(1)
ثعالب الريح
بعين صقر تروز بصيرٍ
في مساء ماطر
وقد بلل التلال شذى الزهور البريّة
والنهر يلمع من بعيد بذهب المغامرة
قررتُ اقتحام القلعة وتحرير الأسير الأمير ابن المعتمد بن عماد
وتهريبه على قارب بمحاذاة سور العميان
الواصل بين المهدية ومكناس
عبر بنا صديقي البحّار إلى الضفة، وسرجت
للأمير حصاناً طائراً
طلب مني أن أرافقه إلى أغمات
اعتذرتُ؛ لأني مهاجر وحقيبتي مليئة بالأحجار
عدتُ ليلاً بعدما انطفأت المشاعل وتهدمت أسوار القلعة
عندما استيقظتً
كانت آثار حوافر الخيول تملأ البيت
والنهر ينام على الأريكة
وصديقي البحّار على قاربه في المطبخ
يدخن مغمض العينين.
خريف الشحرور
في صباح عتمته الغيوم ومصباحه المطر، يقف الشحرور على السور يهدهد أمواج المحيط العالية.
عند الغناء ينفش الطائر الأسود ريش حنجرته، يغمض عينيه ويشغب إلى السماء، ينفض منقاره ويرسل وصلات شدوه الطويلة في الأفق، بعض صفيره نداء وبعضه الآخر متواليات في الحنين، لنسيم الصباح المشمس، وصحبة الرفاق في رحلات الصيد واستراحة الضحى على حواف لأقطار الأثير الصدئة.
اللحاء الغائر، لا جدوى من البحث والتحليق بأجنحة مبللة، مثقلة بالقطرات والبلورات المكثفة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
يمكنك التعليق هنا