غير هذا لم تكن - فريدة توفيق الجوهري /لبنان

 

ما زالَ يملكنا العفنْ
فنسير كالعميان في ركب الزمنْ
ما زالت الأفكار فينا تُرتهنْ
نعنو لدى السُياس والرُياس نركعُ للوثنْ
ونغوصُ في درب الجهالة والعمالةِ والثمنْ
نحنُ الذين نعيشُ في الأوهام والأحلام
               نحي ما اندفنْ
نستنهض التاريخ من ذاك الكفنْ
ونحدٓثُ الاولاد وألاحفاد عن ماضٍ وهنْ
نرنو إلى التغير والإصلاح نهتف في العلنْ
ونخبىء الأسرار خلف ستائرِ النيٓاتِ والغاياتِ
                              والراياتِ
تجلوها الفتنْ
ونعودُ للألوانِ في لحظاتِ إعصارٍ تغافى فاحتقنْ
نمضي إلى الساحات نقتلُ بعضنا
في ذاتنا...مليون شيطانٍ سكنْ
فالكلُٓ يتبعُ الزعامةِ والعمامةِ والطوائفِ والسُننْ
             أواه يا هذا الوطن ْ
كل الوجوهِ مشوهة
وجلودنا حرباءُ تاخذُ لونها
عند المصائبِ والنوائب والمحنْ.
ماذا نخبىء للغدِ الٱتي سوى
ذاك الذي فينا استكنْ
بالدمعِ نعجنُ خبزنا
ونلوكُ من أفعالنا أحزاننا
بالكفِ نشربُ عُقمنا
ماءً أسن
نحنُ الجِمالُ يجرٓنا ذاك الرسنْ
نحنُ الذينَ نعيشُ في أوجاعنا
ملٓت دواةُ الحبر من أقلامنا
ملَّ الزمن
كم زوٓروا التاريخٓ مذ قالوا لنا
كنا وكنا ...غيرَ هذا لم نكنْ
شعبً تهاوى في متاهاتٍ منَ الماضي السحيقِ برقعةٍ
 قد قسٓموها ...ثمَّ أسموها وطن.