مساحة اعلانية

مجلة الكترونية دولية مستقلة تعنى بشؤون الفكر والثقافة والأدب والفنون ..

آراء ومطالبات بتعزيز دعم الفن التشكيلي - تحقيق/ علي صحن عبد العزيز

 


بغية إيجاد تواصل ثري بين الفن التشكيلي وتنميته، وكذلك من خلال إيجاد سبل للأرتقاء به بصورة حية فأنه ينبغي على الجهات المعنية تشجيع التشكيليين والتشكيليات من أجل تحمل مسؤولياتهم وتنمية قدراتهم من خلال تسويق اعمالهم ودعمهم ماديًا ومعنويًا ، ولا شك أن هذا الدور يقع على وزارة الثقافة والمديريات التي تخص بالفن التشكيلي ، وأننا في هذا الأستطلاع نحاول أن تكون الآراء بما ينصب والنهوض بواقع المعارض والمشاركات المحلية على أقل تقدير وحلقات العمل في هذا المجال ذاته.
(مجلة المنار الثقافية الدولية) أستطلعت آراء نخبة من التشكيليين والتشكيليات وكانت هذه الآراء الواردة.
قلة الدعم الحكومي
رجاء كريم العبيدي/ م.د / تشكيلية : يعد العراق من البلدان الرائدة في الفنون التشكيلة بكل صنوفها، وكان للفنان العراقي مكانته وسمعته الفنية عربيًا عالميًا ، إلّا أنه قد تراجع الوضع في الحقبة الحالية، حيث لا يجد فيها الفنان العراقي حظة في تسويق ما ينتج من إبداع فني بسبب قلة الدعم الحكومي للفنون التشكيلية وبالأخص وزارة الثقافة بعدم دعمها للفنان مما أدى إلى هجرة الفنانين الكبار، وعدم إقامة معارض فنية دولية رسمية تساهم في تطوير قدراتهم المادية التي تتكأ عليها حالة الفنان المعيشية وأسرهم من بيع تلك الأعمال، ولذا نترقب دعمًا حكوميًا أكثر جدية  في قادم الأيام.
عزوف عن الدعم
سعدي عبد الكريم/ناقد وسينارست : تعدُّ عملية الأشتغال في مجال الفن التشكيلي من الأشتغالات الفنية الإبداعية الملهمة، التي تعمل على الأرتقاء بالذائقة الجمعية عبر التكوينات اللونية الناهضة على مجمل مساحة اللوحة، ومن خلال المعنى المستتر داخل اللوحة، بأعتبارها المساحة الكبرى التي تتحمل الكثير من الدلالات الباثة، وتعتبر اللوحة الفنية من المعالم الضامنة لأنعاش المنطقة الفاصلة بين ذات الرسام، وفحوى اللوحة، بما لها من أهمية من اجل الأرتقاء بحواضن الوعي الجمعي عبر أدامة الصلة بين الفنان من جهة، وبين المتلقي من جهة أخرى لرفد المشغل التأسيسي للوافد التشكيلي بجميع مجاورات الناجعة التي من شأنها توسيع ملاحق المعرفة ومواطن الثقافة، والفن التشكيلي هو حالة الإبداع الإنساني المتقدم من خلال مراسيم الأبتكار التي تساهم بفعالية عالية في جودة المنتج الفني، والتأثير الفاعل على أنتشاره ، ونحن شخصيًا نعتبر الفن التشكيلي بجلّ تخصصاته وأنواعه ومدارسه، هو المحرك الأصيل لمراكز الإبتكار، لأن الإبتكار يولد من رحم الدهشة، وكلاهما يستظلّ بظلّ عملية الإبداع الوارفة الظلال، والراقية المنبع والباهرة التأثير، ولا يمكن لعملية الإبداع أن تنتهي، ولا يمكن للمبدع أن يعلن إفلاسه، فكلاهما المؤسسة الحاضنة للمعرفة، ومن جهة أخرى علينا الأنتباه إلى مورد مهم من موارد الدعم لهذا الفن النبيل، لأننا نرى بأن المؤسسة الحكومية عازفة عن دعم الفنان التشكيلي ورفده بما يضمن تحقيق هدفه السامي في إقامة معارضه الشخصية والتشاركية، ويبدو أن الأمر ينسحب على جميع الفنون، لذا علينا إنارة الضوء من أجل أن يلقى الفنان بصورة عامة، والفنان التشكيلي بصورة خاصة الأهتمام والرعاية من قبل مؤسسات الدولة، لأن الفن التشكيلي علامة جمالية كبرى من علامات ريادة ورقي وتحضر الدول.
أنقلاب العناوين
علي عليوي/ تشكيلي: أذا كان راعي الثقافة يحاول أن يقتني الأعمال بالمجان فكيف يكون حال الفنان وهو يصارع التهميش والأهمال والأستغلاء ، أن السوق الرائج في بخس الأعمال هو هذا الخلل الحاصل في سيادة العتمة وأنقلاب العنوان الذي سرق بريق الألوان وأنعش خيبة الفنان ، أن من يتحكموا بالثقافة في العراق لا يفقهون من الفن بشيء وذلك صارت المعارض والبيوت مقابر للوحات ، فكيف يمكن أن يعيش الفنان دون أن تعطي قيمة للفن والأرتقاء بعملية البيع والشراء وهذا لا يحصل إلاّ بوجود إدارة مدعومة للعملية الأبداعية وقاعدة راعية تحترم الفن والفنان بوجود منافذ للتسويق داخلية وخارجية لكسر هذا الكساد الذي جعل من الفن التشكيلي رخيص، والفنان غير قادر حتى على شراء مواد الرسم ، كما أن وجود المعارض التشكيلية بهذا الشكل تصبح عبأ على الفنان ،وليس من المنطقي أن تتقدم العملية الإبداعية دون هذه القيم المادية والمعنوية التي تخدم هذا النشاط في تسويق الأعمال ورفع مكانة الفنان حين تضع قدمه على أعتاب المنافسة والتطور والنهوض بحركه فنية ناضجة وواعية ومنتجة.
بناء أجيال
خالد الشيباني/ تشكيلي : هذا التحقيق في غاية الأهمية بعدما بحت أصواتنا بالمطالبة برعاية الفنان التشكيلي والذي يعتبر ركيزة أساسية في بناء حضارة ثقافية وأسم كبير للبلد، ولذلك أضع هذه المطالبات في ثلاثة نقاط أولهما الأهتمام برعاية الفنان ماديًا ليقوم بواجبه في إنتاج الأعمال الفنية ، والأمر الثاني أرسال الفنانين المسجلين لدى الوزارة والنقابة رسميًا إلى الخارج للمشاركة في معارض دولية على شكل وجبات وبعدالة مع الأهتمام الكبير بالمعارض الداخلية ، وأخيرًا أرسال بعثات دراسية لمختلف دول العالم المتطور فنيًا لغرض بناء جيل أبداعي يرفد الحركة التشكيلية وادامتها والأستفادة من تلاقح الثقافات.
فتور العلاقات
عدنان عبد القادر/ تشكيلي: للأسف نحن نعيش في بلد لا يهتم بالفن التشكيلي ، ناهیك عن فتور العلاقات بين الفنانين أنفسهم  ووجود فساد الأداري والمالي والـوساطات والمحسوبية، أضف إلى ذلك صولات الطارئين علی الفن التشكيلي كل هذا وضع الفن والفنانين علی حافة المحك.
تسويق الاعمال الفنية
حيدر عبد الحسين / تشكيلي ومسؤول الشعبة التشكيلية في نقابة الفنانين العراقيين/ فرع المثنى : هنالك حراك فني جميل ومستمر فيما يخص الفنون التشكيلية، ولكن لا توجد قاعات كافية للعروض، وكذلك عدم المصداقية من قبل المؤسسات الفنية بداعي الأهتمام بالفنان بل هو العكس ربحي للمؤسسات نفسها والدليل الفنان يدفع أجور مشاركته الفنية ، والحركة  التشكيلية في العراق تحتاج إلى أحتواء الفنان ودعمه ماديًا ومعنويًا، بالأضافة إلى خلق سوق أو مزاد لتسويق الأعمال الفنية مع مراعاة حقوق الملكية لكل عمل فني تلافيًا للتقليد والقرصنة، ودعواتنا للمؤسسات الرسمية الحكومية وغير الحكومية دعم الحركة التشكيلية، لأن ما نشاهده هو من دعم لباقي الفنون، أما الحركة التشكيلية في البلد فأمرها ثانوي عكس المسرح والسينما والموسيقى لا توجد مشاركات دولية مدعومة للحركة التشكيلية العراقية.
تخصيص مبالغ نقدية
عبدالكريم السيد / تشكيلي : الإرث الحضاري لثقافات العراق وخاصة في مجال الفن التشكيلي جعله أرضية زاخرة بالطاقات الكبيرة المبدعة، إلا أن واقع الحال ما يعرض في صالات العرض الفنية وخاصة في صالات وزارة الثقافة قليل جدًا لا يُلبي رغبة الفنان وأقتصر على مواسم سنوية شكلية وروتينية وأحتكارية الغاية منها تلبي للمسؤول وجوده ، وهذا ما نراه في صالات أخرى مثيلة ، ومن هنا نستشف أن الطاقات الأبداعية تبقى رهينة الإبداع المكبوت دون أن ترى الشمس بالمستوى المطلوب ، وقس على ذلك هل هنالك جدية في ترويج العمل الأبداعي في ظل فساد أداري ينخر مؤسسات الدولة قاطبة، وهل هنالك جدية في تخصيص مبالغ مالية لشراء الأعمال بغية تزيين دوائر الدولة ومؤسساتها التي تكاد تخلو جدرانها من الأعمال الفنية وأقتصر بعضها على أعمال مخزية لا تعكس الوجه الحضاري للعراق العظيم.
أستمرارية الدعم الحكومي
مديحة الكناني/ تشكيلية : من الأمور المهمة للأرتقاء بالفن التشكيلي الأسناد المادي حيث لا يستطيع هؤلاء الفنانيين مقاومة العوز المادي ، ولا يمكنهم الأستمرار بالعطاء ولذلك على وزارة الثقافة ومن يعنيه أمر الفنون التشكيلية ايجاد الحل أو التوصل إلى صيغة لدعم الفنان بشراء عمل من أعماله أو أقامة معارض لغرض بيع الأعمال واللوحات التشكيلية أو مساندة الفنان بتزويده بمتطلبات العمل التشكيلي دعمًا وأسنادًا له.
دخلاء الفن
صباح مهدي/ تشكيلي: سأبدأ كلامي لماذا بدأ الهبوط بمستوي الأعمال التي تعرض في كثير من المعارض التي تقام حاليًا ، كما أعتقد ظهور أشخاص مكلفين لأحباط الثقافة والفنون في العراق عامة والسماح لظهور الدخلاء على الفن والأدب الحقيقة ما نراه في الفترات الأخيرة من معارض ومهرجانات فنية هنا وهناك ، ما هو إلاّ زحام لصور وليست لوحات ليس لها علاقة بالفن إطلاقًا إلاّ ما ندر منها ،ولكي نكون منصفين فإن الأمر يعزى ذلك إلى أن أغلب القائمين على تلك المعارض ليس من أصحاب الأختصاص ولا يمتلكون تمحيص للأعمال ولا يرتجى منها إلاّ الشهادات التقديرية التي تمنح للجميع، وهذا ما يسمى بالفضوى، حيث أصبح الفنان الحقيقي ينأى بنفسه عن الأنخراط والأشتراك في هكذا محافل بائسة تروج لها أيادي خبيثة وصفحات باتت تهدف لتشويه الصورة الفنية للعراق وتكديس أعمالهم في منازلهم.
تقديم منح مالية
أمجد جمعه/ تشكيلي مغترب :الفن جزء مهم وكبير من الحضارة الأنسانية وله الدور الفاعل والمؤثر في حياة المجتمع اليومية ، ويعد دعم الفنون أمراً بالغ الأهمية لتعزيز الثقافة والفنون وإدامتها ويجب على الحكومة والوزارة المعنية بتقديم منح وقروض مالية وفتح صالات العروض بشكل أوسع وكذلك الترويج الإعلامي.
أسباب عديدة
حميد البغدادي/ تشكيلي : هنالك عدة أسباب ساهمت في تدني دعم الفن التشكيلي منها قلة الأهتمام من قبل المعنيين في وزارة الثقافة والنقابة ، فالمعارض قليلة وتكون غير شاملة للجميع فقط لبعض الأسماء التي تشارك في كل مرة سواء كانت في جمعية أو نقابة أو وزارة ، والجانب الآخر وهو الأهم دعم الشباب بالمشاركات الفنان الشباب ممن ليست لديه تجارب بالمشاركة له يعتبر له أنجاز كبير يجب دعم الطاقات الشبابية، وكذلك يجب الحد من ظاهرة أستغلال الفنان بالمشاركات إلّا برسوم ، كما يجب إن تكون رقابة موحدة من هذه التجارة لأشخاص يعملون بدون موافقات الفنية للمعرض هو الجمال والفكرة وتمازج الأفكار وتبادل الآراء وإقامة معارض مشتركة لفنانين محترفين ، أما معارض لشباب مستجدين والأهم الدعم الإعلامي للمعارض فأن أغلب المعارض الضيف يفتتح والفنانين نفسهم وأهاليهم وكأنها حفلة تعارف ، ولا ننسى دعم الأعلام حيث يلعب دورًا كبيرًا في وقتنا الحاضر.
ضرورة تشجيع الإبداع
أحمد القريشي/ تشكيلي: الفن التشكيلي في العراق يحمل تاريخًا غنيًا ومتنوعًا، وقد أثرت الظروف السياسية والأجتماعية على تطوره ، ونحن كفنانين تشكيليين نطالب بتفعيل دور الحكومة في تنمية الجانب الثقافي والفن التشكيلي ، يجب أن تتضمن المطالبات
منها دعم مؤسسات الفن مالي وهيكلي للمعارض وورش العمل والمدارس الفنية ، وتشجيع الأبداع من خلال توفير بيئة تحفز الفنانين على الإبداع والتجديد ، وتطوير التعليم الفني بتحسين المناهج وتوفير فرص تدريبية للفنانين الشباب ، وتنظيم معارض دولية تعزيز التبادل الثقافي وتعريف العالم بالفن التشكيلي العراقي ، وهنا الدعم الحكومي يلعب دورًا حاسمًا في تحقيق هذه المطالبات، ويجب أن يكون مستدامًا وموجهًا نحو تطوير الفن والثقافة في العراق.
إعطاء الحوافز
عمر داود الدليمي/ تشكيلي: لابّد من إيجاد حلول لواقع ووضع الفنان التشكيلي منها الدعم المعنوي والمادي، وإعطاء الحافز للفنان من خلال أقتناء أعماله مما يجعل للفنان روح الشغف في العمل والأبداع وبعيدًا عن المحسوبية.
أجواء غير صالحة
عادل فاضل عيدان/ تشكيلي: الفن التشكيلي العراقي عانى كثيرًا في السنوات الأخيرة بسبب وضع البلد غير المستقر، مما دفع العديد من الفنانين إلى الهجرة لينعكس سلبًا على الحركة التشكيلية عمومًا ، ويمكننا وصف الفن التشكيلي العراقي في الوقت الحالي بالرجل المريض لعدم وجود قاعات عرض وجمعيات تشكيلية وقلة الدعم المادي في وزارة الثقافة، وكذلك يعاني من الأجواء التي لا تصلح للإبداع الفني، وأغلب الفنانين العراقيين يقيمون معارضهم الفنية على حسابهم الخاص ، ونتمنى من وزارة الثقافة والآثار والسياحة أن تشجع الفنانين من خلال مشاركتهم بالمعارض وتدعمهم ماديًا ومعنويًا وليست فقط أعطائهم شهادات تقديرية.
تطوير البرامج التعليمية
ثامر الهيتي/ تشكيلي : تعتبر المعارض التشكيلية وسيلة هامة لتعزيز الفن والتعبير الثقافي في المجتمع من خلال تقديم دعم مالي ولوجستي للفنانين التشكيليين، بما في ذلك توفير المنح والمنافسات الفنية وورش العمل وإنشاء مساحات فنية وثقافية لعرض أعمال الفنانين التشكيليين العراقيين وتبادل الخبرات مع الجمهور وتنظيم معارض وفعاليات فنية تشجع على التفاعل الثقافي وتعزز التواصل بين الفنانين والمهتمين بالفن، كذلك تطوير برامج تعليمية وتدريبية في المدارس والجامعات لدعم المواهب الشابة وتشجيعها على ممارسة الفن التشكيلي ولغرض تعزيز دور الفنان في بناء المجتمع الفني والثقافي، ولاّبد من دمج الفن التشكيلي في السياسات الثقافية والتنموية للبلاد.
لنا كلمة
نضع هذه الآراء أمام وزارة الثقافة والسياحة والآثار ودائرة الفنون التشكيلية ومكاتبها الإعلامي والتنسيقي ونأمل أن تكون هنالك متابعة جدية في تخصيص مبالغ مالية لمنظمي المعارض والمشاركين والمشاركات بها،  فليس من المنطقي والمعقول أن يكون حضورهم مجرد إسقاط فرض ، ونأمل أن يكون دورا كبيرا وواضح لمكاتب العلاقات والاعلام فيها في متابعة الفن التشكيلي بشكل جدي وليس هامشي، وكذلك يحدونا الأمل أن يكون هذا التحقيق أمام أنظار المعنيين بالشأن التشكيلي العراقي، ونطالب أيضًا بخطة سريعة وواضحة المعالم الضامنة لأحياء ما تبقى من الفن التشكيلي قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة مع تقديم الدعم اللازم والتسهيلات اللازمة في هذا المجال وسنتابع تلك الإجراءات عن كثب وبروح تعاونية كبيرة.

ليست هناك تعليقات

يمكنك التعليق هنا

يتم التشغيل بواسطة Blogger.