لن أعود - ولاء الدسوقي
ثم صاح في وجه زائره المتملق...أوه..يا عزيزي...أتعلم؟
إني أود أن أقبع فى بيتي البعيد هذا... وأرعى الأبقار...على أن
أعود لمدينتكم الصاخبة..
قد يكون خداعاً..أو كلمات خرجت سهواً..أو ربما ينتبه
قائلها..أوه..لم أقصد...متى قلت هذا...ربما بدرت مني دون قصد ...عله كان
إعجاباً..ثم ذهب..لا أدري...متى
والصدق...لا يزور مدينتكم أبداً..عله لا يعرف الطريق
إليها..والكذب...له في كل بيت بيت..وفي كل نفس...وطن..
إنى بينكم ...غريب...فصراحتي..سذاجة...وقولة الحق..غباء
وزهدي في كل وضيع...قلة خبرة ..
إنني إن مكثت بينكم أكثر من ذلك..إما أن أصبح مثلكم...وهو ما
لن أرتضيه لنفسي أبداً
..أو أصاب بالجنون ..وذاك ما أدعو الله أن يجنبني إياه.. ويحفظ
عليَّ عقلي...
لذا فخير لي...أن أحيا..على أطراف مدينتكم ...ليس لي مكان
بينكم......
لكن أبقاري...تسعد
بي..وأنا أحبها..فلا تضع وقتك سدى..
إن أمري لا يعنيك في كثيرٍ أو قليل..إن ما يتعبك...هو أنى لا
أشبهكم..ذاك يؤلم الأشباه...يذكرهم أن بالحياة وجوهاً أخرى..
وجوهاً حرة...قد صمدت ما قدر لها الصمود...قد وقفت فى وجه
الظلم...الكذب..الخداع...الملق..وقالت لا..
عُد يا سيدي من حيث أتيت...ولا تكلف نفسك العناء!
أضف تعليق