مساحة اعلانية

مجلة الكترونية دولية مستقلة تعنى بشؤون الفكر والثقافة والأدب والفنون ..

الزمن المطلق في الرواية العربية وأثره في التلقي - زينة حمزة شاكر حمود - جامعة بابل / كلية الفنون الجميلة


يمثل الزمن المطلق وعينا الخاص بالزمن ، فلا يخضع لمعايير خارجية أو مقاييس موضوعية ( إنه ينحى عن الأشياء صفتها التاريخية ليجعل منها موجودات طبيعية لا تاريخ وراءها ... فيتقلص ما فيها من بعد أنساني ويموت مفهومها السياسي) (1)، فهو زمن لا محدود، خلافا للزمن الفيزيائي المقيد المحدود، لأنه زمن وجداني، تحدد الخبرة الإنسانية الذاتية أبعاده، فيتخطى الساعات والأيام والأجيال، ويختلط فيه الماضي بالحاضر بالمستقبل (2).
وقائع الزمن المطلق تستقر في اللاوعي وتخضع لقوانينه ، لذا فهي قابلة لكل التحولات،وتسقط عندها الفواصل والحدود القائمة بين الذات والوجود الخارجي، فكل شيء ممكن ، والفعل هنا (لا يخضع لمبدأ السببية،ولا تستوي له كل أسبابه في أرض التاريخ والواقع. وليس جزءا من عمل سابق وعمل لاحق ، أي انه لا قبل فيه ولا بعد، ولا صلة له بالعزيمة والارداة والجهد، فهو كالفعل في السحر يكون بمجرد أن نريد له أن يكون، فكأن لفظه وحده هو كل ما يحتاج إليه لكي يحصل) (3)، لان الوجدان في الزمن المطلق هو الملكة التي تدرك بها الشخصية والوجود ، بما هو عليه نسيجه المتوتر على حال العاطفة وقوة الإرادة  .
والإدراك هنا لا يتم إلا في تجربة حية مباشرة، لا يراعي فيها نسبة بين ذات  وموضوع، بل استبطان مباشر من الذات لنفسها (4) ،( فهناك معيار آخر لقياس الزمن ينبغي أن يؤخذ بعين الاعتبار، وهو المعيار الداخلي أو السيكولوجي الذي يقدر فيه الزمن بالقيم الفردية الخاصة دون الموازين الموضوعية ، إنه بعبارة أخرى زمن نسبي داخلي يقدر بقيم متغيرة باستمرار، بعكس الزمن الخارجي الذي يقاس بمعايير ثابتة) (5)، فوجود الإنسان أساسا مزيج من الواقع والإمكان، يحاك على منوال الزمان . وهذا الزمن يجد تطبيقه في التجربة الصوفية،فالمتصوف يبدأ بنبذ الزمان والمكان بالمعنى الفيزيقي، ثم يحاول الفناء في زمان ومكان الذات نفسها ، للتوحد مع الذات العليا (الله) ، وبلوغ الحقيقة والمعرفة التامة . ( 6 )
وفي الأمراض النفسية كالهذيان والانشطار الذاتي،التي تولد الاختلال والحلم والاستيهام والكوابيس ، وهي مفاهيم لا تؤدي إلى معرفة يقينه مكتملة ومنسجمة للعالم، وبقدر ما تصور هذا التشويش المقصود لفاعلية الوعي ولمصداق الذاكرة ، وكذلك الحوادث العجائبية القائمة على خرق قوانين الطبيعة والمنطق .
 
 
 
ولأن النص الروائي الجديد ولد في واقع متعدد المسوخ،وعالم انسحقت فيه نفسية الكائن،حتى باتت مشوهة تفرز أمراضا متعددة،فضلا عن مصادرة ما هو ايجابي وسط حروب وخيانات وفقر وتخلف وجهل(7)، فأصبح الممكن أصدق من الواقع،وتمظهر الزمن الصوفي والعجائبي والنفسي في بنيته الزمنية،مما كثف الدهشة والحيرة للقارئ ،المطالب بان يدرك انه نظام غير مألوف،غير انه نظام ينتمي إلى عالمنا من دون أدنى ريب.
ففي"كتاب التجليات " لجمال ألغيطاني، نحن إزاء تجربة هي اقرب إلى المعراج الصوفي ، فهو رحلة ذاتية خيالية متوهمة إلى العالم الأخر، تتجاوز وقائعها إمكانيات الطبيعة البشرية، وتمثل الرحلة (لحظة سابقة على لحظة الكتابة تحتويها لحظة التدوين لا من حيث هي استرجاع واستذكار عاديين ، بل من حيث هي فعل الهي تجسد من خلال ظهور ابن عربي للسارد. وذلك أمر مهم لأن التجلي بهذه الصفة " رحلة وتدويناً " يحتفظ لنفسه بكل الدلالات الجوهرية القائمة في بنية السارد، مما يجعل تجليات ألغيطاني لا علاقة لها بالتخيل العقلي،وإنما هي فتح بالمفهوم الصوفي، هذا المعطى الأصلي سوف يتحكم في ميثاقي القراءة والكتابة اللذين سوف يعقدهما الكاتب مع قارئه وفي طبيعة السرد أيضاً) (8) فالنص يمثل محاورة بين الحاضر، لحظة الكتابة في ظل خيبات حضارية وسياسية،والماضي بما يحتويه من عهود مختلفة حافلة بالأمجاد والقيم والانتصارات،انقطعت عن دورة الزمن واحتفظت الذاكرة ببعض منها مخزونا معدا للاسترجاع والاستحضار، من أجل خلق زمن آت يغير هذا الحاضر، مع الإيمان بقانون التواصل والتداخل والجدلية بين اللحظة المعيشة واللحظة السالفة،لذا كان للنسيان والذاكرة دور في" كتاب التجليات" إذ ينطلق الراوي من هذه الحقيقة الأزلية، حقيقة النسيان بوصفه إخفاءً للأصل وإعداما لمعنى التواصل والحياة لأن هذه الظاهرة تتخذ في وجدانه المعذب نتيجة موت الأب أبعادا مأساوية من الحزن على مفارقة الأب لتصل إلى صرخة احتجاج ضد قانون الموت وآفة النسيان،لأن هذا النسيان معادل للموت، انه الموت الحقيقي لأنه انقطاع عن الماضي،وهو خيانة و تعميق للشعور بالذنب (كيف ارحل بصحبة أبي و تداخلتني غربة ، كيف لم اقترب منه حتى وان شاغلتني الأفلاك والرؤى.غاص سؤال في وجداني أهي بداية النسيان ... كيف يخطر له إنني سأنسى ذات يوم حتى وان بدا بعيد)(9)،لكن كيف يمكن فعلياً مقاومة الموت والنسيان إذا كانا يمثلان قانونا من قوانين الطبيعة والكون والحياة. فكل شيء في سفر دائم، ولا شيء يثبت على حاله (وما من منزل تشرف عليه إلا وتقول هو نهاية المقصد،وإذا دخلته لا تلبث أن تخرج منه راحلاً ) (10) ، فكيف يمكن للإنسان أن يحارب النسيان بالذاكرة ، وهذه تخضع هي الأخرى إلى مفهوم التلاشي .
ولذلك يكثر الراوي من السؤال عن الدهر لان الدهر هو المعادل لمفهوم الموت وحركة التغير، انه المعادل لهذه القدرة الإلهية وهي تمارس سيطرتها على الكون،وتحقق فعل التواصل والانقطاع في جزيئاته (عرفت أن الحنين جالب للمودة والرحمة ولكن يا أسفي في غير أوانهما في غير موضعهما في غير مقامهما يغذيان الحنين،والحنين عابر يهب كالخواطر.والخواطر أيضا عابرة وليست مقيمة، لا تبقى في القلب إلا مقدار هبوبها ... هل سمع إنسان بخاطرة اتخذت من قلب سكنا لا تقيم الخواطر بالقلوب إلا زمن مرورها وهذا زمن لا يمكن قياسه بحساباتنا الإنسانية)(11).فهذا أبوه قد رحل منذ عام فإذا بعض الذكريات تتلاشى شيئا فشيئا وإذا العقل الذي كان يستعيد في حرية وسهولة قسمات وجهه ونبرات صوته وخصوصيات عاداته اليومية صار يحتاج في استرجاع كل ذلك إلى جهد (عندما اقترب اكتمال عام على رحيله، استرجعت ما مـرَّ ، بذلك الجهد والمحاولة)(12) ، وهذا هو عبد الناصر قد مات فبكته الجماهير وأظهرت في جنازته الحزن الشديد ، ولكن الذاكرة خانته في آخر الأمر فنسيته وتخلت عنه (أتذكرون يا إخواني ... في السفر إلى الحق – اكتمال العام الأول على رحيل جمال عبد الناصر ؟ ميدان العباسية والطرق المؤدية مزدحمة غاصة ، الوفود تترى ، والجماعات تتوالى والخلق كثير والممر وبهو المسجد يفيض بالورود في العام التالي لم يعد الجمع هو الجمع وفي الثالث قل المدد،وفي الرابع اتسعت المسافات،وصار الضريح وجهة المخلصين الأشداء المحبين) (13) .
إن "الواقعي"و" المحتمل"بالمعنى المرجعي يتساويان في " كتاب التجليات"، فالوقائع التي تبدو خارقة للعادة وغير قابلة للاحتمال تتحول في النص إلى حقيقة لها قوانينها الخاصة،وحتى جزئيات الماضي المسترجع الواقعية تتحول إلى خارقة من خوارق الصوفية ، وهي الطريقة الوحيدة التي يتمكن من خلالها الراوي من التحرك بحرية لا متناهية وهو يسترجع ماضيه الشخصي وماضي أبيه وأجداده ، وكل التاريخ العربي من سيدناالحسين (ع) إلى عبد الناصر فيمزجها بالمشاهدات الصوفية والقدرات العجيبة من خوارق ومعجزات،لذا تتحرك الأحداث في جميع الاتجاهات دونما رقابة قد تحد من التجلي سوى وظيفته في الوصول إلى إدراك الحقائق وسر الوجود (14) ، فالتجلي يتحكم في منطق الاستذكار،فالعودة إلى الماضي ليست عملية ذهنية عقلية وإنما هي عمل القلب والإدراك اللاعقلي ، وهذه القدرة الخارجية المتحكمة هي من منطلق صوفي (الروح المدبرة للعالم من أعلاه إلى أدناه ، وهي تتوسط الله والعالم مستمدة من الله والعلم . وممدة له إلى كل الموجودات حسب استعدادها خاصة الإنسان، وهي تتصف بكل الصفات، فهي الروح المدبرة لعالم، والعالم كله نسخ منها، ومن حقائقها، وهي العلم الإلهي القديم، وهي المبدع الأول عن التجلي الإلهي وهي كذلك مستوى العرش) ( 15 ).
لذا كان الزمن الصوفي الذي لا يخضع لوسائط الزمان أو المكان ، هو المعتمد في " كتاب التجليات " فهو تصور في الأصل دائري ولذلك يجب أن ننفي عن أذهاننا مفهوم الأخروية لان التقاء طرفي الوجود الانسان والله (في دائرة يسمح لنا أن نغير صفة أية نقطة على الدائرة بناءعلى النقطة التي تبدأ منها سائر النقاط على المحيط) (16) ، وتجلي سيدنا الحسين (ع ) هو اشد العناصر تداخلاً مع بقية العناصر الأخرى . أن شخصية سيدنا الحسين (ع ) لا توجد من خلال فعل التجلي و عودة الماضي فقط ، لأنها تستقل بوجود خاص ومستمر يتوزع على كامل وحدات النص ويخترق كل عمليات الاسترجاع والاستذكار فهو روح العالم ، ولا يخلو العالم ابدآ من ممثل لهذه الروح التي يكون بها دوامه واستمراره ، لذا كان الحسين (ع)  دليلا وهاديا للراوي ففتحت صحبة الحسين (ع)  أمامه – أي الراوي – أسرار المعرفة في تجليات الولادة فيجري في كون عجائبي صوفي وتتجلى له مواطن العلم الرباني،وتنحل أمامه الأسرار فيدرك بعين التجلي الثاقبة دورات الأفلاك ونشوء الأشياء وتكونها ثم فناءها وضياعها في الكون العظيم (رأيت الكون تكور واكتمال كوكب بعيد. رأيت لحظة فناء نجم خارج المجرة،رأيت النجم إذا هوى، لحظة ميلاد البرق وتفجر الشرارة ، ورأيت جنين سنبلة ، ميلاد اللبن في تلافيف الضرع، رأيت ميلاد الندى ، ظهور الموجه لحظة اكتساب اللون لصفاته ... تدفقت الرؤى ، أغمضت عيني عندما توجهت التجليات، لا عهد لي بذلك ، تمنيت الفرار من تلك الأسفار لكنه شد على يدي "الحسين" (ع) حتى خف عني ذلك الذي روعني وعندئذ مسكت على أنفاسي وعدت هادئاً قريراً) (17) ، وانطلاقا من مفهوم الزمن لدى الراوي وولعه بربط النهايات بالبدايات وقوله بكروية العالم والكون وسيروه الأشياء وتكونها وبارتداد الفروع إلى الأصول ، تعاد صياغة أحداث كربلاء ، فتأتي هذه الأحداث في شكل مقاطع متعاقبة ينفتح أولها على النهاية التي أسفرت عنها المعركة فيسافر الراوي إلى المكان الذي قتل فيه الحسين (ع) ، لتتجلى له لحظة الجريمة ، ينبئ بها فوران التراب في تلك البقعة (وصلت إلى أنحاء شاسعة ، رأيت وجوها جمة ، رأيت أيدي تفيض على حفن من تراب كربلاء ، تحمله أينما اتجهت، رأيت اللحظات التي فار فيها تراب البقعة المشهودة مختلطاً بلون الدم فأنبأ بما يصير وما سيصير وما يجري لمولاي ودليلي،رأيت وجوها من جيشه قليل العدد ( 18) وتتوالى  بعد ذلك بشكل خطي متقطع الحلقات الكبرى للوقائع السابقة على"واقعة كربلاء " فيرفض الحسين (ع)  مبايعة يزيد بن معاوية بعد موت معاوية فيستعد يزيد للتخلص منه ، وهنا تدخل قصة سفر مسلم بن عقيل إلى العراق – تحديداً إلى الكوفة – بعد أن ارتبطت مراحل رحلته ببعض فترات من حياة الأب اليتيم المنهك الذي يترصد العم حركاته ثم يقتل في مقطع آخر ويرتبط موته باستشهاد " مازن أبو غزالة " ومصرع جندي مصري أيام حرب الاستنزاف ، وملامح من وجه الأب وسيرته وهو يناضل من أجل أبنائه وينهك نفسه ليوفر حاجاتهم ثم يرحل الحسين (ع) من مكة إلى الكوفة،ويتزامن رحيله مع رجوع عبد الناصر بعد موته و سجنه وهروبه من السجن وخروج الأب من قريته راجلاً إلى القاهرة ، فيتماهى الحسين (ع)  مع الأب و عبد الناصر ففي قلوبهم كلهم حنو ورأفة ( رأيت كل من رأيت،وكل من وقعت عليه عيناي يوما، وكل من اقتفى أثرهم بصري ، كنت أراهم كلهم في آن واحد معا فرضى قلبي واقبل أملي ...) (19) ، وتبدأ على أثر ذلك معركة كربلاء فيشارك الأب في المعركة فتتساند لذلك حلقات الماضي القريب و البعيد وترتبط بعضها ببعض في زمن عجائبي غريب يجمع جنبا إلى جنب كل الأزمان الضائعة المبكي عليها المتحسر على فقدها (فلم أدر ما افعل غير إنني رأيت أبي باتجاه النهر، هذا خطوة الذي اعرف، عدوت في أثره والرمال تتناثر عند عقبي) ( 20) وأخيرا نقول إن تعامل ألغيطاني مع الحدث السياسي والخبر التاريخي ، يستند إلى تصور يماثل بين الماضي والحاضر ويلغي الحدود بينهما بحثا عن تواصل ممكن بين حلقاتهما، مما يجعل  من تضمين الماضي البعيد في قلب الماضي القريب جزءاً من مشروع أيديولوجي . في " كتاب التجليات " ينتظر الخلاص بخروج القادة والزعماء السياسيين والروحيين من أمثال عبد الناصر والحسين (ع) (21)، وساعده على ذلك توظيفه لروح التجربة الصوفية ومفاهيمها ، فهي(حركة نحو التوحد،نحو تكثيف ذاتين وزمنين ومكانين في ذات وزمن ومكان
واحد ) (22) فان جوهر التجربة الصوفية هو النزوع نحو التوحد ، لأنها تؤمن بوجود وحدة أصلية انشطرت ، وان الأنا الإنسانية تقف على طرف نقيض من الأنا الإلهية ، وتسعى الصوفية إلى تجاوز هذه الحدود وردم هذه الفجوة .
والبنية الدينامية والحيوية للزمن المطلق تكون أكثر فاعلية في النصوص العجائبية ، حيث يتموضع الزمن وسط أحداث فوق طبيعية ، فيصبح بعدا فاعلا يخضع للمسخ والتحول ، فهو في المحكي ألعجائبي عصب الحدث، وهو ما يتضح جليا في رواية " متاهة الإعراب في ناطحات السراب " لـ " مؤنس الرزاز " ، فالرواية تقدم للقارئ " الإنسان العربي"وهو يعيش حالة تخلف وضعف وخوف وتبعية للآخر وانعدام الثقة وخراب العلاقات الإنسانية،وغياب الوعي السياسي ومن خلال بطلها"حسنين"الممثل لنمط من الشخصيةالفصامية التي تعيش حالتين:حالة مسكونة بالغي الأسطوري ، وأخرى مؤمنة بالعقل وحرية التعبير ، الأولى ، ماضٍ يعيش في الحاضر ، والثانية ، معاصر محاط بالماضي ومسكون به .
وقد عبر حسنين عن انشطاره، وعجزه عن الفهم والتكيف، فعرف نفسه
قائلا (جواز سفري مزور ، وجهي قناع ، جسدي قميص ، لأني أنا الكامل اليأس ، الكامل النفي ، رأيت . لأني أنا كمال اليأس، كمال النفي... أعمى . لأني أنا كمال النقص ... الفجيعة المضحكة . ثلثان مني اجهلهما وثلثي الأزل الطويل كشعر جدتي. هيكلي في هيئتي، فرد بلا ثانٍ ، أما سلاحي فلا شيء يضاهي صوله يأسه. خصني القدر بنعمة التيه ، و حباني بالبطولة المفجعة ، أنا الرجل الذي رأى ولم يسمع لست مزواجاً ولا مطلاقاً وإنما استوحش من الدنيا وزهرتها ، واستأنس بالليل وظلمته ، وبعراء الزهد . ليس لي معين ولا عصبة إلا نفر من أهل الجوع ... فضننت بهم عن الموت وأغضيت) (23) يشير النص إلى أن الإنسان العربي مصادر الحرية تفكيراً وتعبيراً وفعلاً فهو محروم من ممارسة حقه الطبيعي في التساؤل عن مستقبله أو حياته التي يعيش أو تراثه الذي ينتمي إليه ، وعليه أن يكون مستقبلاً دائماً منفعلاً لا فاعلاً ، منفذاً للأمر . والبطل " حسنين " رمز للمثقف العاجز عن التكيف والتأقلم مع المحيط ، وكانت ردة فعله سلبية إذ يصاب بغيبوبة ، تنشطر  بعدها شخصيته ويستحيل إلى إنسان ثان يدعى" حسن الثاني " ويعيش في زمن آخر ، زمن ينفلت من المقاييس المألوفة ، ويقاس بالمسافة الروحية ، فليست هناك ضوابط ولا حدود .
ويستعيد من خلال هذا الزمن المطلق قصة "أهل الكهف" وقصة " النبي موسى والخضر عليهما السلام" بشخصيات أخرى يعيش معها وقائع لا معقولة ويرافق شهرزاد ويستمع لحكاياتها العجيبة فالرواية بأكملها مؤسسة على تجاور خطابات منتمية إلى عصور مختلفة "الماضي – الحاضر" كاشفة من خلال هذا التجاور عن حالة التناقض في الواقع العربي فقد جاور بين القرآن الكريم ، والليالي العربية في "ألف ليلة وليلة" حيث الأجواء العجائبية ، ممثلة في حكايات "حسن الثاني وطيف شهرزاد" والخطابات المتصلة بالواقع الذي يعيشه الإنسان المعاصر تحت فقرات عنوانها بـ "النهار" .
وفيما يتعلق بالقرآن الكريم يوصف "الرزاز" وعلى لسان "حسن الثاني" قصة "أهل الكهف" التي شكلت إيقاعا ثابتا حتى نهاية الرواية . وهي تحكي قصة فتية مؤمنين يحملون مبدأً ، تبين لهم الهدى في وسط ظلام كافر ، ولان سلطان مدينتهم كان جائرا وكافرا ، اضطروا إلى الفرار و لجأوا إلى الكهف حيث نشر الله عليهم رحمته ، وغطوا في نوم عميق لسنين طوال واستيقظوا ظانين أنهم لبثوا يوما أو بعض يوم ، ليدركوا بعدها أن الزمن غير الزمن وان السلطان الظالم الكافر زالت دولته وحل محله مؤمن عادل (24) .
وكذا كان حال بطل الرواية، مطارد بسبب مبادئه غير انه اختلف عنهم بأنه كلما خرج من الكهف وعاد، وخرج مرة أخرى ، يجدالظالم موجوداً في كل الأزمنة (25) .
وكذلك استلهمت الرواية قصة سيدنا موسى عليه السلام والعبد الصالح مضيئة مسألة مصادرة السؤال العربي وخنق حرية الكلمة والتعبير . إذ يقدم لنا النص الروائي "سيّـداً" ومجموعة من الرفاق ، يطلبون منه أن يفيض عليهم من عمله ويوقفهم على سر الحياة ، فيحذرهم "السيد" من عدم الصبر على سلوكه، ثم تتوالى مشاهد تخريب العمران وهدم المباني وحرق الأشجار والإبادة الجماعية والقتل المجاني وتدمير الموروث وتزييف التاريخ .
وعندما يحاول أي رفيق استنكار ما يبدو له قاهراً خارجاً عن المقبول الإنساني يكون مصيره القتل بيد رفاقه. إلى أن نصل إلى "حسن الثاني" الوجه الآخر للبطل ورفيق آخر ، يبديان الاستياء ويرفض كل منهما في النهاية قتل الآخر حينها يقوم السيد نفسه بقتلهما بالرصاص ( 26) .
وتكمن المفارقة بين القصتين في أن الاطلاع على علم الغيب في النص القرآني لم يعط صاحبه الحق في تصفية السائل ، فلم تتجاوز العقوبة الفراق (27) ، في حين تتم تصفية الباحث عن المعرفة وسر الحياة في النص الروائي ، وهذا السلوك هو المسؤول عن حالة التخلف والتمزق والضعف والخوف والتبعية للآخر ، وانعدام الثقة وخراب العلاقات الإنسانية وغياب الوعي السياسي .
ومن جانب الليالي فقد وظف "الرزاز" الفكرة الأساسية التي قامت عليها الليالي العربية ، وهي منع الملك "شهريار" من القتل،إذ نلاحظ أن الهدف الظاهر من حكايات "حسن الثاني" و "طيف شهرزاد" ، هو الحيلولة بين السارد المطارد "حسنين" والإقدام على الانتحار ، فظهور "حسن الثاني" الوجه الآخر لـ "حسنين" حال بين الراوي والانتحار (بغتة هبت زوبعة غبار ... أحسست بوجود حضور تجاهله.حضور طاغ لا يمكن تجاهله ... دنا الطيف مني خفيف الخطو كأنما يمشي في الهواء، قال: أنا حسن الثاني. كنت ذاهبا في غيبتي الكبرى ... ممعنا في الغياب، وها أنا أتجلى حاملا العلامة والإشارة... لا تصعق، اعتبرني اشبه بشهرزاد سأحكي لك كل ليلة حكاية عن حياتي لأحول دونك وقتل نفسك... أريدك أن تؤجل انتحارك حتى تنتهي حكاياتي كلها ) (28) .
وعندما تراءى للسارد انه يرى طيف شهرزاد يجدها تبرر له ظهورها:(اعلم يا عزيزي إنني شهرزاد حفيدة حسنين ذياب الآدم،جئتك كي أحررك من الرغبة في الموت بالحكاية ...) (29) ، فالهدف المباشر للحكاية أصلا في كلا النصين هو مواجهة القتل ، فشهرزاد في الليالي تحاول الاحتفاظ بحياتها عن طريق
الحكاية،إما في الرواية فهي تمنع البطل من الانتحار ، لأنها وجه آخر للبطل وصدى له ،تكمل ما كتب وتصوب مسيرته ورؤيته ، ووجودها تأكيد لإصراره على خلق العالم البديل كما تخيله في ما اسماه بمسودة "العمل". بعدها تتوالى الحكايات العجائبية التي تسردها "شهرزاد" ، أن خلق الأجواء العجائبية غير المألوفة في الراهن الروائي،يكشف عن دلالات وإيحاءات متعددة تصف الحالة الراهنة
اللامعقولة (خرج المعقول من اللامعقول ، وخرج اللامعقول من المعقول ... ويطلع من هذه العوالم العجيبة التي تحررت بغتة، أصوات وألوان ووجوه وروائح نعرفها ونجهلها. وتخرج منها صور كل شيء ، لا يدركه الوعي ، وهو يدرك الوعي لان الوعي نائم ، لأنه يشخر . لان الحارس أغفى وراح يحلم، تسللت الأحلام وهربت) (30) فتكون بذلك وسيلة كشف وفضح مغلفة في كثير من المقاطع بالسخرية المرة. ونلاحظ مثل هذه الأجواء الخرافية عند ولادة أبناء "ذياب الآدم" الأربعة (ثم انبثق الجن والسحرة والمشعوذين والشياطين فتمتموا فوق رؤوس أبناء آدم ومسحوا على جباههم ثم اختفوا . وبزغ أولياء وأصحاب كرامات وأسياد مباركون فغمغموا ومسحوا بأيديهم على رؤوس ابنا الحسنين) (31) ، ومن الواضح أن النص يضع القارئ أمام مقابلة بين حاضر عربي متخلف، وواقع غربي متقدم ، بأسلوب السخرية التي تتكرر في مواضع كثيرة منها : "آدم" وهو يشبه مذياعا عثر عليه مع ألماني جريح ، حين هاجم الأعراب الخط الحديدي ، بصندوق عجيب يشبه قمقما حجز فيه الجن حورية باهرة ويلح "آدم" على ملاحقة الحورية في المذياع ويحطمه ويتفجع بعد ذلك على مصير حوريته التي أحب (32) وكذلك حكاية شهرزاد عن النهج الذي ينهجه الحكام في "صحراء السراب" إذ غالبا ما يخرج حاكم على آخر متهماً إياه بالخيانة ، وبأنه مسؤول عن الفساد والفوضى ، ويعد هذا الحاكم بأنه سيجري انتخابات ويسمح بتشكيل الأحزاب ، ولكننا نراه يسلك مسلك الأول ، وسرعان ما يدرك القارئ بان الحاكم ألعوبة بيد الغرب ، وانه يستعين بالأجنبي للوصول إلى الحكم . ويدعي بأنه لديه انجازات ضخمة فلديه صاروخ اسمه " القاهر" (فعال مدمر وآخر "الظافر" الذي اثبت فعاليته في معارك أشقائنا العرب مع عدوهم الصهيوني ، ولدينا "القاصر" وهو أكثر تطورا من القاهر،ولدينا أيضا معاهدة دفاع مشترك مع صديقتنا الولايات المتحدة ...) (33) ، فحكايات "شهرزاد وحسن الثاني" الخرافية تعكس واقعاً مهزوماً مفعماً بالتخلف و الضعف، وتتخذ وسيلة للتعرية والكشف ، ففي إشارة إلى هيمنة الأجنبي ممثلا ( بالبريجادير فرانسوا لورنس) على العربي (بيان) لذلك، إذ يصدر الكهرباء ومكبرات الصوت لتستغل من المتنفذ العربي وسيلة للضغط على الجماهير وإجبارها على الإيمان بما يدعيه .
 
 
 
فالغرب يستغل الجهل لترسيخ الإيمان بالخرافة معمقا حالة من التخلف والجمود والعقم الحضاري، فعندما تسلط الأضواء على "ذياب" ويرتفع صوته عبر مكبرات الصوت إلى عنان السماء ينظر إليه كأنه ولي، والمخلص المنتظر ، وتشير الحادثة زيادة على ذلك إلى أن الناس يعيشون حالة من الفقر والجوع والمرض، وهذه الحالة جعلت الإنسان العربي كائنا يائسا مسكونا بأحلام انتظار المخلص ، وقد جعلته هذه الحالة يؤمن بأسطورة الإنقاذ من الخارج الذي لا ينبثق عن إرادة هذا الإنسان . والنص بذلك يكشف عن عجز الإنسان العربي عن إدراك ذاته واكتشاف الطاقات الكامنة فيه، والركون بدلا من ذلك إلى الإيمان بالمعجزات (34).
وعلى خط الواقع يرافق القارئ "حسنين" وهو يستقبل بدهشة ونكران من كل أصدقائه وزوجته ، أما من رضي بالتعامل معه وهم "أم سليمان" وابنتها "بلقيس" فكان هذا التعامل مبنيا على أساس انه شبح .
أن الروائي استغل إمكانيات الزمن المطلق في عقد هذا التجاور بين العقلاني والغيبي ، الذي يشكل جزءاً من جدلية اللقاء الحضاري بين الغرب والعرب ، في شخصية منشدة إلى الأنا ، والتراث في حلمها وكوابيسها ، والى الآخر المعاصر في نهاراتها ويقظتها .
الزمن المطلق وأثره في المتلقي:
ولما كان الزمن أكثر المؤثرات التصاقا بحياة الإنسان اليومية، ذلك لأنه (يدخل في نسيج الحياة الإنسانية... ولا يحصل إلا ضمن نطاق عالم الخبرة... أو ضمن نطاق حياة إنسانية تعتبر حصيلة هذه    الخبرات) (35)، لذا كان الزمن في الروايتين السابقتين مطلقا لأنه يسير وفق متغيرات، لا حقائق ثابتة. وهي نفسها المتغيرات التي قطعت زمن "بيكاس" بطل رواية " فقهاء الظلام" لـ "سليم بركات" عن دورة الزمن المعروفة ، وجعلته يولد ويصبح في الثلاثين ويتزوج ويبلغ الاربعين  في يوم واحد . و جعلت الأزمة كلها أمامه زمنا واحدا ، فتنكشف أمامه وقائع الماضي "قبل ولادته" والحاضر والمستقبل هذه البنية الزمنية الحرة والمعقدة في آن ، تحتاج من القارئ إلى الكثير من السعي والدأب حتى يعيد تشكيلها فهي تثير باستمرار وجهات نظر متغيرة لدى القارئ ، ومن خلال هذه الوجهات يبدأ اللاتماثل في فسح الطريق لبلوغ الأرضية المشتركة لوضعية ما . ولكنه من خلال تعقيد البنية النصية ، يصعب على هذه الوضعية أن تكون مشكلة بصورة نهائية من طرف إسقاطات القارئ ، وعلى العكس من ذلك فان تلك الوضعية يعاد تشكيلها باستمرار مثلما يعاد تعديل الإسقاطات نفسها بوساطة لاحقاتها . وفي عملية التصحيح المتواصل هذه ينشا إطار مرجعي للوضعية المقصودة، وهذا الإطار يكون شكلاً محدداً وليس نهائياً (36).
علينا تأمل النصوص الروائية السابقة وتجاوز سطحها اللغوي ، للوصول إلى ما ورائه ، فعلى الرغم من أن الوحدات السردية المنتقاة متضمنة في النص فإنها لا تستوفي وظيفتها إلا إذا كان لها تأثير على القارئ، (فالنص هو – في آن واحد – تجسد لغوي لكائن ، وانفتاح خارج اللغة على كينونة في الغياب .أي انه هو بذاته علاقة جدلية بين الحضور والغياب ، لا في كليته وحسب بل على مستوى مكوناته اللغوية أيضا)(37) ، فكل بنية قابلة للتمييز في التخيل لها غالبا هذان الوجهان : الوجه اللفظي والوجه ألتأثيري ، يوجه المظهر اللفظي رد فعل ويمنعه من أن يكون اعتباطياً ، بينما يكون المظهر ألتأثيري استيفاء لذلك الشيء الذي قد تمت بنيته بوساطة لغة النص،ومن ثم ، فأي وصف للتفاعل بين المظهرين يجب أن يجسد في الآن ذاته بنية التأثيرات "النص"، وبنية التجاوب "القارئ" إذن ، معنى النص الأدبي ليس كينونة قابلة للتعرف ، بل هو حدث دينامي (38) . ومما يساعد التقنيات الزمنية ما يملكه السرد الذاتي والموضوعي وأنماط الراوي في إعطاء مرونة وحرية للتنقل بين الأزمنة وذهن المتلقي.
 
هوامش البحث
1-      مفهوم الزمن ودلالاته في الرواية العربية المعاصرة:17
2-      ينظر دليل الدراسات الاسلوبية د. جوزيف ميشال شريم والزمان الوجودي، عبد الرحمن بدوي:3-4
3-      مفهوم الزمن ودلالاته في الرواية العربية المعاصرة:17
4-      ينظر الزمان الوجودي: 206
5-      الزمن والرواية ، جدلية الماضي والحاضر عند جمال الغيظاني :137
6-      ينظر جمال الغيظاني والتراث، دراسة في اعماله الروائية :3
7-      ينظر شعرية الرواية الفانتاستيكية:36
8-      الزمن الروائي :112
9-      كتاب التجليات ،السفر الاول :179
10-    م .ن:63
11-    م.ن : 209
12-    كتاب التجليات ، السفر الثاني:706
13-    م.ن:11
14-    ينظر الزمن الروائي:119
15-    فلسفة التأويل، دراسة في تأويل القرآن عند محي الدين بن عربي:90-91
16-    م.ن:158
17-    كتاب التجليات،السفر الاول:69
18-    م.ن:90
19-    م.ن:129
20-    م.ن:182
21-    ينظر الزمن الروائي :186-187
22-    في الشعرية:102
23-    متاهة الاعراب في ناطحات السحاب:52
24-    ينظر :في ضلال القرآن:15/374 – 377
25-    ينظر الرواية: 32 ، 33 ، 43 - 48
26-    ينظر الرواية :101 – 109
27-    ينظر قصص الانبياء : 396 – 403
28-    الرواية: 39 – 40
29-    م . ن : 280
30-    م . ن : 100
31-    ينظر الرواية : 307
32-    ينظر الرواية : 206 – 208 وكذلك حكاية الغاز  الذي ينقل الناس الى فردوس خرافي ذات ثمر من الياقوت بمجرد استنشاقه الرواية : 314
33-    الرواية :338
34-    ينظر الرواية :297 ومن الحوادث الفانتازية الاخرى التي ترويها شهرزاد وتشير الى اساليب الغرب في السيطرة على العرب، استغلال الفرنسيين والامريكيين لموارد " البحيرة العجيبة " في دولة السراب بعد ان حكموا قبضتهم على البلاد، في تصنيع مواد غذائية وصناعية لا يستهلكها الا سكان هذه الدولة ودول العالم الثالث ولكن هذه المصنوعات غريبة فالغذاء لا يشبع والاحذية لا تقي الاقدام حرَ الرمال والاجهزة الكهربائية خادعة ووهمية واصيب السكان بالعجز الجنسي:305 – 315
هبوط الجنرال " كريستوفر " بطائرته على ارض العرب وانحيازهم الى " ذيب الثاني " بهدف اثارة الفتن والانقسام والقتال بين صفوف الذئاب وهذا ما حصل فعلاً:311 – 316
وكذلك دور الاعلام في تشويه الحقائق:314 – 315
35- الزمن في الادب : 10
36- ينظر : شروح ديوان المتنبي ، دراسة نقدية في ضوء نظرية القراءة :4 – 42 ، 79 – 84
37- في الشعرية : 19
38- السمياء والتأويل : 62 ، 74
39- ينظر فعل القراءة ، نظرية جمالية التجاوب في الادب : 15
مصادر البحث  ومراجعه :-
مفهوم الزمن ودلالاته في الرواية العربية المعاصرة،عبد الصمد زايد،الدار العربية للكتاب ، د. ط ، 1988  .
دليل الدراسات الأسلوبية،د.جوزيف ميشال شريم،المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع – بيروت ، ط1 ، 1984 : 31 ، والزمان الوجودي،عبد الرحمن بدوي ، دار الثقافة – بيروت – لبنان ، ط3 ، 1973 .
الزمن والرواية،جدلية الماضي والحاضر عند جمال ألغيطاني،عبد السلام الككلي،مكتبة مدبولي – القاهرة ، 1992 : 137 .
جمال ألغيطاني والتراث ، دراسة في أعماله الروائية ، مأمون عبد القادر ألعمادي ، مكتبة مدبولي – القاهرة ، وينظر الزمان الوجودي  .
شعرية الرواية الفانتاستيكية ، شعيب حليفي ، المجلس الأعلى للثقافة – لوتس للطباعة والنشر ، 1997 .
كتاب التجليات، دار المستقبل العربي – بيروت ، ط1 ، 1983 ، السفر الأول  .
كتاب التجليات، دار المستقبل – بيروت ، ط1 ، 1985 ، السفر الثاني .
فلسفة االتأويل.دراسة في تأويل القرآن عند محي الدين بن عربي،نصر حامد أبو زيد –دار الوحدة- بيروت، ط1 .
في الشعرية، كمال أبو ديب ، مؤسسة الأبحاث العربية – بيروت ، 1971 .
متاهة الأعراب في ناطحات السحاب ، مؤنس الرزاز ، المؤسسة العربية للدراسات والنشر – بيروت 1986 .
في ظلال القرآن، سيد قطب ، دار إحياء التراث العربي – بيروت ، ط7 ، 1971 :
قصص الأنبياء، للإمام لبي الفداء إسماعيل بن كثير، مكتبة النهضة – بغداد ط2، 1986
الزمن في الأدب،هانز ميرهوف ، ترجمة اسعد رزوق ، مؤسسة سجل العرب ، القاهرة ، 1972
السيمياء والتأويل،روبرت شولز،ترجمة: سعيد الغانمي ، دار الفارس للنشر والتوزيع – عمان ، ط 1 ، 1944
فعل القراءة ، نظرية جمالية التجاوب في الأدب، ولفغانج آيزر، ترجمة : حميد الحمداني ، مطبعة النجاح الجديدة – المغرب .(د.ت)                                  

ليست هناك تعليقات

يمكنك التعليق هنا

يتم التشغيل بواسطة Blogger.