مساحة اعلانية

مجلة الكترونية دولية مستقلة تعنى بشؤون الفكر والثقافة والأدب والفنون ..

أريج بوادقجي: أدب الأطفال أدب مكلف يحتاج إلى الدعم - ميس العاني

 



على من يكتب للأطفال أن يعرف احتياجاتهم

دمشق- يحظى أدب الأطفال بشعبية كبيرة، ويحمل في طياته العديد من القصص والحكايات الملهمة والتي تساهم في بناء شخصية الطفل، حيث تمتلك كاتبة الأطفال أريج بوادقجي، فهما لهذا النوع من الأدب وتسعى جاهدة لنشر الوعي بأهميته وتأثيره الإيجابي في المجتمع. وفي حوار معها، تشاركنا خبرتها في مجال أدب الأطفال وكيف يمكن تطويره وتعزيز تأثيره.

إجابة عن سؤال حول ما جذبها إلى أدب الأطفال، تبين بوادقجي أن الأثر الذي يحققه هذا النوع من الأدب هو ما جذبها في البداية، مشيرة إلى أن أدب الأطفال يحمل أثرا مستداما يستمر عبر الأجيال، حيث يمكن لكلمة واحدة أن تحدث تأثيرا قويا وتصبح قيمة لدى الأطفال وحتى الأجيال القادمة.

التكنولوجيا تفرض تحديات أمام أدب الطفل ولكن يمكن استغلالها إبداعيا لتقديم القصص والحكايات بطرق مشوقة وتفاعلية

وتوضح أنها شعرت بالتشابه بينها وبين أدب الأطفال على المستوى الشخصي، حيث تشترك مع القراء الصغار في حب الفن والرسم، وتستلهم الألوان والتفاصيل في أدبها من اللوحات، أما التكثيف الذي يعد شرطا أساسيا من شروط النص الطفلي المتماسك فهو سمة بارزة فيما تكتب، ففي داخلها طفلة ما زالت تحب المغامرة والاكتشاف، وتتأثر بالمواقف الإنسانية، وتحلم بغد أفضل وإن لم يكن هذا الغد لها، فليكن للأجيال القادمة.

وتعتبر بوادقجي أن أدب الأطفال هو “الحضن الدافئ” للطفل، حيث يحتضن أفكاره وأحلامه وأسئلته وشخصيته، ويقدم القصص والحكايات التي تبعث البهجة والتشويق، ويعين الأطفال على التفكير والتعبير عن أنفسهم، مؤكدة أنه من الأهمية بمكان أن يكون هناك من يروي هذه الحكايات للأطفال، بعيدا عن ضجيج التكنولوجيا.

وترى أن التكنولوجيا أصبحت أمرا واقعا لا بد منه، وهنا يأتي دور كل من يهتم بأدب الطفل، لنعرف كيف نتعامل معها، وكيف ندعمها بالمحتوى المناسب.

وعلى الرغم من أهمية أدب الأطفال، فإنه يواجه تحديات عديدة بحسب بوادقجي، منها الحاجة إلى الدعم فهو أدب مكلف، والمميزون في هذا الأدب نادرون ولا يتكررون، ويحتاجون إلى الدعم والرعاية، كما يواجه أدب الأطفال مشكلة في موضوع النشر، فمعظم دور النشر الخاصة مؤدلجة أو هدفها الربح، الأمر الذي يؤثر في جودة المنتج النهائي.

وتشير بوادقجي إلى الحاجة لدعم هذا النوع من الأدب، حيث إنه يتطلب تكاليف مالية لإنتاج قصص وكتب عالية الجودة، موضحة أن الشباب اليوم معرضون لتأثيرات الوسائط الاجتماعية والتكنولوجيا المتقدمة، ما يشكل تحديا في نشر ثقافة القراءة والتعلق بالكتب.

ومن هنا ترى الكاتبة أنه يجب تبني إستراتيجيات جديدة لجذب اهتمام الأطفال بأدب الأطفال، مثل استخدام التكنولوجيا بطرق إبداعية لتقديم القصص والحكايات.

تأثير أدب الأطفال في بناء المجتمع تعتقد بوادقجي أن أدب الأطفال يلعب دورا حاسما في بناء المجتمع، حيث يساهم في تشكيل شخصية الطفل وقيمه ومعتقداته، وتعمل القصص والحكايات على تعزيز القدرات الإبداعية والتفكير النقدي للأطفال، وتعلمهم قيم الصداقة والعدل والتسامح والعطاء.

كما يمكن لأدب الأطفال أن يساعد في تعزيز الوعي بالثقافات المختلفة وتعزيز التفاهم والتعايش المشترك، حيث ترى بوادقجي أن مستقبل أدب الأطفال سيكون مشرقا في بعض الدول التي وضعته من أولوياتها، وقد استطاعت بعض الأعمال الطفلية العربية أن تحرز مقروئية عالية على مستوى العالم.

تعزيز القراءة المنزلية

واستنادا إلى خبرتها، قدمت بعض التوصيات لتطوير وتعزيز أدب الأطفال وتعزيز تأثيره الإيجابي في المجتمع، منها تعزيز القراءة المنزلية من خلال تشجيع الأهل على قراءة القصص والحكايات لأطفالهم والمشاركة في نشاطات القراءة المشتركة، وتوفير الموارد والكتب المختلفة للأطفال، بما في ذلك الكتب الورقية والإلكترونية، وذلك لتلبية اهتماماتهم المتنوعة.

وتشير إلى أنه يمكن استخدام التكنولوجيا بطرق إبداعية، مثل تطبيقات الهواتف الذكية والألعاب التفاعلية، لتقديم القصص والحكايات بطرق مشوقة وتفاعلية، وتعزيز التعاون بين الكتاب والمدارس والمؤسسات التعليمية لتعزيز أدب الأطفال وتنمية مهارات القراءة لدى الأطفال.

وتنصح بوادقجي الكتاب الطموحين بالقراءة، ليس فقط قراءة الكتب، بل قراءة طفل اليوم ومعرفة احتياجاته، وأساليب مخاطبته، والأمر الثاني بتقوية مهاراتهم اللغوية ليتمكنوا من إيصال الفكرة ببساطة وتكثيف.

وعن عملها الجديد، تتحدث إنه “يحمل عنوان ‘ماذا لو أصبحت عملاقا‘، والفكرة منه تبدأ من واقعنا وتطير بنا إلى عوالم الخيال الهادف، والفكر الفلسفي، والمغامرة، وإيجاد الحلول، وحب المساعدة، وفي النهاية التركيز على الجوهر، فمقولة القصة أنه مهما كان حجمك أو شكلك، فالعملاق عملاق الأفعال، ولا تهمنا الأشكال”.

يذكر أن الكاتبة بوادقجي حائزة على إجازة في اللغة العربية وآدابها من جامعة حلب، عملت أمين تحرير مجلة أسامة، وتعمل حاليا رئيس تحرير لمجلة شامة، نشرت لها عدة قصص وسيناريوهات في مجلات الأطفال السورية والعربية، تنظم دوريا مجموعة من الأنشطة التفاعلية للأطفال بهدف تنميتهم فكريا ومعرفيا وأدبيا.

ليست هناك تعليقات

يمكنك التعليق هنا

يتم التشغيل بواسطة Blogger.