ذكريات منفى - عبدالرحمن يوسف - السودان
ها قد بدأ المطر ..و انتشر عطرك في رئتي ..
تحملني نوبات الحنين إلى الغرق في فنجان قهوة ..
أكتب رسائلي إليك بماء المطر على زجاج النافذة التي أجلس على حافتها .. و أراقب الطريق علّهُ يأتي بك ..
أتأمل السحب المتراكمة .. تغرب شمس بداخلي ..
تظلم دنياي في الشوق إليك .. تتردد خطاك في أذني و تخفت شيئاً فشيئا ..
رحيلك لا يكف عن إيلامي ..
حقيبتك الزرقاء و هي تصدر صوتاً مميزاً تخفيه أبواق السيارة .. سيارتك البيضاء .. و رحيلك الأسود ...
رسائل الهاتف القصيرة.. صورك الجامدة .. ضحكتك في البال .. لا شيء يطفيء نيران الشوق ..
صوتك الآتي من بعيد .. صفيرك بتلك الأغنية .. رقصة المفاتيح في يديك قبل أن ترمي بها على الطاولة ..
الرياح تطرق النافذة .. ارتطم بالواقع .. المنزل الذي يخلو منك .. كوب قهوتك الخالي المهمل ..
تهرب دمعة و تتدحرج على خدي و هذه المرة لا تلتقطها أصابعك .. يتعالى الرعد و يتمادى نشيجي ..
يطرق الباب فجأة ..أتجاهله .. لا أركض نحوه بلهفة .. لأني أعلم أن كل القادمين ليسوا أنت ..
و أن السفر قد أخذك للأبد ..
أضف تعليق