مساحة اعلانية

مجلة الكترونية دولية مستقلة تعنى بشؤون الفكر والثقافة والأدب والفنون ..

من ثلاثين سنة - عبدالرزاق الصغير

 


 

الأسماء هي هي

ما بال أبي مات من ثلاثين سنة


لم يتغير اللون الأصفر في أزرار شجر الشوك

لم تهطل الأمطار تجرف قرية او حي

إلا مرة واحدة في الجزائر العاصمة

حين جرفت  (باب الواد )

لم تسمى ممرات ( ... .. ... .. ) بإسم المرأة التي أكلت محفظتين من الأوراق السرية انذاك  عند حملة التفتيش عام الستين ماتت بالإمساك والحسرة

على الراعي الذي كان الثوار يأكلون من خرفانه

او المرأة التي كانت تسد ثقوب الموتي بما توفر من امزاق الكتان وحتي الخيش ، وتظمد الجرحى ، وتكتب الرسائل ، وتحضر الكسكسي للعشاء

كما تسهر على الجرحى الجدد ..

او الطفل الذي كان يذود مستميتا على المخبئ السري حتى إستشهد

المارغريت والسوسي والأقحوان ، الأخيليا والأضاليا ، الاذريون ، الريحان

لم تتبدل الأسماء ، الحمامة البيضاء هي هي تبيض قو تحضن قبل تموت

ليستمر التحليق الأبيض وسجع القمري


شجرة الخروب المعمرة  التي على الناصية

تتوقف تحتها شاحنة صغيرة تبيع شراب الخروب والشاي وسندويتشات النقانق وزجاجات الأرونجينا الصغيرة المكورة ، عرائش الياسمين والساحة التي بلتها زخة مرت

تقف ثلاث نساء ينتظرن الباص ، تحت إبط واحدة جرنال ناطق بالفرنسية

لا احد يدخل او يخرج السوبر ماركت مفتوح من ربع ساعة

انا جائع وجل المطاعم مغلقة

ولا احب الأكل على النواصي

الأسماء هي هي

ما بال ابي مات من ثلاثين سنة

ليست هناك تعليقات

يمكنك التعليق هنا

يتم التشغيل بواسطة Blogger.