكذبا على التاريخ وثقافته وتزويرا لكل حقيقة وقعت تحت أيديهم ابتداء بالنصوص الدينة المقدسة وانتهاء بما يحدث في غزة خصوصا وفلسطين عموما ونحن في 2023 ... وهنا يتجلى دور الباحث المحب لفلسطين ببحوثه الهادفة في جميع الاختصاصات المرتبطة بالأرض والإنسان والهوية كالتاريخ والأنثروبولوجيا والصورائية والعمران وغير ذلك، كما يتجلى دور الفنان المحب لفلسطين وهو يوظف التيمات الفلسطنية المعبرة عن أرض فلسطين وشعبها الفلسطيني في مختلف التعابير الجمالية من المسرح أبي الفنون إلى السينما/ الفن السابع وما بينهما من فنون ... وضمن هذا السياق يندرج أيضا دور المترجم المحب لفلسطين – من اللغة العربية إلى غيرها من اللغات – كما يندرج دور الأستاذ المحب لفلسطين لكونهما يبلِّغان أعمال الباحث وإبداعات الفنان إلى المتلقي بشكل مباشر له تربويته الخاصة به ... مع الإشارة إلى أن المقاومة البحثية العلمية والمقاومة الجمالية الفنية لا تقلان أهمية عن المقاومات الأخرى مهما كان النعت الذي وضع بجانبها وإنما يحدث التكامل بين كل المقاومات وهو ما يؤدي إلى وضوح الرؤيا ثم الانتصار لها بنصرة دائمة ثابتة بيقين دائم ثابت.
9 – الدعم السياسي الدبلوماسي
السياسية في عمومها بمرفقاتها الديبلوماسية ومؤسساتها الإقليمية أو الدولية في راهن مطلع الألفية الثالثة – كما كانت في معظم فترات التاريخ البشري – هي صانعة النكبات الإنسانية العظمى كنكبة فلسطين وما شابهها من نكبات ضخمة في القارات كلها دونما استثناء بيِّن لا جدال حوله، وذلك نتيجة اعتمادها غالبا على الوصولية والمال النتن والجريمة المموهة والمقاصد الأنانية اللاإنسانية والأطماع البشعة التي لا تحدها قيم ولا أخلاق ... وإن كنت من فئة الساسة ومَن يسبح في فلكهم وكنت عكس هذا التوصيف فأنت معدن نادر، وإن كنت محبا لفلسطين بحق وصدق فأنت معدن أندر دونما أدنى مبالغة وسيكون دورك في نصرة فلسطين - تعبيرا عن حبك لها - أكبر بكثير مما يتصوره البعيد عن جهنمية واقع السياسة ... ودورك يكمن باختصار في تسمية الحق حقا والباطل باطلا في المحافل كلها وبثبات دائم من غير ملابسات ولا مزايدات ولا تنازلات، وهذا أمر شبه مستحيل في زماننا لكنه ممكن إذا كنت مقتديا مهتديا بالأنبياء والمرسلين وآخرهم رسول رب العالمين إلى العالمين محمد عليه الصلاة والسلام ... وتسمية المعطيات بأسمائها ينجم عنها الموقف المناسب والقرار المناسب والمتابعة المناسبة والتضحيات المناسبة والانتصار المناسب، وهذا ما تحتاجه القضية الفلسطينية وكل قضية عادلة من السياسي العادل المناضل من أجل سيادة العدالة رغم أنف الطغيان الصهيوني الاحتلالي وما جرى ويجري مجراه من استعمار استدماري في كل مكان وزمان.
10 – كشف العدو وعملائه بانتظام
الكيان الصهيوني الإسرائيلي المحتل لفلسطين ليس قوة مطلقة لا تقهر أبدا وإنما هو عصابة متكونة من مرتزقة تجمعهم عرقية وهمية غير حقيقة دينيا ولا جينيا ولا تلوينيا مضافة إلى عنصرية عمياء ضد العروبة والإسلام ومؤامرات لا تخفى على أحد وإغراءات متلونة متحولة لكنها دائمة ثابتة، وهذه الممارسات الخبيثة العدوانية المتجذرة في مفاصله خلال مسار طويل تدل قطعيا على أنه كيان ضعيف وضعيف جدا ... وإن كان لهذا الكيان الاحتلالي البغيض قوة كبيرة أو صغيرة فهي ليست منه بشكل طبيعي وإنما مصدرها الأساس هو الخونة العملاء وأعداء الإنسانية الذين يزودونه بالطاقة الكافية المتنوعة كلما كان في حاجة إلى ذلك ... فالخونة العملاء يخدمونه محافظة على مصالحهم المرتبطة بدسائسه وأعداء الإنسانية يساعدونه لكي يستحمر لهم البشرية جمعاء فتُصبح قابلة للركوب دون عناد له أهميته ... ومن أجل مقاومة جميع هذه المصائب والمصاعب بجدية وديمومة وشمولية وعمق لقد صار فرض عين وضرورة قصوى على كل محب لفلسطين أن يجتهد في كشف مداخل الخلل والخطل ومراكزها الرئيسة والثانوية وحتى الهامشية في العدو المحتل نفسه على مستوى الفرد ومستوى الجماعة ومستوى الكيان ككل متكامل كما يجتهد بصورة مماثلة وأكبر في كشف  خفايا العملاء ونقاط ضعفهم بالإجمال والتفصيل وتفصيل التفصيل واتخاذ ما يلزم من إجراءات تابعة لكل كشف لأن هذا هو رأس الطريق لتحجيم الصهيونية العالمية ثم القضاء تدريجيا على احتلالها لفلسطين.
11 – المقاطعة العادية والإستراتيجية للمنتجات
الصهيونية منظومة استعمارية عالمية لها أذرعها الدينية والسياسية والعلمية والثقافية والعسكرية وكل ذراع يمكن تصوره لكنها أساسا وقبل كل اعتبار وكل شيء هي منظومة اقتصادية تجارية مالية ربوية تنشط في الإطارين القانوني واللاقانوني هدفها تجميع رأس المال العالمي في يد عصابة يهودية مع رؤوس السائرين في ركابها لتكون صاحبة النفوذ المطلق وبالمقابل تفقير بقية البشرية لتسهيل السيطرة عليها ثم استغلالها أبشع استغلال مادي ومعنوي ... واليوم ونحن في عصر الرقمنة العارضة لكل شيء لم يعد خفيا على الخاص والعام ماهي النشاطات الشرعية واللاشرعية الضخمة التي تديرها العصابات والمؤسسات الصهيونية بأشكال معولمة عابرة للقارات ومنها بالخصوص ما يمول هجرة اليهود وأشباه اليهود إلى فلسطين المحتلة كما يمول المستوطنات تلو المستوطنات لهم ويدعم جيش الاحتلال بالتكوين العالي والتسليح من القطع الكلاسيكية إلى السلاح الكيميائي والسلاح النووي وغير ذلك من النشاطات الاستعمارية الإجرامية ... ومقاومة هذه الطامة الكبرى تكمن أساسا في المقاطعة الفاعلة الدائمة من كل محب لفسطين فردا كان أو جهازا أو فئة أو مجتمعا أو دولة ... فلنقاطع إنتاج الاحتلال الصهيوني الإسرائيلي المجرم مقاطعة أبدية نهائية إلى أن يسقط الاحتلال ويزول الكيان الإسرائيلي ولنقاطع أيضا إنتاج البلدان والشركات المدعمة لحروبه وجرائمه جهارا نهارا إلى أن يكفوا عن الدعم ولنقاطع كذلك المطبعين معه إلى أن يسحبوا التطبيع ... والمقاطعة المعنية لا تتمثل في بعض الجزئيات وإنما تعني المقاطعة القطعية التامة استيرادا وتصديرا واستهلاكا حتى ولو كان طفيفا وفي ظرف استثنائي عابر.
12 – المشاركة في المقاومة المسلحة العملياتية
المقاومة المسلحة الجهادية الثورية ضرورة مطلقة لتحرير فلسطين، وهي في نظرنا بوصفنا مسلمين فرض كفاية لا يعني جميع أنصار القضية الفلسطينية وأحبتها وفي الوقت ذاته لا يسقط عنهم كلهم، وتفاصيل ذلك متوفرة في مؤلفاتها وقد تم العمل بها في تاريخ فتوحاتنا الجهادية وتاريخ ثوراتنا التحريرية، ولم يقل أحد من أمتنا بالتخلي عن الجهاد المشروع باستثناء الذين أصابهم المسخ والنسخ والفسخ وأصبحوا عبيدا في خدمة الاستعمار والصهيونية ... فإذا كنت فردا عاديا محبا لفلسطين وتجتمع فيك شروط المجاهد بالحق الثائر على الباطل فجاهدْ ثائرا وفق ما تقتضيه مصلحة فلسطين التي لا يعرفها بدقة إلا قادة مقاومتها الجهادية الثائرة ووفق ظروفك الخاصة وقدراتك المؤهلة لأداء هذه المهمة أو تلك ... وإذا كنت محبا لفلسطين قائدا لدولة عربية أو دولة إسلامية أو دولة صديقة وفية لفلسطين المحتلة وشعبها المقهور وكان معظم شعبك مؤمنا بعدالة القضية الفلسطينية ومناصرا لها بوضوح لا غبار عليه وكان لبلادك جيش نظامي مؤهل وقدرات مادية ومعنوية مساعدة فدخولك إلى الحرب التحريرية الفلسطينية المصطلح عليها بـ "المقاومة الفلسطينية" ضد الاحتلال الصهيوني الإسرائيلي المجرم هو أوجب واجباتك بكل مقاييس الواجب المترتب على ضرورة قصوى ... مع الإشارة إلى أنّ كسْر غطرسة جيش الاحتلال الإسرائيلي وتحجيم طغيان الصهاينة المستوطنين هو الطريق الصحيح الوحيد المؤدي إلى تحرير فلسطين وإنقاذ شعبها من الدمار الكامل، أما بقية الطرق التي تم تجريبها سابقا فهي مجرد مهلة لتمكين العدو الاستيطاني من محو فلسطين من الجغرافيا ومحو شعبها من التاريخ.  
وفي ختام هذا المقال التوضيحي؛ أدعو بمودة واحترام كل محب لفلسطين المحتلة المظلومة التي تتعرض للإبادة الكاملة والحذف النهائي من خرائط الجغرافيا – ذكرا كان أم أنثى، شيخا كان أم كهلا أم شابا أم طفلا، عربيا كان أم أعجميا، مسلما كان أم غير مسلم، فردا كان أم فئة أم جهازا أم مجتمعا أم دولة أم منظمة من المنظمات الإقليمية أو الدولية – إلى ما يلي :
        لا تستحي بحبك لفلسطين لأنه أطهر حب على وجه الأرض في الزمن الراهن.
        قف في صف فلسطين والمقاومة الفلسطينية بما استطعت إليه سبيلا ولو كان مجرد كلمة طيبة.
        افضح إجرام الاحتلال الصهيوني الإسرائيلي ومساعديه على هذا الإجرام والمطبعين معه رغم هذا الإجرام العنصري الإبادي للشعب الفلسطيني.
        نبه المتخاذلين بأن القضية الفلسطينية قضية شعب محتل بالحديد والنار وقضية أرض مسلوبة من أهلها ظلما وعدوانا وقضية عقيدة مهددة في جوهرها وقضية أمّة يتآمر عليها المتآمرون مع الصهيونية العالمية والاستعمار القديم المتجدد وقضية إنسانية تم التخطيط لمحو حريتها الصحيحة وقيم وجودها السليم.
        لا تحتقر جهدك اتجاه فلسطين حتى لو كان محدودا جدا في نظر المثبطين من أعداء فلسطين خصوصا ونظر الأغبياء السائرين سيرهم من غير وعي ولا مسؤولية أخلاقية إنسانية عموما.
نصر فلسطين قادم ...
ثقْ، هذا وعد الله تبارك وتعالى ...
كن ممن ساهموا فيه بحب صادق وفاعلية قدر المستطاع.
ورحم الله الشهداء الأبرار والمجاهدين الأحرار والمحبين الأنصار الأخيار.

هناك 12 تعليقًا:

  1. كفيت ووفيت يا دكتور، الجزائر مع القضية الفلسطينة ظالمة أو مظلومة، جزاك الله خيرا، ورحم الله شهدائنا الأبرار

    ردحذف
    الردود
    1. أسعدك الله وشكرا عظيما كريما لك ................ النصر لفلسطين

      حذف
  2. بارك الله فيك بروفيسور.وفيت وكفّيت

    ردحذف
    الردود
    1. خالص تقديري وعميق مودتي لك ......... والنصر لفلسطين

      حذف
    2. بوركت وأحسنت، سعادة البروفيسور الدكتور الجليل، دمت مفكرا تنحاز بطبيعتك للإنسانية، وتناصر المظلوم وتفضح الظالم، مقال رائع وجريء يستحق الاهتمام والتقدير.

      حذف
    3. شكرا كريما أيها الكبير القدير .... تقبل مني الود والورد وخالص التقدير

      حذف
  3. انحني احتراما لك ولما تكتب.....اللهم انصر فلسطين عاجلا غير اجل

    ردحذف
    الردود
    1. النصر العاجل لفلسطين ...... والمودة والاحترام لك

      حذف
    2. ألممت بكل ما قد يقال وقد رسمت منهجية علمية واستراتجية إذا ما تبناها المناصرون للقضية ستعجل بما وعد الله

      حذف
    3. شكرا عظيما لك .............. والنصر لفلسطين

      حذف
  4. الردود
    1. لعلك يهودي صهيوني عنصري مجرم تستمع بدماء الفلسطنيين

      حذف

يمكنك التعليق هنا

يتم التشغيل بواسطة Blogger.