مساحة اعلانية

مجلة الكترونية دولية مستقلة تعنى بشؤون الفكر والثقافة والأدب والفنون ..

حرية الشعر- غسان عزيز

 


 
ان تسيح في غياهب الحلم، وبُعد الرؤيا في الصراع الازلي بين الوجود والعدم  ،
سفر بلا حقائب..
 ولا زاد،
 تمرد من نوع اخر، خارج المفهوم
هكذا هو الشعر، وهكذا تصرفوا بعمود الخليل...باحترام شديد لمنظومة شعرية عربية خارج زمن المدونات...
وهذا هو الشعر الذي يقرا مرات عدة..
شعر جذب طبقات جماهيرية كبيرة..
ليس قصيدة شخصية، تموت بعد دقائق  ..وتذوي في الدفاتر الفاترة،..وتتطاير مع دخان السكائر..!
ليس علبة مكياج، تلوّن الوجه بالاوهام..
ذاك شعر مشبع شعوريا،، بالنضال والقضية، ملتزما الدفاع عن بشرية الانسان،تتعدد قراءاته وابعاده، تحت ثقافة ولادة وموت  شجاعة..في الشعر.!
انظر كيف يؤجج مشاعر القدر بوعي ازمة الانسان..
كبار هم البياتي والسياب ونازك وصلاح. و دنقل.. وو
كتبوا التاريخ ووثقوا حقبة مهمة من التحولات الثقافية  والسياسية والانسانية والاجتماعية..
بنوا برجا مانعا لتشوهات الغرض واصل مهمة الشعر  .
لمن يريد ان يقرأ ويتمعن في الشعر الخالد..
 لعبد الوهاب البياتي
....
مُدنٌ بلا فجرٍ تنامْ
ناديتُ باسمكَ في شوارعِها ، فجاوبني الظلام
وسألتُ عنكَ الريحَ وهي تَئِنّ في قلبِ السكون
ورأيتُ وجهَكَ في المرايا والعيون
وفي زجاجِ نوافذِ الفجرِ البعيدْ
وفي بطاقاتِ البريدْ
مُدُنٌ بلا فجرٍ يُغطّيها الجليد
هجرتْ كنائسَهَا عصافيرُ الربيعْ
فَلِمَنْ تُغَنِّي ؟ والمقاهي أوصدتْ أبوابَهَا
وَلِمَنْ تُصَلِّي ؟ أيها القلبُ الصَّدِيع
والليلُ ماتْ
والمركبات
عادتْ بلا خيلٍ يُغَطِّيهَا الصَّقِيع
وسائقوها ميتون
أهكذا تمضي السنون ؟ ونحنُ مِنْ مَنْفَى إلى مَنْفَى ومن بابٍ لبابْ
نَذْوِي كَمَا تَذْوِي الزَّنَابِقُ في التُّرَابْ
فُقَرَاء ، يا قَمَرِي ، نَمُوت
وقطارُنا أبداً يَفُوت...
 

ليست هناك تعليقات

يمكنك التعليق هنا

يتم التشغيل بواسطة Blogger.