نار وماء - عبد الرزاق الصغير

 

 

لا تقل لي تلك امك

أنا امي  ليست من حطب

ولا تأكلها نار

او نبتت من ماء

كان في صلب ريح تجسد ذات يوم رجلا ظن نفسه طودا او جبلا

ولكن الزمن طواه واندثر

او ريح يصدها الشجر

حبي لأمي لا يشبهه شيء

ليس مثل رائحة التراب بعد هطول المطر

 

لا يشبه بتلات الورد

بخار القهوة في صبيحة  عيد شتوية ماطرة

قفل حزام من جلد تمساح فضي على شكل رأس اسد فاغرا

حزام ساعة رولكس

لايشبه قرون الأيل في حائط قصر الملك

 سيوف الديكور المعقوفة في الأغماد المذهبة  المعلقة على جدران البيوت العربية في الصحراء

 

لا تقل لي تلك أمك

صورة شمسية ملصقة بالغراء

في برواز قطيفة حمراء بتاريخ 1913

على حائط حجري معلق في مسمار كأنه قضيب

 

لا تقل لي تلك امك

كرمة في حوش خلفي مهجور

يحاول عشاق الشمس النفاذ من ظلها

على السور يتربص الوزغ الباعوض عند الضوء

فوق ازهار الثوم

حتى لولم يكن المطر رذاذا

حتى لو كان النعناع ميتا في حوض القبر

حتى لو كانت اللبلابة تكاد تموت من العطش

حتى لو لم يك في الأفاق سنونو واحدا

 

لا تقل لي تلك أمك