مساحة اعلانية

مجلة الكترونية دولية مستقلة تعنى بشؤون الفكر والثقافة والأدب والفنون ..

شمشون, ودليلة - بقلم / على حزين

 



                                                          
أنا أحسنت لها عمري,
وأخلصت
وأعطيتها كل شيء, أملكه
وما بخلت ..
وجعلتها درة فوق رأسي
ولؤلؤة ثمينة ..
وعليها حافظت
وفضَّلتها على نساء العالمين
وما قصَّرت ..
وكانت إذا ما قالت شيئاً,
قلت: لها, آمين
وصدَّقت .. وأمنت
ويا ليتني ما فعلت
*** 
ربيتها كقطةٍ صغيرة على يدي
وأعطيتها الود أطناناً ..
والعطف والحب
وعلمتها كل شيء
وأعطيت لها عمري,
وما أبقيت ...
وما أعطتني شيء
وشيئاً لنفسي ما أبقيت
وأخلصت, فماذا جنيت..
وماذا فعلت,
هل هذا جزاء ما أحسنت
يا ليتني ما فعلت
*
وأنا الذي أعطيتها كل شيء 
في الأخير باعتني برخص التراب
عضت يدي, وحقَّرتني,
وتعالت عليَّ
وأنا الذي اشتريتها بكل شيء
يا ليتني ما فعلت
***
كل النساء كانت في نظري
هباءً ، هواءً ، إلا هي
كل النساء كانت في نظري
هذا, وماذا.. إلا هي
كل النساء كانت ...
وكانت ... إلا هي
وماذا بعد ..
باعت ودي, وحبي , وخانت ..
وتطاولت عليَّ
فماذا أقول لامرأةٍ فَرِيّ
********
علمتها الكلام .. هجتني
وعلمتها الرماية رمتني
وأعطيتها مفاتيح كل شيء
وملكتها قلبي , وروحي , وعقلي
وما بخلت عليها في شيء 
وفي الأخير لامت علي
أنا الذي جعلت منها ملكةً 
وملَّكتها عليَّ , ولها سمعت,
وخضعت , وأطعت
وأخلصت لها,
ودافعت عنها بكل ما أملك
وكنت لها رجلاً وفي
كم كنت رجلاً غبي,
**********
وأخيراً إنهار المعبد على رأسي
وانتهى كل شيء
فدليلة, كانت تضحك علي
باعتني, وغلَّت يديَّ
ماذا فعلت ..؟!
هل أجرمت حين أحببتها
حين أخلصت لها
وحافظت عليها .. وأعطيتها كل شيء
وملَّكتها كل شيء..
وما أبقيت لنفسي شيء
كم كنت رجلاً غبي
********
وضعتني دليلة على المقصلة
وأنهت كل شيء,
وأماتت فيَّ كل شيء
وقطعت رأسي وغلَّت يديّ
وقتلت كل شيء جميل لديّ
فماذا أقول لامرأة خانت ..
لامرأة هنتُ عليها ..!
وما هانت يوماً علي
وكنت لها الرجل المخلص
المحب , الوفي 
اليوم ضاعت, وضعتُ
وضاع مني كل شيء
أنا الذي كنت الرجل الغبي

ليست هناك تعليقات

يمكنك التعليق هنا

يتم التشغيل بواسطة Blogger.