فهد الصكر : فنان يشتغل على المعالم البغدادية - زهراء كاظم

 

يرسم البيئة القديمة و التراثية ويؤرشف ما هو آيل للسقوط تراثيا ، اي الشناشيل و الابواب و الشبابيك و الحارات و الازقة و موضوعات اخرى و هي تمثل مشاهداته لمعالم مدينة بغداد القديمة و كل ما يتعلق بالتراث البغدادي الجميل و الاصيل و لديه اشتغالات اخرى في مجال فن الرسم ايضا .
فنان جعل من المادة الخام النحاسية و الالوان مادة تنطق بين يديه و هي تنبض بالحياة و الجمال ، من خلال تجربة مميزة و منفردة ، فهو من خلالها يطوع مادة النحاس بمطرقته و ادواته الاخرى و يجعل منها اشكالا تمثل تعبيرا عن الذات و المشاعر و الحنين و الانفعالات و البحث عن كل ماهو يمثل حالة من الابتكار و التجديد ، فنان لا يميل الى التعقيد بل اعماله واضحة و مشبعة بالحس الانساني و العمق الفكري و البعد الجمالي .
 فاللوحة عند الفنان الصكر تمثل مشاعر و حالة و جدانية و روحية و حيوية و بصرية و فق رؤية جمالية للتراث و المراة و المجتمع بصورة عامة ، أضافة الى ادخال الحرف العربي في كثير من اعماله لما يمثله من قيم جمالية و شكل هندسي مرن و له معاني و دلالات متنوعة.
ان اختيارات و موضوعات الفنان الصكر لم تكن وليدة الصدفة بل هي بحث و دراية و تامل جسدها في رؤية فكرية و روحية و فلسفية و انسانية... وهي وسيلة و لغة من خلالها يخاطب الجمهور و يجعلنا نحس بقيمة الاشياء ، عبر اللون و المؤثرات البصرية و الحسية. ان العمل على مادة النحاس تحتاج الى مهارة و دقة من خلال تطويع المادة النحاسية و هي مادة من اصعب الخامات لانها تحتاج الى الصبر و القوة و الى المهارة و الدقة كما اسلفت سابقا و تبدأ من أختيار القطعة و طرقها و مرحلة الحفر و النقش ثم مرحلة الطلاء و التلوين.
فنان استلهم من الامكنة البغدادية القديمة و من ابيات الشعر و الآيات القرانية و موضوعات اخرى ، مادة اساسية في اعماله. و هو لا يترك اي فراغات هامشية في اللوحة بل المشهد لديه عبارة عن كتل هندسية دقيقة و توزيع دقيق للأشكال و الخطوط و الالوان
 . ان تجربة الفنان التشكيلي فهد الصكر ساهمت في إثراء الحركة التشكيلية العراقية و بصمة مميزة في هذا المجال الفني .