الجمعة، 30 أغسطس 2024

محاكاة حرف لنص الشاعر عبد الناصر عليوي العبيدي - قراءة نقدية تحليلية بقلم الناقد :سلام السيد

 
 


إباء الصقور
قصيدة لقصة الأمير
علي الدحام العبيدي
---------
يــكادُ الصقرُ أنْ يَفنَى سُعَاراً
ويــأنَفُ جِــيفَةً عِــندَ اَلْعُقَابِ
-
وَيَــبْقَى دَائِــمًا شَــهْمًا كَرِيمًا
يُــخَالِفُ كُــلَّ ذِي ظُفْرٍ وَنَابِ
-
يَــعَافُ مَــوَائِدَ اَلْأَنْــذَالِ زُهْدًا
إِذَامَــا اَلــنَّاسُ دَفَّــتْ كَالذُُّبَابِ
-
يَـــرُومُ اَلــطَّيِّبَاتِ وَلَا يُــبَالِي
إِذا اَلْــجَنَبَاتُ شُكَّتْ بِالْحِرَابِ
-
فَمَنْ يَرْضَعْ حَلِيبَ اَلْعِزِّ طِفْلاً
يَــعِشْ حُــرًّاعَزِيزًا لَا يُحَابِي
-
وَمَــنْ لِــلْأُسْدِ دَوْمًــا كَانَ نِدًّا
مُــحَالٌ يَرْتَجِي فَضْلَ اَلْكِلَابِ
-
دَعِ اَلْأَنْــذَالَ تَــأْكُلُ مِنْ حَرَامٍ
وَتَــرْفُلُ بِــالْحَرِيرِ مِنَ اَلثِّيَابِ
-
فَلَمْ تَخْفِ اَلثِّيَابُ ذُيُولَ خِزْيٍ
وَإِنْ أَخْــفَتْ ذُيُــولاً لِــلدَّوَابِ
-
فَــمَنْ بِالْحَيِّ يَعْرِفُ كُلَّ لِصِّ
وَعَــاهِــرَةٍ تَــخَــفَّتْ بِــالنِّقَابِ
-
سَــيَبْقَى اَلْخِزْيُ لِلْأَجْيَالِ إِرْثًا
وَلَوْ فَلَتَ الخَسِيسُ مِن اَلْعِقَابِ
----
عــبـدالناصرعـليوي الـعبيدي
 
 
قصيدة "إباء الصقور" للأمير علي الدحام العبيدي تجسد روح الفروسية والشهامة من خلال رمزية الصقر، الذي يُمثل القوة والكرامة في مواجهة التحديات.
1. الرمزية:
   - الصقر يُرمز إلى العزة والكرامة، ويُقابله في النص العقاب، الذي يُمثل النقيض الأخر.
   - الحليب والمواشي تعكس معاني النبل والصفاء، حيث يشير الشاعر إلى أن من ينشأ على العزة لن يرضى بالذل.
2. الأسلوب:
   - القصيدة تتبع أسلوبًا شعريًا تقليديًا يعتمد على السجع، ما يعطي النص موسيقى خاصة تُعزز من قوته التعبيرية.
   - الاستخدام المتكرر للطباق يعكس الصراع بين النبل والذل، مثلًا: "الطيبات" مقابل "موائد الأندال"، و"الأسد" مقابل "الكلاب".
3. المعاني:
   - الشاعر يبرز قيمة الفخر والإباء التي لا تقبل المساومة، فهو يرى أن النبلاء يبتعدون عن كل ما يُدنس عزتهم.
   - النص يُحاكي رفض القيم المنحطة، والإصرار على التمسك بالقيم الرفيعة حتى في ظل الصعوبات.
4.الرسالة:
   - الشاعر يوجه دعوة للتمسك بالكرامة والرفض لكل ما يُلحق العار، مشيرًا إلى أن الخزي سيظل ملازمًا للذليل، حتى لو تزين بالحرير.
 
( الأسلوب الصوتي )
 استخدام الحروف والأصوات المناسبة في الأبيات، كالتقارب الصوتي، يمكن أن يعزز الإيقاع.
مثلًا، استخدام حروف ذات وقع صوتي قوي أو ناعم بحسب طبيعة المشاعر التي يريد الشاعر إيصالها.
 
في قصيدة "إباء الصقور"، الإيقاع الموسيقي يتجلى من خلال الوزن الشعري المنتظم، القافية المتناسقة، والسجع الموجود في نهايات الأبيات، مما يضفي على النص تأثيرًا قويًا ومؤثرًا.
 
( المضامين الدراماتيكية من خلال التصوير الشعري والتوظيف البلاغي )
 
 تشكل إطارًا دراميًا قويًا يعزز من تأثير القصيدة، ويجعلها تحمل رسالة عميقة حول الإباء والشموخ في مواجهة الظلم والخضوع، مما يجعل القارئ يشعر بعمق الصراع الداخلي الذي يعيشه الصقر كشخصية رمزية.
1.الصراع بين العزة والذل:
 التصوير: الصقر يرمز إلى العزة والشهامة، في حين أن العقاب وجيفة الأندال تمثل الذل والخضوع.
 التوظيف: الصقر يرفض الاقتراب من الجيفة التي يتناولها العقاب، وهو تصوير بلاغي للصراع الداخلي بين قيم النبل والكرامة وبين الانحطاط والذل.
2. الإباء والشموخ:
 التصوير: الصقر يبقى دائمًا شامخًا كريمًا، يخالف كل ذي ظفر وناب، مما يعكس الإباء والشموخ الذي لا ينحني أمام المغريات أو التحديات.
التوظيف: هذا الإصرار على الشموخ يعكس فلسفة الإنسان الحر الذي لا يساوم على كرامته ولا يخضع للضغوط.
3. الزهد والترف:
   - التصوير: الصقر يعاف موائد الأندال رغم زخمها، في إشارة إلى رفض الترف الممزوج بالذل.
التوظيف: يُستخدم هذا التصوير لتوضيح قيمة الزهد في الحياة، حيث يفضل الصقر الكرامة على الرفاهية غير المشروعة، مما يعكس فلسفة الحياة الكريمة.
4.الفضيلة في مواجهة الرذيلة:
 التصوير: الشاعر يجمع بين الصفات المتضادة مثل "الأسد" و"الكلاب"، و"الحلال" و"الحرام"، لتصوير الصراع الأزلي بين الفضيلة والرذيلة.
 التوظيف: يستخدم الشاعر هذه المتضادات لتوضيح أن الفضيلة لا تخضع للرذيلة، حتى لو ارتدت الأخيرة ثيابًا زائفة كالحرير.
5.الخزي والعار:
 التصوير: رغم أن الذليل قد ينجو من العقاب، إلا أن الخزي يبقى إرثًا للأجيال، مما يعكس أثر العار الذي لا يمحوه الزمن.
التوظيف: هنا يستخدم الشاعر هذا التصوير لتوضيح أن العار لا يمكن إخفاؤه بالمال أو السلطة، وأن العواقب الأخلاقية للأفعال لا تزول.
6. التمسك بالقيم الإنسانية:
 التصوير: الصقر، الذي يرفض الذل ويختار الموت بعزة، يمثل الإنسان الذي يتمسك بالقيم الإنسانية العليا.
 التوظيف: يبرز الشاعر من خلال هذا التصوير رسالة التمسك بالمبادئ والرفض التام لأي مساومة على الكرامة.
( التوليفات الصوتية وجوهر الدلالات والرموز )
1.الحروف القوية والجهرية:
 الحروف مثل "ص"، "ر"، "ق"، و"ض" المستخدمة في كلمات مثل "الصقر"، "سُعارًا"، "فنَى"، "كرِيمًا" تعكس القوة والشموخ.
 هذه الحروف تضفي على النص طابعًا حادًا وجادًا، مما يعكس دلالة القوة والشجاعة المرتبطة بالصقر كرمز للعزة والكرامة.
2.التكرار الصوتي:
 التكرار في الكلمات ذات الحروف المتشابهة مثل "ذِي ظُفْرٍ" و"نَابِ"، "جَنَبَاتُ" و"حِرَابِ"، يُعزز الإيقاع الموسيقي ويوحد دلالات القوة والمواجهة.
 هذا التكرار يعزز من صورة الصراع المستمر بين العزة والخضوع، كما يربط الرموز ببعضها البعض صوتيًا ومعنويًا.
3. التصوير الصوتي (الأونوماتوبيا):
الأصوات المستخدمة لتقليد أو إيحاء المعاني مثل "سُعارًا" و"دَفَّتْ" تساهم في نقل الصورة الحسية والتجربة الشعورية.
 استخدام هذه الأصوات يُمكّن الشاعر من خلق تجربة حسية تعكس جوهر المعنى المتعلق بالشدة والرفض، حيث يحاكي الصوت المعنى ويعزز من قوة الرمز.
4.الانسجام الصوتي بين الكلمات:
 الانسجام بين الكلمات مثل "ذِي ظُفْرٍ" و"نَابِ"، و"الطَّيِّبَاتِ" و"يُبَالِي" يُعزز من الترابط بين المعاني، ويقوي الرمز.
   - هذا الانسجام الصوتي يُمكّن النص من أن يكون أكثر تماسكًا ودلالة على الوحدة بين المعاني المرتبطة بالكرامة والشرف.
5.السجع:
السجع في الكلمات مثل "ذِي ظُفْرٍ وَنَابِ" و"كَالذُّبَابِ" يُضيف بعدًا صوتيًا يرمز إلى التحدي المستمر والمواجهة.
هذا التكرار الصوتي الموسيقي يُبرز دلالة التحدي الذي لا ينتهي، ويجعل الرمز أكثر قوة ووضوحًا.
6.الصوتيات اللينة:
الحروف اللينة مثل "م" و"ن" في كلمات مثل "كرِيمًا"، "يُخالِفُ"، و"ظُفْرٍ" تضيف نغمة هادئة ولكن قوية، تعكس التعقل والرزانة.
هذه الحروف تُضفي عمقًا على الرموز، حيث يُصور الصقر ليس فقط كقوي، بل أيضًا ككائن نبيل وهادئ.
( التجنيس الأدبي للقصيدة )
القصيدة "إباء الصقور" تنتمي إلى
الشعر الفخم أو الحماسي، وهو نوع من الشعر يتميز بتناول موضوعات الشجاعة، العزة، الكرامة، والبطولة.
 ويمكن تصنيفه أيضًا ضمن الشعر الرمزي، حيث تعتمد القصيدة بشكل كبير على الرموز والاستعارات (مثل الصقر) للتعبير عن المفاهيم المعنوية، مثل العزة والكرامة، بطرق غير مباشرة ولكن قوية.
إضافة إلى ذلك، القصيدة تنتمي إلى
الشعر العمودي التقليدي حيث تعتمد على الوزن والقافية المتناسقين، وهو ما يُعزز من قيمتها البلاغية والإيقاعية، مما يجعلها تندرج بوضوح ضمن إطار الشعر العربي الكلاسيكي..
 ( بيان تفعيلاتها.)
القصيدة مبنية على موسيقا البحر الوافر وتفعيلاته الأساسية
 
مفاعلتن مفاعلتن فعولن مع جواز الزحاف في مفاعلتن لتصب مفاعيلن
 
  استخدام تفعيلاته الأساسية "مفاعلتن ومفاعيلن" بنمط منتظم في كل بيت.
صياغتهامؤنقة ومعبرة تستحق التأمل والتاويل
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمكنك التعليق هنا