مساحة اعلانية

مجلة الكترونية دولية مستقلة تعنى بشؤون الفكر والثقافة والأدب والفنون ..

قصيدة " حَشْرَجَاتٌ " للشاعر الأردني سعيد يعقوب

 



مَاذَا لَدَيْكَ لِكَيْ تَقُولَهْ // وَالَّليْلُ قَدْ أَرْخَى سُدُولَهْ
وَالعُمْرُ رَاحَ يَجُرُّ نَحْوَ نِهَايَةِ الشَّكْوَى ذُيُولَهْ
كَالشَّمْسِ تَجْنَحُ لِلْغُرُوبِ بِخَطْوَةِ الجَزَع ِالمَلُولَةْ
قِفْ بِي عَلَى رَسْمِ الهَوَى نَنْدُبْ بِوِقْفَتِنَا طُلُولَهْ
مَا عَادَ يَشْغَفُكَ القَوَامُ الَّلدْنُ وَالعَيْنُ الكَحِيلَةْ
وًنًسًائِمُ الآصَالِ فِي الطُّرُقَاتِ تَعْبَثُ بِالجَدِيلَةْ
وَالكَأْسُ وَالخَدُّ المُوَرَّدُ وَالنُّسَيْمَاتُ العَلِيلَةْ
وَالَّلحْنُ وَالوَتَرُ المُرَنَّحُ وَالأَهَازِيجُ الخَضِيلَةْ
مَا عَادَ يَسْتَهْوِيكَ شَيْءٌ مِنْ مَطَامِحِكَ الجَلَيْلَةْ
مَا عُدْتَ تَعْبَأُ بِالذَّكِيَّةِ فِي الحِسَانِ وَبِالجَهُولَةْ
مَا عُدْتَ تَحْفَلُ بِالقَصِيرَةِ مِثْلَ أَمْسِ وَبِالطَّوِيلَةْ
أَيَّامَ لَمْ تَكُ لِلذِي تَبْغِيهِ تَنْقُصُكَ الوَسِيلَةْ
هَبَّتْ عَلَى المِصْبَاح رِيحُ اليَأْسِ وَاعْتَقَلَتْ فَتِيلَهْ
خَذَلَتْكَ أَشْجَارُ النَّخِيلِ وَنَخْوَةُ الخَيْلِ الأَصِيلَةْ
حَافٍ وَمِلْءُ الدَّرْبِ شَوْكٌ لَيْسَ تَقْدِرُ أَنْ تُزِيلَهْ
عَارٍ وَهَذَا البَرْدُ يَرْقُصُ فِي أَنَامِلِكَ النَّحِيلَةْ
طَاوٍ وَهَذَا الجُوعُ يَنْمُو فِي مَلَامِحِكَ النَّبِيلَةْ
صَادٍ وَمَا مِنْ غَيْمَةٍ  وَالصَّيْفُ لَا تَرْجُو هُطُولَهْ
هَا أَنْتَ مُنْكَفِئٌ عَلَى المَاضِي وَأَخْيِلَةِ الطُّفُولَةْ
وَالبَوْحُ صَارَ مُحَرَّمًا  إِلَّا مِنَ الجُمَلِ الهَزِيلَةْ
فَهَرَبْتَ مِنْ شَوْكِ الصُّعُوبَةِ نَحْوَ أَزْهَارِ السُّهُولَةْ
وَطَوَتْ يَدُ الأَيَّامِ أَحْلَامَ الشَّبِيبَةِ وَالكُهُولَةْ
وَرَمَتْكَ فِي الوَادِي السَّحِيقِ وَلِلْأَمَانِي المُسْتَحِيلَةْ
كَمْ هِمْتَ فِي الوَهْمِ الجَمِيلِ وَفِي مَسَارِبِهِ الجَمِيلَةْ
وَقَضَيْتَ عُمْرَكَ فِي الخَيَالِ وَفِي خَمَائِلِهِ الظَّلِيلَةْ
وَالعُمْرُ آذَنَ بِالرَّحِيــــلِ وَمَا شَفَى قَلْبِي غَلِيلَهْ
جَيْشٌ مِنَ الخَيْبَاتِ فِيَّ تُطَارِدُ الدُّنْيَا فُلُولَهْ
كَفَاكَ كَفَّا قَاتِلٍ  يَحْسُو كُؤُوسَ دَمِ القَتِيلَةْ
وَفَخَارُ عِزَّتِهِ انْحِنَاءٌ لَمْ تَرَ الدُّنْيَا مَثِيلَهْ
فَدَعِ البُطُولَةَ لَمْ يَعُدْ مَعْنَى لِمَهْزَلَةِ البُطُولَةْ
هَا أَنْتَ وَحْدَكَ فِي الفَرَاغِ وَفِي مَرَارَتِهِ الثَّقِيلَةْ
مَا عَادَ حَدٌّ فَاصِلٌ بَيْنَ الرَّذِيلَةِ وَالفَضِيلَةْ
وَتَدَاخَلَتْ كُلُّ الخُيُوطِ وَفُرْصَةُ المَنْجَى ضَئِيلَةْ
وَتَغَيَّرَتْ كُلُّ العَنَاوِينِ التِي كَانَتْ أَثِيلَةْ
كُتُبٌ تَخُونُ مُؤَلِّفِيهَا وَالكِتَابُ مَحَا فُصُولَهْ
تَشْكُو الخُؤُولَةَ لِلْعُمُومَةِ وَالعُمُومَةَ لِلْخُؤولَةْ
وَكِلَاهُمَا شَرِبَا دِمَاءَكَ فِي احْتِفَالَاتِ القَبِيلَةْ
لَا شَيْءَ فِي كَفَّيْكَ غَيْرُ الوَهْمِ وَالقِصَصِ الخَجُولَةْ
فَاطْوِ الشِّرَاعَ وَحَطِّمِ المِجْدَافَ وَاقْذِفْ بِالحُمُولَةْ
وَارْجِعْ بِأَثْقَلِ خَيْبَةٍ مِنْ رِحْلَةِ الوَهْمِ الطَّوِيلَةْ
بَاعُوكَ بِالثَّمَنِ الزَّهِيدِ وَهَمُّهُمْ قَبْضُ العُمُولَةْ
كَمْ مِنْ يَهُوذَا بَيْنَنَا  قَدْ بَاعَ لِلشَّارِي خَلِيلَهْ
جَبَرُوتُ شَمْشونَ انْتَهَى  مِزَقًا عَلَى قَدَمَيْ دَلِيلَةْ
وَأَمَامَهَا خَارَتْ قُواهُ وَلَمْ تَعُدْ بِيَدَيْهِ حِيلَةْ
قَدْ سَامَحَتْ جَسَّاسَ فِي دَمِ زَوْجِهَا وَعَفَتْ جَلِيلَةْ
وَحَنَتْ عَلَيْهِ مُجَدَّدًا وَالمَرْءُ لَا يَنْسَى أُصُولَهْ
وَكُلَيْبُ لَوْ عَلِمَ النِّهَايَةَ وَالمَآلاتِ الذَّلِيلَةْ
مَا كَانَ طَارَحَهَا الغَرَامَ وَلَا اصْطَفَى مِنْهَا حَلِيلَةْ
سِيزِيفُ مَلَّ وَحُلْمُهُ مَا عَادَ يِأَمُلُ أَنْ يَطُولَهْ
فَاسْبَحْ مَعَ التَّيَّارِ فِي دَوَّامَةِ العُمْرِ الكَسُولَةْ
وَانْثُرْ رَمَادَ العُمْرِ فِي وَجْهِ الفَضَاءَاتِ العَمِيلَةْ

ليست هناك تعليقات

يمكنك التعليق هنا

يتم التشغيل بواسطة Blogger.