الجمعة، 30 أغسطس 2024

موقد حنين - جميلة مزرعاني - لبنان / الجنوب

 


 
ما زالت معلّقة بساعديك القصيّين أوتاد طفولتي.طفولة اقحمها القدر في جذوة يتم ملتهب، مذ خضع الطّين للطّين قابعة على ركبتيّ ترحالك المزمن في سردابك القتيم تنهش أسنان غربتي رحيق اللّهفة إليك تستعيدني شكل ضفائري تسترخي في واحة راحتيك تمسّد براءتها الفطريّة بلمسات من حرير. تغرس في بستان صغري شتائل قمحك السّخيّ المسلوخة من رئة الوجدان لا تتوانى تفرغ خزّان حبّك ليرتوي قلبي وينتشي بخميرة البقاء  تدسّ في مهد الدّلال أطايب جوارحك الأبويّة تعبّدُ الطّريق بنبضات قلبك لتثبّت دعائم مستقبل ترسم معالمه بريشة فنّان قدير دائبًا ترعى غزلانك تعدو في روضة محبّتك القصوى.ما زالت نظراتي تسرح في أطلال روزنامة القدر تضع سطرًا أسود عند آخر رقم  هو ذا الزمن حيّ ينعش ذاكرتي وقتذاك كنت تناديني جميلة الجميلات وأنا بين حنانيك أميرة  صغيرة تنهل كأس الودّ العذب وتطبع على وجناتي قبلات خطّها الغيب بثغر الوداع الأخير تحفر على جدر الزمن بصمات عبور قلبك النّقيّ يزيد معيار الشّوق الدّفين وسرب حمام فوق هامتي يشغلني فيك خيالي يا وجه قمر يراود تفكيري تبهرني ظلال أنواره تعانق روحي وموقد الحنين يشتعل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمكنك التعليق هنا