مازال الكثير من المصورين
الفوتوغرافيين يتهربون من توجيه النقد الفني لأعمالهم، ومازال الكثير منهم يجهلون
قيمة النقد الفني للصورة الفوتوغرافية وأهميتها في نجاحهم. لو تمعنا بشكل دقيق عن
السبب الرئيسي الذي يجعل بعض المصورين يتهربون من الاستماع للنقد سوف نرى أن
أغلبهم حديثي التجربة، ثقتهم بأنفسهم مازالت مهزوزه، يتملكهم الغرور والأنانيه،
هدفهمتسلق سلم المجد والشهرة بسرعة
فائقة، يريدون فرض نجاح صورهم على الآخرين بدون أية أراء نقديةتنتقص من أعمالهم،فتراهم يخلقون لهم بيئة خاصة تتكون من أشخاص
أضعف منهم في العطاء والإبداع كي لا يتفوقون عليهم، ويكونون هم المتميزين في هذه
البيئة. بالنتيجة النهائية ستكون المصيبة أكبر على
البيئة التي يعيشون فيها إذا ما وجدوا من يناصرهم ويؤيدهم في مستواهم اللا إبداعي
واللا فنيويقدمهمالإعلام على أساس أنهم أصحاب تجربة فنيه كبيرة.
سينسحب ذلك على سمعة الفنانين في تلك المدينة، لان أساس المعادلة في نجاح أعمالنا
هو تميزها مع أعمال الفنانين المبدعين الآخرين، أذا ماتمت المقارنه فيما بينهم
وستكون الفروق كبيرة بين أعمالهم وأعمال المصورين من دول أخرىممن سبقوهم في التجربة. لا أحد ينكر أن هنالك
صورة أو صورتينلمجموعة من المصورين قد
تميزت وقد تم التقاطها بالصدفة، ولكن هذه الصدفة تحتاج إلى وقفة تأمل جدية من قبل
المصور ليكون ممتن لهذه (الصدفة) التي ميزته عن غيره وجعلته يبرز على الساحة، ولو
تساءل مع نفسه هل ستكون هنالك صدف مستمره أمامه أم سيسلك الطريق الصحيح في اتخاذ
التصوير كعلم وفن وطريق للمجد والشهرة في عالم التصوير أمتكون النتيجة الفشل والانعزال عن عالم الفن
والإبداع وستلاحقه نظرة الاستصغار والاستهزاء من أقرانه. هذا الموضوع سيبقى رهن
بيد المصور ذاته في سلوك الطريق الذي يرغب أن يسير فيه لتحقيق أحلامه وطموحاته
بالطريقة التي يراها مناسبة له. أولى الخطوات على الطريق
الصحيح والسليم في حياة المصور وبداياته يجب أن يتخذها بعلمية وان يتمعن وينظر إلى
تجارب الآخرين بعناية فائقة لدراسة أعمالهم والاطلاع على تجربتهم وهم بالآلاف. المصور الناجح هو الذي
يتخذ له من احد المصورين العالميين مثلا أعلى له لتأثره بنوع التجربة التي
ينتهجها، وتكون قريبه إلى قلبه من دون المصورين الآخرين، حيث تكون أعماله قد تأثرت
نوعا ما بهذا المصور العالمي وبعد فترة من الزمن يبدأ مصورنا بانتهاج طريق خاص به
يرسم ملامحه ويحدد الطريق الذي ينتهجه وفق فلسفته ورؤيته للحياة ويعلن له عن هوية
خاصة به. من المؤكد أن هنالك بعض
النقاط المهمةوأنا اعتبرها ثوابت أساسيه
في صقل تجربة المصوروتساعد على
تنميةموهبته وهي (النقد الفني)ومن ضمنها رأي المشاهد أو ما نطلق علية
تسميةالمتلقي . يجب أن نقر بأن الناقد
الأول للمصور هو المصورنفسه بدليل انه
يختار صورة محدده من مجموع صورهويتناقش
مع نفسه بصمت ليقوم بعرضها على المشاهدين بالطرق المعروفه. والمصور هنا على مستويات مختلفة من العطاء
والإبداع، تليها أراء النقاد والمتخصصين والفنانين ثم المشاهدين. بالتأكيد أن أراء
المشاهدين تأتي عفويه تجاه الصور المعروضة تبعا لمستواهم الثقافي . أكثر المصورين يتعاملون
مع هذه النقطه بالذات بعدم الاكتراث لها والتعامل معهاباللا مبالاه دون اهتمام، والقسم الأخر يولي
اهتماما خاصا لهذا الجانب ويتم التركيز عليها من خلال الاستماع للرأي المباشر من
المتلقي أو من خلال ردود الأفعال العامة على الصورة، من خلال الاستبيان، النقد
الفني، النقد العفوي أو التلقائي الذي يستمع له المصوربشكل مباشر من عامة الناس. ثم يقومونبتناقل أخبار هذه الصورفيما بينهم لشدة تأثرهم بها. هنالك مشاهدون بمستويات
مختلفة من عامة الناس يتذوقون الصورة بعفويةوتلقائية عندما تداعب أحاسيسهم ومشاعرهم وتدخل إلى قلوبهم وعقولهم من ناحية
تأثير الموضوع الذي تضمنته الصورة أو من ناحية إخراج اللقطهوتقديمها للمشاهد بشكل متميز. هذا عدا الرأي الفنيوالعلمي من جانب النقاد والمتخصصين والفنانين
أصحاب الخبرة الذين يدلون بآرائهم في توجيه النقد للمصورين لكتابة أرائهم بعلمية
وفنيه عن الصور المعروضة او عن تجربة المصور بشكل عام. توجدعدة أراء في النقد،
أهمها رأي المتلقي أو المشاهد المتخصص وهو الناقد الفوتوغرافي أو الفنان
التشكيليأو المصور المحترف، هذه الآراء
هي التي تصحح وتصقلتجربة المصور وتجعله
على الطريق الصحيح من خلال تقبل النقد برحابة صدر وتشخيص مواطن الخلل أو الضعف في
الصورة ليتم تصحيحها وتلافيها مستقبلا. ثم يأتي رأي الصحافة أى
بمعني كتابة أراء الصحفيين الغير متخصصين حول الصور وهو ما برز بالفترة الأخيرة
حيث يتم وصف ونقد الصور إنشائياوليس
فنياوهذا الرأي يمكن ان يقدم خدمة كبيرة
للمصور لتسويقه إعلاميا أمام الجمهور. لكن على المصور أن يتعامل
مع هذا النوع من الكتابات النقدية بجدية وبتروي وحذر دون التبختر والاستعلاء على
الآخرين من خلال هذه الأوصاف لكونها تمدح وتلمع الشخص كثيرا وبالتالي تجعل المصور
متكبرا على الفاضي ويخسر نفسه. النقد الفوتوغرافي
الحقيقي الذي يجعل المصور ناجحا في عمله يأتي من أناس متخصصين لهم خبرةطويلة في عالم الفوتوغراف، عندما يبدي رأيه في
صورة محددة يشخص نقاطالضعف ونقاط القوة
في الصورة ثم يحدد الرأي الصحيح البديل للخلل وكيفية تلافيه، لا ان يكون النقد
سلبي بدون ذكر وتشخيص الملاحظات التي أدت إلى فشل الصورة.
أضف تعليق