مساحة اعلانية

مجلة الكترونية دولية مستقلة تعنى بشؤون الفكر والثقافة والأدب والفنون ..

دمعة على خدّ الحلم - جميلة مزرعاني - لبنان / الجنوب

 

 
كعادته يختتم مهرجان انبلاجه يبثّ روح التبريكات، فجرٌ فضّيّ وضّاء يطبطب خاطر بتلة تتكحّل بشعاع شمس خجول
فسيلة صغيرة غمرها تراب نديّ تحت نافذة غرفتي غرستْها يداي ذات حلم أزهر، شغلتني أصرف وقت التأمّل يرعاها بصرى كي تبصر النّور أحدجها بنظرات الحنوّ خشية ريح عاتية تنال من ساقها الغضّ يصونها عشق قلبي للورود
عاشقة ورد منذ نعومة الظّفر ، أهطلُ عليها عنايتي بغزارة الشغف وأنا أراها تكبر تحت ناظري مناي يحين قطافها أزرع ضحكتي ساقية تروي ظمأها ،أدلّلها وراء كلّ هاتف يتراقص معه قلبي وتشرد أحلامي الورديّة إلى دنيا الحبور  تأخذني أردّد للعندليب أغنية قيد شفاهي على الدوام :" وفضلت مستنّي بآمالي ومالي البيت بالورد بالشّوق بالحبّ بالأماني يا حبيبي" .وتوالت الأيّام تبرعمت إثرها بتلتي على ساق منتصب كالرّمح تطاول حدود شبّاكي إلى أن جاء يوم يضرب لي العشق موعدًا لم يسبق له سابقة جعله يؤجّج جمار  قلبي للهفة اللقاء المنتظر.قطفتُ وردتي وسرت أمشي على نبضات الحلم تحتضن أناملي الجوريّة حتّى أصبحتُ في مرمى فارس الأحلام تراءى لي يهبط عن حصانه الأبيض فارتعدت فرائص الهوى وشردت خلجاتي في أفق ما يتمنّاه قلبي.شدّ ما لفتني نظرات شاحبة وارتباك ظاهر في معالم الوجه جعل اللقاء باردًا وقد فقدتْ لغة العيون فقه حديث الحبّ إثر صمت مهيب جعلني أقدّم وردتي لأكسر حاجز الجليد والحياء تناولها مبديًا إعجابه برائحتها الزكيّة ثمّ أسرع يعيدها إليّ يطأطئ رأسه يغضّ عنّي طرفه وكلمات تتلعثم على شفاه الهوى.ثمّ أردف قائلًا:  منّي إليك ضعيها في صندوق الذّكريات عربون لقائنا الأوّل والأخير .هناك على بعد أمتار من المكان قطار يزعق متأهّبا للإنطلاق وذا جواز السّفر يتململ في جيب الرّحيل .
تساقطت كلماته على جسد وردتي كالقنابل كمن يشعل النّار في الهشيم ودمعة تجمّدت على خدّ الحلم.
 
ريحانة العرب

ليست هناك تعليقات

يمكنك التعليق هنا

يتم التشغيل بواسطة Blogger.