مساحة اعلانية

مجلة الكترونية دولية مستقلة تعنى بشؤون الفكر والثقافة والأدب والفنون ..

مدينتي - محمد الزهراوي أبو نوفل

 


مدينتي..
مَدينَةُ الْحلم .
يُقالُ بَعيدَةٌ ؟
وسَوْفَ تَطْلُعُ
يَوْماً مِنْ
مَغْرِبِ الشّمْس..
تَجيئُ تَجْري
كَالْفِرْدَوْسِ أوْ
تَهِلُّ كَالْهِلالِ مِنْ
زَبَدِ الْبَحْر .
وحَذارِ تَقولُ
الْعَرّافَةُ أنْ تَخْتَنِقَ
مِنَ دُخّانٍ فـِي
باحَةِ الْقَلْب .
***.               
مدينتي..
سَيِّدَةُ الشِّعْرِ
لَدى الشُّراءِ .
وسَيِّدَةُ الْقَلْبِ
كَزَهْرَةِ ياسَمينٍ
عِنْدَ الْعُشّاقِ .
أسْمَعُ آهاتِها يالَيْلُ
وكَمْ هِيَ مُرْهَفَةٌ
على طول الطريق .
مَدينَتي..
عاشِقَةٌ تُقاتِلُ فـِي
جَبْهَةِ الشّمْسِ
لِيَسودَ الْحُبُّ
والشِّعْرُ والْفُنونُ .
تَبْدو كُونية الْحُضورِ
تَظْهَرُ عَلى
شَكْلِ غَزالَةٍ
ولَكأنَّها..
مَسْكونَةٌ بِـيَّ!
***
مَنْ يَرى مَدينَتي
ولا يَعْشَقُها..
تَجيءُ كَأنّما
تَهْربُ تَسُدُّ..
كُلَّ الطُّرُقِ وعَلى
جَوانِبِها تَحُطّ كُلُّ
طُيورِ الْمَساءِ احتفاء
بها حَتـّى تَمُرّ !
إذْ لَمْ تَعُد حُلماً
وتَرْتَجِلُ..
كُلَّ أهْوائي !
لَيْسَ لِـيَ غَيْرُها فـِي
الْجُغْرافْيا والْخَرائِطِ
 إنها مختلفة !
وهِيَ ما الأعْيُنُ
تَرى من الأسْطُحِ.
***
أنا موعود بها
وذاهِبٌ مَعَ الْعُشّاقِ
لألقاها بالنبيذ
والْعُطورِ والأزهار
لإنها امْرأتِـي
يا أولي الألْباب !
تحيء كأنما مِنْ
غمر هاوية فأمد
لها يدي وهي
 تداري جمال
عرْيها في..
كُتُبِ الْمَدْرَسَة
كَقَمَرٍ لا يَعيبُ
خَوْفَ أنْ يَأسرَها
الليْلُ أوْ تُتَّهَمَ
بِالْفَضيحَةِ والْكُفْرِ .
فَيُدْرِكَها الْغَرَقُ
عَلى يَدِ الطُّغاةِ ؟!
***.                                                 
لَقَدْ ذَهَبَ الْعُمْرُ..
تَنْهَضُ مِثْلَ
هِسْبْريسْ مِنَ
الْبِحارِ مَدينَتي!..
لِيَلْعبَ مَعَها الطِّفْلُ
الّذي بِداخِلي؟!
كَمْ يَنْبَغي أنْ
أنْتَظِرَها تَجيءُ
فـِي الصّدى؟!
أُحَدِّقُ بِأمل بحْثا
عنْها وَراءَ الأفُق .
وهَلْ تَأْتـِي مَدينَتي
الْبَعيدَةُ حَتّى..
تَحْتَفِيَ بِها الطُّيورُ
والصِّغارُ والزهور؟!
        ***.                    
نائِيةٌ
مَدينَتي الْعَنيدة .
ولَن أحْيا..
طَويلاً حَتّى أراها
وقَدْ تهَيّأتْ عروسا
لِـيَ كَمائِدَةٍ فـي
عُرْيِها الْحضاري..
ذاتَ ليل طويل .
فـي أيِّ أرْضٍ
أراها أوْ أجِدُها
حَتّى أنْسى..
عَذابَ السِّنين؟!
***.       
مَدينَتي بَعيدة..
كالّتي أحَبّها
أوليس أيْضاً..
قد يَأتـي الْمَساءُ
وأنا فـي التّيهِ
عَنْها أُفَتِّشُ؟!
وما زِلْتُ تَحْت
الشِّتاءِ بِقَميصِيَ
الْبَليلِ فـي
حَسْرَةٍ أنْتَظِرُ..
أحْفرُ اسْمَها عَلى
أحْجارِ السّورِ أقولُ
عَلّها تأْتـي..
ولكِنّ الْكَواسِرَ
فـي الطّريقِ.ومَوانِعَ
   شَتّى أفْدَحُ !

هناك تعليق واحد:

  1. شكرا للنشر دام لكم التوفيق والنجاح
    لهذا الصرح الثقافي الشامخ
    وعالي التقدير والاحترام
    مع محبتي

    ردحذف

يمكنك التعليق هنا

يتم التشغيل بواسطة Blogger.