مساحة اعلانية

مجلة الكترونية دولية مستقلة تعنى بشؤون الفكر والثقافة والأدب والفنون ..

عِصْيَانٌ مَدَنِيٌّ لِإِمْرَأَةٍشَرْقِيَّةْ - محمد الحبيب الحفيضي (الجزار الأنيق)

 



اِخْفِضْ غُرُورَكَ سَيِّدِي كَيْ أَرْفَعَكْ

فَأُنُوثَتِي ، بِذُكُورَةٍ لَنْ تَسْمَعَكْ

اِكْسِرْ جَنَاحَكَ فَالرُّجُولَةُ مَوْقِفٌ

طَاوُوسُكَ الْمَنْفُوشُ لَا لَنْ يَصْنَعَكْ

أَتَظُنُّ أَنَّكَ بِالذُّكُورَةِ شَاهِقٌ

فِي عَشِّكَ الشَّرْقِيِّ وَا مَا أَوْضَعَكْ

لَسْتُ الَّتِي يَغْوِي الْبَرِيقُ جَنَاحَهَا

أَوْ تَشْتَهِي أَقْدَامُهَا مُسْتَنْقَعَكْ

غَرِّدْ بَعِيدًا، لَا تُثِيرُ مَشَاعِرِي

بِحَدِيثِكَ الْمَسْمُومِ لَنْ أَتَجَرَّعَكْ

لَوْ مَا تَرى فِي الْكِبْرِيَاءِ مَفَاتِنِي

سَيُهِينُنِي إِنْ قُلْتَ لِي مَا أَرْوَعَكْ

إِنْ عِشْتَ فِي حِجْرِ الْإِمَاءِ مُدَلَّلًا

وَ وَجَدْتَ فِي حُضْنِ الْجَوَارِي مَرْتَعَكْ

وَ فَتَحْتَ وَكْرَكَ بِالنِّسَاءِ فَرَائِسًا

وَ لِكُلِّ سَائِحَةٍ مَزَارًا مَخْدَعَكْ

وَ نَفَخْتَ رِيشَكَ بِالذُّكُورَةِ كُلَّمَا

قَدْ شُوهِدَتْ بَعْضُ الدُّمَى تَمْشِي مَعَكْ

سَتَظَلُّ طِفْلًا عَابِثًا يَا سَيِّدِي

مَا لَمْ تَجِدْ بَيْنَ النِّسَاءِ لِتَصْفَعَكْ

عَنْ أَيِّ حُبٍّ جِئْتَنِي مُتَصَنِّعًا

يَا أَيُّهَا الشَّرْقِيُّ أَعْرِفُ مَصْنَعَكْ

حَيَوَانُكَ الْجِنْسِيُّ عَاشَ مُكَشِّرًا

فِي طَبْعِكَ الْمَكْبُوتِ يَنْهَشُ أَضْلُعَكْ

يَا وَحْشَكَ الْمَسْعُورَ فَوقَ أُنُوثَتِي

فِي أَيِّ مَسْخٍ بِالرُّجُولَةِ رَقَّعَكْ

سَتَمُوتُ عَبْدًا لِلسَّرِيرِ وَ لَا تَرَى

فِي كُلِّ إِمْرَأةٍ سِوَاكَ وَ مَطْمَعَكَ

غَادِرْ كُهُوفَ الْبَرْبَرِيَّةِ سَيِّدِي

إِنْسَانُكَ الْحَجَرِيُّ فِيهَا جَعْجَعَكْ

فَعُصُورُكَ الْوُسْطَى تَحِنُّ نِخَاسَةً

وَ لِخَيْمَةِ الصَّحْرَاءِ مَنْ ذَا اسْتَرْجَعَكْ

مِنْ أَيِّ لَوْحٍ حَفَّظُوكَ بِعَوْرَتِي

مِنْ أَيِّ ثَدْيٍ بِالْقُمَامَةِ رَضَّعَكْ

فِي أي شَرْعٍ قَدْ طَمَسْتَ هَوِيَّتِي

أَمْ ذَقْنُ شَيْخٍ وَأْدَ أُنْثَى أَقْنَعَكْ

أَرْدَى دِمَاغَكَ بِالذُّكُورِةِ خِصْيَةً

فِي كُلِّ خَاصِرَةٍ وَ نَهْدٍ قَوْقَعَكْ

أَفْتَاكَ مَا النِّسْوَانُ إلَّا مُتْعَةً

مِثْلَ الْعَبِيدِ بِخِصْيَتَيْهِ اسْتَرْكَعَكْ

إِنَّ الَّذِي سَوَّاكَ يا سِي سَيْدٍ

كَلْبَ الْحِرَاسَةِ فِي النِّسَا مَا شَرَّعَكْ

عَبَثٌ نَعِيقُكَ يَا غُرَابَ قَضِيَّتِي

عُصْفُورَتِي قَدْ جَاوَزَتْهُ مُرَبَّعَكْ

وَحْدِي أَنَا قُبْطَانَةٌ بِسَفِينَتِي

إِنِّي إِلَى شْرْقٍ أُمَزِّقُ أشْرُعَكْ

وَ سَتَكْتَوِي لَوْ جِئْتَ رَبْطَ ضَفَائِرِي

حُرِّيَتِي نَارٌ سَتَحْرِقُ أَذْرُعَكْ

شَمْسٌ أَنَا بِكَوَاكِبِي وَ نَيَازِكِي

أَنَا لَا أَدُورُ خَوَاتِمًا يَا إِصْبَعَكْ

ظِلِّي أَنَا يَمْشِي مَعِي بِتَمَرُّدٍ

أَتَظُنُّنَا يَا أَبْلَهًا أَنْ نَتْبَعَكْ

أَعْلَنْتُ عِصْيَانِي بِسِجْنِ قَبِيلَتِي

وَ قَطَعْتُ شِرْيَانِي بِهَا كَيْ أَقْطَعَكْ

إِنِّي الَّتِي تَأْوِي الشُّمُوسُ لِخِصْرِهَا

أَقْمَارِيَ الْحَمْرَاءُ تَخْسِفُ مَطْلَعَكْ

وَ الْكِبْرِيَاءُ يَنَامُ تَحْتَ وَسَائِدِي

وَ تَرَاهُ كَابُوسًا يَقُضُّهُ مَضْجِعَكْ

سَيَظَلُّ نَهْدِي ثَائِرًا مُتَمَرِّدًا

وَ زَعِيمَ فِي قَصْرِ الْحَرِيمِ لِيَخْلَعَكْ

يَا أَيُّهَا الشَّرْقِيُّ، جِئْتَ جَهَنَّمِي

وَ غُرُورُكَ الذَّكَرِيُّ فِيهَا وَدَّعَكْ

إِنَّ الْأُنُوثَةَ جَنَّةٌ بِجَحِيمِهَا

الْيَوْمَ فِي مُسْتَنْقَعِي مَنْ أَوْقَعَكْ

أَنَا مَنْ تُكَرِّرُ لِلذُّكُورِ خِتَانَهُمْ

وَ كَزَوْجَةٍ لِأَبِيكَ جِئْتُ لِأَصْرَعَكْ.

ليست هناك تعليقات

يمكنك التعليق هنا

يتم التشغيل بواسطة Blogger.