مساحة اعلانية

مجلة الكترونية دولية مستقلة تعنى بشؤون الفكر والثقافة والأدب والفنون ..

التشكيلي علي الماهر: دعم الفن التشكيلي ميت سريريًا ،ولابد من صدمة لأنعاشه ماديًا ومعنويًا - حاوره/ علي صحن عبد العزيز

 



أكد الفنان التشكيلي (علي الماهر) بأننا نحتاج إلى فن تشكيلي نخبوي يعبر عن لواعج وهموم الإنسان وتفعيل طاقة وجدانه ومضيفاً أن قطع الحوار مع الناقد لا يمكن ان يؤسس قاعدة رصينة للحفاظ على إبداعات زملائه وزميلاته، وقال (الماهر) الذي يمارس الفن التشكيلي منذ اكثر ثلاثين عامًا حيث تميزت اعماله بالتعبيرية والواقعية ، وكذلك تدرجت بين عدة أساليب وأتجاهات ومدارس فنية أخرى لاستثارة المشاهد والتمعن في مفردات ورموز والتكوين الفني إلى لوحاته مع الحرص على إستخدام تقنية بصرية وطبقات اللون المتعددة.
تساؤلات عديدة سنزيح النقاب عنها في حوارنا معه.
* ماهي أسس بناء اللوحة لديك؟
- هنالك منعطفات وأحداثيات مهمة في بناء اللوحة لتشكل بمجملها توظيف اللون منها الأشكال والتكوين والملمس والأدراك الحسي المتبادل بين اللوحة والمتلقي ، ويشكل اللون فيها أساس التعبير الأول لأنه يعتمد على تمييز الأشياء من خلاله في صوره وتشبيهاته بمعزل عن الحقبة ، وهنالك الكثير من تيارات الرسم الحديث وتجارب وأساليب عديدة يتباين فيها استعمال اللون كلًا حسب ثقافته وتجربته في هذا المعنى.
* ما بين الإيحاء والتواصل ثمة تمرد فكري حدثنا عن هذا الاتجاه؟
- سأقرب اليك جواب السؤال، لا يمكن أن ترتقي باللوحة الفنية مالم نعرف دالة مشروعها من حيث الجمال والتمرد على السلع التشكيلية والتي تتصف بالطلاسم والسوداوية ، نحن نحتاج فنًا نخبويًا وليس سوقيًا، فالنشر على مواقع التواصل الأجتماعي جعلت الفن التشكيلي مستساغًا وسهلًا وبدون مقاييس حيث يقول ( مارسيل دي شان) كل شيء فن ولا شيء فن.
* غالبا ما يتهم الناقد بالشللية والمحسوبيات ، كيف تقرأ واقع النقد؟
 - في حقيقة الأمر هنالك علاقة أشبه ما تكون (التحقيب النقدي وعلاقة الناقد بالتشكيلي من جهة ثانية) ، فلقد كانت القراءات النقدية تتابع الأثر الفني وتبحث عن طرق الإبداع والأبتكار في اللوحات التشكيلية ، لأن الناقد الفني يمتلك القدرة على قراءة الأعمال الفنية وتحليليها، وعمله يختلف عن المؤرخ الفني لأنه يغوص في أغوار اللأمرئي للوحة عبر لمساته ورؤيته الفنية.
* إذن جوابك يقودنا إلى ضرورة تكوين لغة مشتركة ثلاثية ما بين التشكيلي واللوحة والمتلقي على بساط النقاد؟
- قطع الحوار والتواصل بين هذه الثلاثية لا يمكن أن يؤسس قاعدة رصينة للحفاظ على الفن التشكيلي ، بل على العكس لابد أن تُحل المشاكل على بساط الناقد كما سميتها، لكننا نحتاج إلى حوار وقفة جادة في قراءة اللوحة التشكيلية روحًا ودلالة بعيدة عن الأخيلة والرومانسيات والأفكار الدخيلة على الفن التشكيلي الأصيل ، حوار يخرج من حدود الذات والأستهلاك إلى معاني سامية تناسب واقعنا المرير والتفاوت الطبقي الشاسع وتلك لعمري أهمية لا يدركها إلاّ من يعتقد بأن للفن التشكيلي هذه المسؤولية الكبرى.
* ماذا عن الدعم الحكومي للفنان التشكيلي، وكذلك لأقامة المعارض التشكيلية؟
- أكاد أجزم بالقول بأن الدعم اللازم للفن التشكيلي ومبدعيه ميت سريريًا ولابد من صدمة لأنعاشه ماديًا ومعنويًا ، فاللوحات التشكيلي حبيس زوايا بيوتنا وكذلك قاعات العرض، وهنالك قيود صارمة تمنعهم من إقامتها فالحصول على إذن لأقامة معرض في وزارة الثقافة قد يمتد لأشهر عديدة بسبب الإجراءات المعقدة التي تفرضها الوزارة.
* وماهي مطالبكم بهذا الشأن؟
- نكرر قولنا بأن التشكيل في مرمى غياب الدعم المطلوب فلا توجد قاعات حرة لعرض منتجات ذلك الفن، بل هنالك رسوم تفرض رسوم الإيجار ضمن قاعاتها عند إقامة المعارض الفنية للتشكيليين،  أما مطالبنا فلابّد للوزارة من دعم واضح للفنان التشكيلي بطبع البوسترات الخاصة بالمعارض وأيضاً تقوم كجزء من دعم الفنان شراء أعماله ، أو تقديم هدية مالية لمنظمي المعارض والمشاركين والمشاركات بها ، فليس من المنطقي والمعقول أن لا يقدم مسؤول ما حينما يتم دعوته لأفتتاح معرض تشكيلي حتى باقة ورد، وما يحدث هو محاربة للفن وسد المنافذ الوحيدة لمصدر رزقنا ومعيشنا لأن الفن التشكيلي العراقي هو الأكثر طلباً لمتذوقي ذلك الفن الاصيل.
 *من يشاهد أعمالك فإنه يقف أمام جغرافية واقعنا المملوء بالأنكسارات والأنحناءات، ما الذي تريد قوله؟
- قدرة التشكيلي على التعبير تفوق غيره ، لأنه يكشف كل التضاريس الفكرية المتعرجة الغائرة في النفوس، فما يمتلكه من أزاميل الحفر في التعبير وأنصال التشريح والتفكيك للون بأعتباره وسيلة التعبير الأولى تجعله المدافع عن الطبقة التي يعيش فيها ، وليس من المنطقي والغرابة أن يتركهم خلف ظهره ويتبرء وينسلخ عنهم كما هو السائد هذه الأيام ، فرسالتنا البحث عن لواعج هموم الإنسان وكذلك تفعيل طاقة وجدانه والكشف عن حقول الألغام الطائفي وتكفيره، وعلى هذا الأساس فأن ريشة الفنان التشكيلي هي أقرب ما تكون من مبضع الجراح في أحسن الأحوال.
* معنى ومضمون كلامك بأنه لا هدنة مع ما يدور حولك؟
- الفن التشكيلي سلطة تنصاع إلاّ للمتحررين فكريًا وثقافيًا ولا توجد لدينا منطقة محايدة وكذلك الهدنة لدينا مهمة أشبه بالمستحيلة وعلى التشكيلي الوقوف دائمًا على الخطوط الأمامية أسوة بالصحفيين والأعلاميين ذلك هو معيارنا الحّق بين من ندعوه بالتشكيلي الموضوعي والحقيقي، وليس من يسبغ على نفسه مزاعم التأويلات أو من يقف خلف الساتر لتبرير هزيمته وتسويغ أنكساره.
* للمرأة حصة الأسد في مجمل أعمالك، هل هنالك سر ما؟
- صلة التشكيل بالمرأة ممتدة حتى آخر العروق الأنسانية وبداياتها فكيف الحال وقد رسموها أداة للتعبير والحرية والعطاء والخصب ولا حياة بدونها، وكل فن يبتعد عنها كالذي يحفر قبره بيديه ، لأنها دلالة إنسانية مجردة من كل الشبهات وهي عندي ثورة بالفكر والنماء لأنها اللون الذي لا يخفت بريقه وسحره الجميل.

ليست هناك تعليقات

يمكنك التعليق هنا

يتم التشغيل بواسطة Blogger.