مساحة اعلانية

مجلة الكترونية دولية مستقلة تعنى بشؤون الفكر والثقافة والأدب والفنون ..

الحيوان وأنا.. للروائي أمجد توفيق - أمير رأفت المعمار

 


 
لدي عادة قديمة هي أنني حينما اباشر في القراءة "والتي تستمر لعدة أشهر متواصلة"، ابتعد عن الكتابة بصورة كاملة، والعكس صحيح، ولأن لكل قاعدة إستثناء، شاهدت نفسي أترك الكتابة لأتوجه إلى "الحيوان وأنا" للسارد الساحر أبداً "أمجد توفيق".
ما حصل، هو إنه (واقصد الكاتب) ما زال يبذل للمكتبة العراقية ما هو نفيس وأصيل. ينافس الأدب العالمي بكل جدارة.
لا يمكن أن اختصر كل ما جاء في "الحيوان وأنا" كونها تحمل الكثير من المعاني والقيم الإنسانية، كمثيلاتها السابقات "مزرعة الحيوان" و "زوربا اليوناني"، وغيرهن من السرديات التي عرف كتابها كيفية الوصول إلى كتابة رواية كاملة الإتقان.
تناولت السردية ذلك السؤال القائم، حول ماهية الإنسان، وكيف إن الفكر الجمعي يملك زمام الأمور، ويقود القطيع كيفما يشاء، وإن الصدق مع الذات لا بد أن يكون هو ما يدور برأس الإنسان ليصل إلى الطمأنينة الكاملة.
إن المشاهد الكثيرة في هذه الرواية (العالمية) حوت بوضوح كل جوانب الحياة، وما آلت إليه البلاد خلال السنوات المظلمة السابقة، بكوميديا سوداء دقيقة تحلم بتغيير الحال، وبعين رسام ماهر يعالج ما يراه بكل مهنية، وشاعر حزين وحيد صار شاهداً على الحرب وتأثيرها بجوهر الفرد الذي ما لبث وإن تأقلم مع الخراب. وإن الصراع الداخلي الذي عاشه السارد كشف جوانية النفس البشرية، وما هو الطريق الأمثل نحو الحرية وكيف يمكن للقيود أن تنكسر. فكان السرد مدهشاً هادئاً متماسكاً شعرياً من العتبة وحتى آخر جملة ختامية.
أنا سعيد كوني أخذت أستراحة قصيرة بعيدة عن الكتابة، وممتن على كل هذا الجمال الذي وضعه "أمجد توفيق" بين يديّ.
 
 

ليست هناك تعليقات

يمكنك التعليق هنا

يتم التشغيل بواسطة Blogger.