شعراء منسيون ....! بقلم: سيد صباح بهبهاني
أبو نُوّاس
ــ 198 هجري / 763 ـ 813 ميلادي 146
الحسن بن هانئ بن عبد الأول بن صباح الحكمي بالولاء.
شاعر العراق في عصره. ولد في الأهواز من بلاد خوزستان ونشأ بالبصرة، ورحل إلى بغداد فاتصل فيها بالخلفاء من بني العباس، ومدح بعضهم، وخرج إلى دمشق، ومنها إلى مصر، فمدح أميرها ، وعاد إلى بغداد فأقام بها إلى أن توفي فيها .
ودَاوني بالّتي كانَتْ هيَ الدّاءُ
صَفراءُ لا تَنْزلُ الأحزانُ سَاحَتها
لَوْ مَسّها حَجَرٌ مَسّتْهُ سَرّاءُ
مِنْ كَفّ ذات حِرٍ في زيّ ذي
ذكرٍ لَها مُحِبّانِ لُوطيٌّ وَزَنّاءُ
َقامْت بِإبْريقِها، والليلُ مُعْتَكِرٌ
فَلاحَ مِنْ وَجْهِها في البَيتِ لألاءُ
فأرْسلَتْ مِنْ فَم الإبْريق صافيَة ً
كأنَّما أخذُها بالعينِ إعفاءُ
َرقَّتْ عَنِ الماء حتى ما يلائمُها
لَطافَة ً، وَجَفا عَنْ شَكلِها الماءُ
فلَوْ مَزَجْتَ بها نُوراً لَمَازَجَها
حتى تَوَلدَ أنْوارٌ وأَضواءُ
دارتْ على فِتْيَة ٍ دانًَ الزمانُ
لهمْ، فَما يُصيبُهُمُ إلاّ بِما شاؤوا
لتِلكَ أَبْكِي، ولا أبكي لمنزلة ٍ
كانتْ تَحُلُّ بها هندٌ وأسماءُ
حاشا لِدُرَّة َ أن تُبْنَى الخيامُ لها
وَأنْ تَرُوحَ عَلَيْها الإبْلُ وَالشّاءُ
فقلْ لمنْ يدَّعِي في العلمِ فلسفة ً
حفِظْتَ شَيئًا، وغابَتْ عنك أشياءُ
لا تحْظُرالعفوَ إن كنتَ امرَأًَ
حَرجًا فَإنّ حَظْرَكَهُ في الدّين إزْراءُ .
أبو العَتاهِيَة
130 ــ 211 هجري / 747 ــ 826 ميلادي
إسماعيل بن القاسم بن سويد العيني، العنزي، أبو إسحاق.
شاعر مكثر، سريع الخاطر، في شعره إبداع، يعد من مقدمي المولدين، من طبقة بشار وأبي نواس وأمثالهما. كان يجيد القول في الزهد والمديح وأكثر أنواع الشعر في عصره. ولد ونشأ قرب الكوفة، وسكن بغداد.
130 ــ 196 هجري / 747 ــ 811ميلادي
223 ـ 321 هجري / 838 ــ 932 ميلادي
247 ـ 296 هجري / 861 ــ908 ميلادي
363 ـ 449 هجري / 973 ــ 1057 ميلادي.
ــ 1087 هجري / 1616 ــ 1676ميلادي1025
فَامْزُج لُجْيَن الدَّمْعِ مِنْ عِقْيَانِهِ
وانزل فثمَّ معرّسٌ أبداً ترى
فِيهِ قُلُوبَ العِشْقِ مِنْ رُكْبَانِهِ
واشمم عبيرَ ترابهِ والثم حصى ً
في سفحهِ انتثرت عقودُ جمانهِ
وَاعْدِلْ بِنَا نَحْوَ الْمُحَصَّبِ مِنْ مِنى ً
وَاحْذَرْ رُمَاة َ الْغُنْجِ مِنْ غِزْلاَنِهِ
وَتَوَقَّ فِيهِ الطَّعْنَ إِمَّا مِنْ قَنَا
فُرْسَانِهِ أَوْ مِنْ قُدُودِ حِسَانِهِ
أَكْرِمْ بِهِ مِنْ مَرْبَعٍ مِنْ وَرْدِهِ
الوجناتُ والقاماتُ من أغصانهِ
مَغْنى ً إِذَا غَنَّى حَمَامُ أَرَاكِهِ
رَقَصَتْ بِهِ طَرَباً مَعَاطِفُ بَانِهِ
فَلَكٌ تَنَزَّلَ فَهْوَ يُحْسَبُ بُقْعَة ً
أو ما ترى الأقمار من سكانه
خضب النجيع غزاله وهزبره
هذا بوجنتيه وذا ببنانه
فَلَئِنْ جَهِلْتَ الْحَتْفَ أَيْنَ مُقَرُّهُ
سَلْنِي فَإِنِّي عَارِفٌ بِمَكانِهِ
هُوَ في الْجُفُونِ السُّودِ مِنْ فَتَيَاتِهِ
أَوْ فِي الْجُفُونِ الْبِيضِ مِنْ فِتْيَانِهِ
من لي برؤية أوجه في أوجه
حجب البعاد شموسها بعنانه
بِيضٌ إِذَا لَعِبَتْ صباً بِذُيولِهَا
حَمَلَ النَّسِيمُ الْمِسْكَ فِي أَرْدَانِهِ
عمدت إلى قبس الضحى فتبرقعت
فِيهِ وَقَنَّعَهَا الدُّجَى بِدُخَانِهِ
مِنْ كُلِّ نَيِّرَة ٍ بِتَاجِ شِقَيقِهَا
قَمَرٌ تَحُفُّ بِهِ نُجُومُ لِدَانِهِ
وَهبتْ لَهُ الْجَوْزَاءُ شُهْبَ نِطَاقِهَا
حَلْياً وَسَوَّرَهَا الْهِلاَلُ بِحَانِهِ
هذي بأنصل جفنها تسطو على
مُهَجِ الأُسُودِ وَذَاكَ مِنْ مُرَّانِهِ
يفتر ثغر البرق تحت لثامها
وَيَسِيرُ مِنْهَا الْغَيْثُ في قُمْصَانِهِ
كَمَنَ النُّحُولُ بِخَصْرِهَا وَبسَيْفِهِ
والموت من وسنانها وسنانه
في الخدر منها العيس تحمل جوذراً
ويقل منه الليث سرج حصانه
قسماً بسلع وهي حلفة وامقٍ
أَقْصَاهُ صَرْفُ الْبَيْنِ عَنْ جِيرَانِهِ
مَا اشْتَاقَ سَمْعِي ذِكْرَ مَنْزِلِ طَيْبَة ٍ
إلا وهمت بساكني وديانه
بَلَدٌ إِذَا شَاهَدْتَهُ أَيْقَنْتَ
أَنَّ اللهَ ثَمَّنَ فِيهِ سَبْعَ جِنَانِهِ
ثغر حمته صاح أجفان المهى
وَتَكَلَّفَتْهُ رِمَاحُ أُسْدِ طِعَانِهِ
تمسي فراش قلوب أرباب
الهوى تلقي بأنفسها على نيرانه
لَوْلاَ رِوَايَاتُ الْهَوَى عَنْ أَهْلِهِ
لَمْ يَرْوِ طَرْفِي الدَّمْعَ عَنْ إِنْسَانِهِ
لا تنكروا بحديثهم ثملي إذا
فض المحدث عن سلافة حانه
هُمْ أَقْرَضُوا سَمْعِي الجُمانَ
وطالَبُوا فيه مسيل الدمع من مرجانه
فَإِلاَمَ يَفْجَعُنِي الزَّمَانُ بِفَقْدِهِم
وَلَقَدْ رَأَى جَلَدِي عَلَى حِدْثَانِهِ
عَتْبِي عَلَى هذّا الزَّمَانِ مُطَوَّلٌ
يُفْضِي إِلَى الإِطْنَابِ شَرْحُ بَيَانِهِ
هَيْهَاتِ أَنْ أَلْقَاهُ وَهْوَ مُسَالِمي
إِنَّ الأَدِيبَ الْحُرَّ حَرْبُ زَمَانِهِ
ياقلب لاتشك الصبابة بعدما
أوقعت نفسك في الهوى وهوانه
تَهْوَى وَتَطْمَعُ أَنْ تَفِرَّمِنَ الْهَوَى
كيف الفرار وأنت رهن ضمانه
يا للرّفاقِ ومن لمهجة ِ مدنفٍ
نِيرَانُهَا نَزَعَتْ شَوَى سُلْوَانِهِ
لم ألقَ قبلَ العشقِ ناراً أحرقت
بشراً وحبُّ المصطفى بجنانهِ
خَيْرِ النَّبِيِّينَ الَّذِي نَطَقَتْ بِهِ
الْـ ـتوراة ُ والإنجيلُ قبلَ أوانهِ
كَهْفُ الْوَرَى غَيْثُ الصَّرِيخِ
مَعَاذُهُ وَكَفِيلُ نَجْدَتِهِ وَحِصْنُ أَمَانِهِ
الْمُنْطِقُ الصَّخْرَ الأَصَمَّ بِكَفِّهِ
والمخرسُ البلغاءَ في تبيانهِ
لطفُ الإلهِ وسرُّ حكمتهِ الذي
قد ضاقَ صدرُ الغيثِ عن كتمانهِ
قِرْنٌ بِهِ التَّوْحِيدُ أَصْبَحَ ضَاحِكاً
وَالشِّرْكُ مُنْتَحِباً عَلَى أَوْثَانِهِ
نَسَخَتْ شَرَائِعُ دِينِهِ الصُّحُفَ الأُلَى
فِي مُحْكَمِ الآيَاتِ مِنْ فُرْقَانِهِ
تمسي الصّوارمُ في النّجيعِ إذا
سطا وخدودها مخضوبة ٌ بدهانهِ
مَا زَالَ يَرْقُبُ شَخْصُهُ الآفَاقَ
فِي طرفٍ تحامى النومُ عن أجفانه
وجِلاً يظنُّ النومَ لمعَ سيوفهِ
ويرى نجومَ الليلِ من خرصانهِ
قلبُ الكميِّ إذا رآهُ وقد نضا
سَيْفاً كَقُرْطِ الْخَوْدِ في حُلْقَانِهِ
وَلَرُبَّ مُعْتَرَكٍ زَهَا رَوْضُ
الظُّبَى فِيهِ وَسُمْرُ الْقُضْبِ من قُضْبَانِهِ
خضبَ النَّجيعُ قتيرَ سردِ
حديدهِ فشقيقهُ يزهو على غدرانهِ
تبكي الجراحُ النجلُ فيهِ
والرّدى مُتَبَسِّمٌ وَالْبيضُ مِنْ أَسْنَانِهِ
فَتَكَتْ عَوَامِلُهُ وَهُنَّ ثَعَالِبٌ
بَجَوَارِحِ الآسَادِ مِنْ فُرْسَانِهِ
جِبْرِيلُ مِنْ أَعْوَانِهِ مِيَكالُ منْ
أخدانهِ عزريلُ من أعوانهِ
نُورٌ بَدَا فَأَبَانَ عَنْ فَلَقِ الْهُدَى
وجلا الضَّلالة َ في سنى برهانهِ
شَهِدَتْ حَوَامِيمُ الْكِتَابِ بِفَضْلِهِ
وكفى بهِ فخراً على أقرانهِ
سَلْ عَنْهُ يَاسِينَا وَطهَ وَالضُّحَى
إِنْ كُنْتَ لَمْ تَعْلَمْ حَقِيقَة َ شَانِهِ
وسلِ المشاعرَ والحطيمَ وزمزماً
عن فخرِ هاشمهِ وعن عِمرانهِ
يسمو الذّراعُ بأخمصيهِ ويهبطُ
الإكليلُ يستجدي على تيجانهِ
وَلو تَسْتَجِيرُ الشَّمْسُ فِيه مِنْ
الدُّجَى لغدا الدُّجى والفجرُ من أكفانهِ
أَوْشَاءَ مَنْعَ الْبَدْرِ فِي أَفْلاَكِهِ
عَنْ سَيْرِهِ لَمْ يَسْرِ في حُسْبَانِهِ
أو رامَ من أفقِ المجرة ِ
مسلكاً لَجَرَتْ بِحَلْبِتِه خُيُولُ رِهَانِهِ
لاَ تَنْفُذُ الأَقْدَارُ فِي الأَقْطَارِ
في شيءٍ بغيرِ الإذنِ من سلطانهِ
أَللهُ سَخَّرَهَا لَهُ فَجَمُوحُها سلسُ
القيادِ لديهِ طوعُ عنانهِ
فهو الَّذي لولاهُ نوحٌ ما نجا
في فلكهِ المشحونِ من طوفانهِ
كلّا ولا موسى الكليمُ سقى
الرَّدى فرعونهُ وسمى على هامانهِ
إن قيلَ عرشٌ هو حاملُ
ساقهِ أو قيلَ لوحٌ فهوَ في عنوانهِ
روحُ النعيمِ وروحُ طوباهُ
الّذي تجنى ثمارُ الجودِ من أفنانهِ
يَا سَيِّدَ الْكَوْنَيْنِ بَلْ يَا أَرْجَحَ
الثَّقَلـ ـيْنِ عِنْدَ اللهِ فِي أَوْزَانِهِ
والمخجلَ القمرَ المنيرَ بتمهِ
فِي حُسْنِهِ وَالْغَيْثَ مِنْ إِحْسَانِهِ
والفارسُ الشهمُ الّذي غبراتهُ
من ندّهِ والسمرُ من ريحانهِ
عُذْراً فَإِنَّ الْمَدْحَ فِيكَ مُقَصِّرٌ
وَالْعَبْدَ مُعْتَرِفٌ بِعَجْزِ لِسَانِهِ
ما قدرهُ ما شعرهُ بمديحِ من
يثني عليهِ اللهُ في قرآنهِ
لولاكَ ما قطعت بيَ العيسُ
الفلا وطويتُ فدفدهُ إلى غيطانهِ
أَمَّلْتُ فِيكَ وَزُرْتُ قَبْرَكَ
مَادِحاً لأَفُوزَ عِنْدَ اللهِ فِي رِضْوَانِهِ
عبدٌ أتاكَ يقودهُ حسنُ الرجا
حاشا نداكَ يعودُ في حرمانهِ
فاقبل إنابتهُ إليكَ فإنهُ بِكَ
يَسْتَقِيلُ اللهَ فِي عِصْيَانِهِ
فَاشْفَعْ لَهُ وَلآلِهِ يَوْمَ الجْزَا صَلَّى الإلهُ عَلَيكَ يَا مَولى الوَرىَ ما حنَّ مغتربٌ إلى أوطانهِ
ــ1119 هجري / 1642 ــ 1707ميلادي1052 1642 -
ولِلدَّهر تَصعيدٌ علينا وتَصْويبُ
إلامَ انقيادي للزَّمانِ تَروعُني
له كلَّ يوم مُزعجاتٌ أساليبُ
أفي الحقِّ أن أصدى وفي القلب
غُلَّة ٌ يَشبُّ لها بين الجَوانح اُلُهوبُ
ويُصبح مَن دُوني نَقيعاً أوامُهُ
يَسوغُ له عذبُ الموارد اُثعُوبُ
أروحُ وأغدو تَقتضِيني نَجاحَها
أمانيُّ نَفسٍ كلُّهنَّ أكاذيبُ
عتبتُ على دَهري وما الدهرُ مُعِتباً
ولكنَّ عجزاً انتظارٌ وتأنيبُ
وقد ساءني بين المهَانة والعُلى مقامي
على حال لها الجأشُ مرعوبُ
فأمَّا عُلاً لا يُلحَقُ الدَّهرَ شأوُها
وأمّضا خمولاً فهو في الحقِّ مَرغوبُ
طُبِعتُ عل ما لو تكلَّفُت غيرَه
غُلبتُ وقد قيل التكلُّفُ مَغلوبُ
أيوقفُني صرفُ الزَّمان ضَراعة ً
وما الخطوُ مقصورٌ ولا القيدُ مكروبُ
إذاً لا نَمتْ كفِّي إليَّ مهنَّدي
ولا قرَّبتْ بي المقرَباتُ اليَعابيبُ
أضف تعليق