مساحة اعلانية

مجلة الكترونية دولية مستقلة تعنى بشؤون الفكر والثقافة والأدب والفنون ..

سجن البتّار للكاتبة صفاء فوزي

 

"سجن البتّار" هو عنوان العمل الروائي الجديد بمعرض القاهرة الدولي للكتاب ٢٠٢٤م للكاتبة صفاء فوزي والصادر عن دار ديوان العرب للنشر والتوزيع.
الرواية اجتماعية، تناقش فيها الكاتبة عبر ثمانية عشر فصلا عدد من القضايا الأخلاقية وعلاقات زوجية مضطربة، فالمرأة في بعض الأحيان يتم إرغامها على الزواج مم يؤدي إلى ضياع حقوقها الشرعية والقانونية والإنسانية، معاناة نعيش ونتعايش معها في كل مكان، ليس فقط في الأشخاص ولكن في كل شيء حولنا.
- الزواج بالإكراه، الزواج بالثرى العربي من أجل انتشال أسرة كاملة من الفقر، حقيقة واقع مؤلم ما زال قائم حتى الآن، الفقر، الظلم، القسوة كلها مسببات للإكراه على الزواج مجرد المسمى الشرعي زوجة ولكنها أقل ما تكون من جارية.
اقتباسات من الرواية:
- هزمنا الصعاب، قاومنا الألم، تحملنا مرارات الفقد وخيبات الخذلان، لكن هزمتنا دموعنا عندما هبت ريح الذكريات؛ وأشعلت نيران الحنين بقلوبنا.
- إنها ضحية وليست مجرمة، ضحية مجتمع وأهل أورثوها المرض بسبب سوء التعامل  منذ صغرها، لا تسمع سوى كلمة واحدة أنت فتاة! تلك الجملة التي أرهقتها دوما وحرمتها الحياة، نعم منذ ولادتها وهي تحمل عبء كونها فتاة، كأنها جريمة! ووصمة عار لازمتها! لا تفعلي ذلك أنت فتاة! لا ترتدي هذا! لا تجري بالشارع! لا تحدثي ابن عمك! لا... لا... وما أكثر اللاءات والنواهي من الأهل والمعلمين، الأمر شكل عقدة لديها وكأنه جرم أن تكون فتاة في مجتمع ذكوري، لا يعترف بحقوق المرأة ولا بكونها نصفه الأخر، التحفت عباءة الخوف وتحلت بالصمت الذي جعلها تأخذ لقب هادئة ومؤدبة وخجولة وفي كينونتها فتاة معقدة خائفة أورثوها عقدا نفسية وليس أخلاقا حميدة، فهربت لأحلام اليقظة، لعلها تحقق بعض من أحلامها المسلوبة، وعندما كبرت فتحوا لها الباب وأعطوها  حرية مغلفة بأوامر ونواهي، حرية مفادها الخروج لمجتمع فاسد يشوبه التنمر والغيبة والنميمة ولا يحترم الخصوصية ولا الاختلاف، كانت تسير بخوف ورهبة تخشى الجميع وتحرص على سمعتها وما يقوله الناس عنها، أرقها دوما نظرة الناس، كلام الناس، رضاء الناس عنها، مما زاد من خوفها وتوترها،  اصطدمت بالأفاعي والثعابين في أثواب بشر فعادت لعزلتها أكثر خوفا وأشد ألما وحملت أطنان العقد والجروح الدامية، تعدت الثلاثين ولم تتزوج، تلك جريمتها الثانية بل الثالثة بعد المئة، كل فعل لا يعجب الآخرين جرم وعليها التكفير عنه أو إنكاره! يلقيها القدر في قيد أخر زواج بلا حب وبلا مشاعر، كان حلمها زوجا يكون لها أبا وأخا وصديقا وحبيبا ووطنا، لكن وجدت من يشتهي كسرها والسيطرة على حياتها فاستسلمت لقيده والتحفت رداء الطاعة العمياء؛ لتنال رضا زوجها والمجتمع الغاشم، لكن هيهات أن يرضى عنها من ذبحوها، الكل يتهمها بالضعف وقلة الحيلة وهم من شكلوا ماهيتها وضعفها، ثم حصلت على لقب آخر (مطلقة)، دافعت بقوة عن نفسها وسط اتهامات الجميع، لم تعد تتحمل ظلم الأخرين، انهارت قواها، لم تجد من يحتويها ولا يسمعها فاخترعت صديقة من وحي خيالها تتحدث لها دوما عن حالها وألمها وأحلامها التي ضاعت، أصبحت تتمرد على الجميع وصارت تجهر بحديثها لصديقتها فاتهموها بالجنون، استسلمت وانعزلت مع صديقتها تلك والتي لا يراها غيرها، لتأخذ لقب آخر (مجنونة) وتنسى لقبها بل جريمتها الأولى إنها فتاة!
- أرأيت في لحظة واحدة تحولت من عاشق مشتاق إلى وحش مفترس! لن تتغير أبدا، المال والثروة والنفوذ جعلوك تستقوى على الضعفاء، لا رحمة بقلبك لتحب وتعشق، لا تعرف الحب ولا يحركك سوى شهواتك، أكرهك كثيرا.
ويذكر أن الكاتبة صدر لها عدة أعمال أخرى هي: رواية الوفاء في زمن الخيانة، مجموعة قصصية غربة روح، كتاب خواطر ثلج مشوي، ورواية الهودو،
ورواية آه واحدة لا تكفي.

ليست هناك تعليقات

يمكنك التعليق هنا

يتم التشغيل بواسطة Blogger.