مساحة اعلانية

مجلة الكترونية دولية مستقلة تعنى بشؤون الفكر والثقافة والأدب والفنون ..

كرامة وقصص أخرى قصيرة جدا.. حسين جداونه - الاردن

 

كرامة

نهضت من تحت الركام..

مسحت بطرف كمّها الدماء والرمال عن عينيها ووجنتيها، لملمت أشلاء أطفالها، ثمّ أخذت تنتحب، آه.. يا الله،

لولا الكرامة لعشنا بكرامة...


*****

مواساة

"ستنتهي الحرب..

وسنبدأ حياتنا من جديد".

افترّت شفتاها عمّا يشبه الابتسامة.

بينما تلمست بيدها قدميها المبتورتين...

*****

أنا والكلاب

رأيتها تنهش أشلاء أمي وأبي وأطفالي..

في اليوم التالي شاركتها وجبتها..

لم يكن أمامي سواها...

*****

هاجس

منذ اليوم الأوّل للحرب، وأنا متشوّق للذّة الانتصار..

وبعد كلّ هذه التضحيات، ما زلت مؤمنًا بحتميّة انتصارنا..

لكنّني صرت أتمنّى أن أموت اليوم...

*****

جلجلة

رفع يديه.. فرفعوا أيديهم..

اللهمّ، زلزل الأرض من تحت أقدامهم. اللهم، شتت شملهم. اللهم، فرّق جمعهم. اللهم، أرنا عجائب صنعك وقدرتك فيهم. اللهم، خذهم أخذ.. 

تذكّر آداب الدعاء، خفض صوته، ثمّ أسبل يديه..

تساقطت الجموع من عينيه...

*****

مباغتة

تلبّدت السماء بالغيوم.

بغزارة

هطلت

كرامة..

أسرعنا إلى التواري في جحورنا...

*****

طعنة

الطعنات التي فاجأتني لم تهزني..

لكنها أسقطت الأقنعة عن وجوهم...      

*****

جسد

كيف تداعيتم لذلك يا جدّي؟

أوّل مئة كانت الأصعب، والأثقل على النفس، الآلاف الأخرى كانت بمنتهى البساطة..

رحمهم الله جميعًا...

*****

نخاسة

شلالات الدماء تنهمر..

أشلاء الأطفال والنساء والشيوخ تطمر تحت الركام، من الموت إلى الموت يفرّ الأموات..

المزاد يشتعل بين كبار السماسرة...

*****

نخوة

من تحت الأنقاض، خرج مهشم العظام.

تلفّت صوب المشرق والمغرب. على امتداد مساحة الوطن الكبير،

حاصرته غابات الغرقد...



ليست هناك تعليقات

يمكنك التعليق هنا

يتم التشغيل بواسطة Blogger.