مساحة اعلانية

مجلة الكترونية دولية مستقلة تعنى بشؤون الفكر والثقافة والأدب والفنون ..

اتخيّل - رودي سليمان

 



_وجدتي تطحن كل قمحها هناك نسيت أنني خبأت قلبي يوماً بين السنابل
فبقي مابقي منه بين أسنان حجر الرحى
………………
_اتدرك ان الموت لايضع النهايات
لاسيما نهايات الحب
فلا داع للقلق
………………
_اتخيل العناكب  وهي تدوّن حياتها بستة أقلام  لستة أرجلها علها تشفي غلها المغروز  بيوتها الشفيفة.
أتخيل الأخطبوط وهو يهذي قصص الأسماك الجميلة بينما ينهر  ويسب قدره القبيح بيد لم يكن له فيها إلا وجوده وسط مجتمع سمكي ملوّن يعكس قبحه.
أتخيل التمساح كيف يستطيع دائماً  تدوين سعادته بدموعٍ كاذبة كي لاتقوى المخلوقات الأخرى حسده واقتلاع الفرح المزدان قلبه.
أتخيل النحل وهو  حزين فيلهي حزنه بعملٍ دؤوب هباء لخسارات جديدة يهدي بها عسله للآخرين ظناً أنه بالعطاء الدائم يظهر مازوشيته ويكسب عطف  الآخرين.
أتخيلني وأنا أهندم فستاني الاحمر وأهذي ألوان طلاء الأظافر مع أحمر شفاه يليق بقتامة الحزن مراعية جورباً شفافاً  يظهر كل الأنوثة وبكعب حذاءي العالي الذي  يستطيع اقتلاع عين الهزيمة دائماً مرفقة بحقيبة تحمل بقايا عمرٍ مفتت ولون ليومي الذي يبدأ بتنهيدة وينتهي بقصيدة.
أتخيل دائماً أن الانهار تمرُّ من هذه المدينة ، وأنا من يرسم لها طريقها .
فتحمل رسائل حبٍ مسمومة نحو بحر بعيد هائج  ليلتقطها سيء حظٍ ما بقدرٍ مزركش فينتهي حياته كعاشق بزجاجة مميتة.
أتخيل الرَّبُّ  وهو يربّت على كتفي بمشارف كل ليلة ليطمئن قلبي …ليوم آتٍ نحو ظفرة الانتصار على هدهدة الضياع.
ولكن كلّ ذلك كذب
إنْ لم أتخيلك تفترش قلبي نحو العدم في بئر صاغر فاهه لابتلاعنا مع كل الثقل في قلبينا
علماً أنه لكل  الخيالات اجنحة تردع شغف التحليق نحو قمة حمقاء يتهافت إليها الجميع دون أن تعنيني إن كانت أضيق من أن تتسع لسحنتك.

ليست هناك تعليقات

يمكنك التعليق هنا

يتم التشغيل بواسطة Blogger.