مساحة اعلانية

مجلة الكترونية دولية مستقلة تعنى بشؤون الفكر والثقافة والأدب والفنون ..

الآخرون هم الجحيم* : اسامة غانم - قراءة في رواية " الحيوان وأنا "

 
 

 
 
      اصدرت دار تموز كتاب مترجم لـ جاك دريدا اسمه  " الحيوان الذي انا عليه " عام 2020م ، على شكل مختارات و مناقشات من منطلق فلسفي – اخلاقي ، الغرض من ذلك يواجه به نفسه ، بمقدار ما يواجه نفسه : كيف يكون الحيوان الذي هو عليه ؟! أي حيوان يكون عليه ، وما الذي يثيره في كتاب " حيوانه " ؟ أنها متوالية هندسية حيث السؤال المهم يكون عن طبيعة علاقات الإنسان بالحيوان ، اذا يصبح الحيوان هنا درجة قياس للإنسان نفسه في مواجهة نفسه ومواجهة الآخر ومواجهة العالم ، وبالذات عندما تصبح تلك المواجهة : ادانة ، علامة ، نقطة سوداء ، نتيجة تدخلات مضاعفة من مستوى آخر : أخلاقي ، أو سياسي ، أو ديني . لممارسة فعل لا إنساني لا اخلاقي ، أي ستكون بطرف خفي مقارنة بين الإنسان والحيوان وايهما يمارس الشر ،وايهما يسفك الدماء ، وان ما يحتويه الكتاب من نقاشات ، توسّع نطاق معرفتنا ورؤيتنا لأنفسنا ، والعمل على ترسيخ رؤية مغايرة تماماً للحيوان .
     وفي نصّ رواية " الحيوان وأنا "1 لـ امجد توفيق ، يأتي معنى الخطاب الروائي مغايراً عما يقوله الخطاب الروائي حرفياً ، نتيجة الازاحة والمجاز ، بحيث هنالك بشر لا يرتقي ان يصبح مجرد حيوان ، بل حتى المقارنة بينهما غير ممكنة أو مستحيلة ، هذا كله يؤدي بالقاريء الى الالتباس في رسم الحدود بين العقل والجنون ، والجميل والقبيح ، والمقبول والمرفوض ؟ ورغم أن الرواية قد استمدت الشيء الكثير من الواقع ، الا أن هذا الواقع لا يصبح مفهوم وواضح الا بالاستعانة بالتأويل ، لأن أي فصل بين القراءة والتأويل ، يلغي خصوصية الترابط المستند على المفاهيم بينهما ، فلا فائدة من قراءة لا تستطيع من إنتاج معنى ، ولا وجود لمعنى ما لم يسبقه قراءة "صحيحة " ، ومن خلال النص وقرأته يتحقق المعنى ، أي ان هذه العملية تخضع لمعطيات القراءة الذاتية التي تعتمد على تحويل المنظومة الثقافية الى منظومة تأويلية ، أي سلطة المنظومة الثقافية السائدة المسيطرة في المجتمع التي هي السياسية – الدينية ، التي تتغذى على الامية والجهل والخرافة وتغيب العقل تماماً ، التي ارادوا تعزيزها وتكريسها لنشر الروح الطائفية والمذهبية والاثنية والقومية ، أي العمل بهوس على الغاء الآخر .
   تبدأ رواية " الحيوان وأنا " بمقطع سردي – ذاتي مكثف بـ " أنا " السارد أو الراوي أو البطل ، وهذه الأنا يركز عليها السارد بشدة كما يظهر المقطع المقتبس ، مكررة كلمة " أنا "ثلاث مرات في كلتا الحالتين المباشرة / الظاهرة وغير المباشرة / المختفية : " لا أستطيع أن أنكر أن الفكرة التي تتحدث عن العمر وتختصره بمدى إساس الشخص به ، لاقت تعاطفاً من قبلي ، أنا الرجل الذي يصارع العقد السابع من عمره ، وأنا الأرمل الذي فقد شريكة حياته قبل ثلاث سنوات ، وأنا من ترك بيته في المدينة ولجأ الى مزرعة ، حيث أعيش حياتي بهدوء وتأمل –ص 12" . ومن خلال هذا الطرح يتشكل سؤال اشكالي ، هل ضمير المتكلم في السرد الروائي يستطيع تحقيق المتعة القرائية عند قارىء النص أم سيكون سيرة ذاتية للمؤلف ؟ اقول مادام عنصر المتخيل موجود في السرد ليس من الممكن أن يتحول هذا السرد الى سيرة ذاتية ، بمعنى آخر مادامت المخيلة في السرد لا يمكن ابداً ان تصبح على شكل : مذكرات أو يوميات أو سيرة ذاتية ، وهذه الرواية " الحيوان وأنا " أمامنا شاهد .
    وعلى ضوء ذلك يقول الروائي إبراهيم المكرمي " نرى أن حكايات عربية راسخة في الوجدان العربي كألف ليلة وليلة واحدة من محفزات التكلّم ليس بضمير المتكلم وحده فحسب ولكن باعتباره اشمل الضمائر وأقدرها على قوة الجذب والتأثير ومن هنا صار لهذا الضمير قدرته على التأثير البالغ في القارئ والملتقي. عندما يعجبك نص روائي ما فإنك سرعان ما تنجذب للبحث عن خلفيات كاتبه/ مؤلفه الحياتية وعلى الغالب فأنك قد تبني علاقة ما بين عمله الروائي وتجربته الحياتية ونسقه التاريخي طامحًا من خلال هذا البناء في تحصيل أكبر كمٍ من الدلائل والقرائن التي قد توصلك في النهاية إلى فحص البطل المتكلم ثم الفصل بين هوية أيهما يكون هذا المتكلم: الكاتب أم بطله"2. أو تداخل الصوتين للكاتب والبطل في صوت واحد .
     قد يتعجب قارىء الرواية من اصرار السارد / الراوي على " وصف نفسه بالحيوان – ص 35" ، أو عبارة " ما أنا سوى حمار – ص 48" ومن حق القراء أن يتسألوا لماذا هذا الاصرار المخيف العنيد على ان يطلق الراوي على نفسه حيوان ، معتبرا نفسه حيوانا كبقية حيوانات المزرعة ؟ لماذا ؟! رغم أنه لا يعتبر وصفه لنفسه بالحيوان إهانة ، لا مطلقا ،وهو الذي معروف عنه أنه لا يستطيع ان يتخلى عن ذاكرته ، بسبب أنه غير قادر على صناعة ذكريات جديدة :
-فجأة ، أحسست أنني تجاهلت حيوانا آخر يعيش معي ، حيوانا يعاني بصمت عندما يجرجر خطواته ، هذا الحيوان هو أنا - ص 12.
- يمكن ان يكون إحساسي بأنني اثنان عجوز وشاب – ص 13.
- عدت الى بيت المزرعة ، واتجهت الى المطبخ لأعد فطورا كريما لحيواني العجوز – ص 13.
- اكتشفت مؤخرا انني حيوان – ص 18.
- أنا الحيوان دانيال علي موسى – ص 90 .
هذا الصراع بين الواقع المادي/الجسد وبين الفكر/ الشعور تمخض عنه عدم الاستقرار النفسي ، وليس ذلك فحسب ، فلقد غادر المدينة لكي يقيم في مزرعة مع اصدقائه الحيوانات الخرساء ، بحيث اعتبر اللغة حاضنة للكذب والرياء والنفاق ، لذا استغنى عنها تقريبا ، بالعمل على تحجيمها . وعلى ضوء ذلك ، هو يتسأل : هل أنا هارب ؟ أم معتكف ؟ .
  تتميز شخصية البطل " دانيال علي موسى " في رواية " الحيوان وأنا " بالتناقض الحاد في ذات البطل وهذا ما كان في شخصيته رغم وجود الكثير من الصفات الجيدة ، وفي تبريره لهذا التناقض يقول أن " التناقض الذي احمله ، فبين ان اكون رجلا عجوزا يشهد خيانات الجسد ، وبين أن أشعر في الوقت ذاته اني فتي وأستطيع ان اساعد العجوز الذي يحمل اسمي وشكلي ، هذا التناقض في ظاهره يفسر احساساتي بالحياة وما أشهده من مواقف ما يترك بصمة عميقة في تشكيل شخصيتي – ص 113" .
والرواية بشكل عام مليئة بالمحكيات السردية ، منها على سبيل المثال ، ما نشاهده في محكي صديقه ابا رامي وبنته موج ، الذي هو نتيجة لتأثير مضاعفات الاحتلال الامريكي للعراق ، منها نشوء المليشيات وانفلات السلاح ، مما تسبب ذلك في هروب جماعي خارج البلد ، والموت المجاني على الهوية ، والاحتلال المضاعف ، لذا فإن فهم النص أو تأويله يعتمد على إدراك العالم الذي يحيل اليه النص. فالنص هو الذي يحقق المعنى من خلال قوانينه وتقاليده ، فإن القراءة التأويلية ، تقتحم عالم النص ، بقصد تفسيره وتأويله ، تأويلاً يتماشى مع شمولية القراءة التي يشكلها واقع النص 3.
فالروائي ومن خلال ما يجري في العراق ، يربط ذلك بمشهد حرب الخليج الاولى ، التي كانت خارج الحدود بين مقاتل عراقي ومقاتل ايراني ، مقذوفين في حرب لا تخصهما لا من قريب ولا من بعيد ، حرب تثرم الاخضر واليابس ، مندفعة من اتون الموت لتسحق إنسانية الإنسان ، محبوكة من قبل المصالح الدولية الكبرى ، يلتقي الجندي الايراني به ذات يوم في احدى مقاهي لندن بعد ان يعرفه بنفسه :
كان يوما ينتمي الى الجحيم ، وينتمي الى انكار مطلق لقيمة الإنسان ...التعب والاعياء والجوع فعلت فعلها فكانت البنادق تتساقط من الأيدي والأكتاف ، فالجميع يعيشون حالة من قهر جعلتهم يفقدون مرة واحدة أي إحساس بالتفرقة بين الصديق والعدو بين من يحارب معهم أو ضدهم .. هكذا وجدت نفسي الى جانب مقاتل ايراني رمى بندقيته وسار الى جانبي ، وبعد خطوات انزلت بندقيتي من كتفي ، ولم أبذل أي جهد لاسترجاعها ، تركتها تسقط فقد كان الإعياء أكبر من قدرتي على اتخاذ أي قرار .. أننا كنا نمشي جنبا الى جنب في ارض محترقة نبحث عن ماء وملاذ ونهاية – ص 63.
    أما الآن ، فقد تحول البلد الى كانتونات ، يحكمها امراء حرب ، ومليشيات لا حصر لها ولا حساب لها ، بالدقائق تتناسل وباللحظات تفقس الخراب ، بلد لا احد يعرف الى اين يسير :
ها هو الوضع العام يضغط عليّ من جديد ، فالبلد الذي يحاول التشكل في ظروف احتلال ، وعدم توازن للقوى ، والأطماع ، لا بد أن يعاني في أمنه واقتصاده ومستقبل ابنائه ، سلاح سائب ، وارتباطات مشبوهة ، ومصالح تقوم على ضرب أي نوع من أنواع الشرعية ، كل ذلك يقود الى حقيقة واحدة هي ان حياتك هي مسؤوليتك الشخصية وعليك ان تدافع عنها أو ترحل . رحل الكثيرون ، فالرحيل ان هو الا اضطرار – ص 84.
هل عرف القارىء الآن ، لماذا الراوي اطلق على نفسه " حيوان " ؟ .
     وهنا نقول أن البطل عند امجد توفيق له كلمته الشخصية " ذات القيمة الدلالية الكاملة . ولهذا السبب فان الكلمة التي ينطق بها البطل لا تستنفد هنا ابداً بواسطة الاوصاف الاعتيادية والوظائف ذات الدوافع العملية والحياتية ، الا انها لا تعتبر في الوقت نفسه تعبيراً عن الموقف الايديولوجي الخاص بالمؤلف . إن وعي البطل يقدم هنا بوصفه وعيا غيرياً . وعيا آخر ، الا أنه في الوقت نفسه غير محدد ،  ولا يجري التستر عليه ، كذلك فانه لا يصبح مجرد موضوع بسيط لوعي المؤلف " 4.
    لقد اراد " دانيال علي موسى " ان يبتعد عن مشاكل المدينة بالاعتكاف في مزرعته البعيدة ، ولكنه لم يستطيع التخلص من مشاكلها ، عندما اقتحمت خلوته مشكلة صديقه ابو موج في دفع مبلغ كبير من المال او يخطفوا ابنته ، مما حد بهم تسفيرها الى الخارج . " ها هي المدينة تلاحقني ، أنا الهارب منها ، الباحث عن صفاء روحي ، المتشبث بالأرض ، المحب للحياة وكائناتها المختلفة ، لا فائدة ، فالفساد كحشرة الأرضة ينخر القلب والروح – ص 29 " .
   وتبين لنا ، أننا كلما تعمقنا في القراءة ، كلما تبين لنا  " دانيال علي موسى " حكاء بامتياز ، وان كل هذه الحكايات قد جرت وقائعها بالحاضر ، للفترة المحصورة منذ الاحتلال الامريكي ، أي هذه الحقبة وما يجري فيها ، والمتن الحكائي قد تم الاشتغال على المتخيل السردي ، بضمير المتكلم الذي هو السارد – البطل . مجموعة حكايات متداخلة ، متراصة ، متسلسلة ، خاضعة لسلطة زمانية " آنية " متشظية في اتجاهات متعددة ولكنها سائرة في طريق الحاضر المتلاحق : حكاية دانيال علي موسى ، حكاية الحصان الاسود بالكامل الذي اطلق عليه اسم " ظلام " ، حكاية موج وابيها ابو رامي ، حكاية ذكرى واخيها وزوجته ، والكثير من الحكايات الصغيرة : نبيل – رامي – اصدقاء دانيال الاربعة : الروائي نور الدين – العسكري المتقاعد حامد – التاجر مرتضى – وابو رامي الخمسيني صاحب المحلات الكبيرة ، ومحكيات الكلب ليل الوفي والقطط والدجاج ،والاشجار والزهور ، متوحدة بصوفية فكرية – روحية ملتصقة بكينونة دانيال ، وهي حكايات مترابطة ومنفصلة ، في ذات الوقت ، وهذا ما يجعلها تظهر كأنها حكاية واحدة ، بالإضافة الى الحوارات المتناثرة داخل المتن السردي ، التي تأتي مرة،  لتعزيز فكرة للسارد ، مثل هذا الحوار الذي يجري ما بين ذكرى الارملة والتي جاءت لتعيش في مزرعة دانيال كمدبرة منزل وذلك حرصا على اكمال اخيها دراسته في لندن ، وعدم دفع ايجار البيت ، وعلى اثر ذلك تنشأ علاقة جنسية بينهما ، ليكون هذا الحوار نتيجة ذلك  :
-اقصد ان الانتقام من اخيك وزوجته محض كذبة لتسويغ فعل ساقط ، فالانتقام في الحالة هذه موجه ضدك وليس ضد أحد ، أما الرغبة في التمتع أو الحصول على المال فأمر مفهوم منذ أول عاهرة في التاريخ .
- ومن هي أول عاهرة ؟
- لا أعرفها ، لكن يقال إن الدعارة اقدم مهنة في التاريخ .
- هل تظن أنني اردت أن أكون عاهرة ؟
- لا ، النساء لا يولدن عاهرات ، ولكن هناك دائما المرة الأولى ثم يتم الانهيار .
- متى تكون المرأة عاهرة ؟ - ص 106.
أو تكون وجهة نظر في مسالة ما في الحياة ، فلسفية أو اخلاقية أو سياسية ، عملية تتم في داخل ذهنه :
ولأني مهموم بالحياة نفسها ، باحث عن معنى اضافي ، مدرك لرعب أخطر فكرة في العالم هي فكرة الموت ، فإني افتش عن سلام مع النفس أولا ، سلام لا يتحقق الا اذا كنت حيواناً – ص 114 .
     جاء اختيار أسم الشخصية الرئيسة " دانيال علي موسى " وأسم الحصان " ظلام " وأسم الكلب " ليل "  بقصدية ، لها دلالاتها المشفرة المضمرة ، المرتبطة بوقائع تحدث او قد حدثت ، نعم هي أسماء ، ولكن تهدف الى معنى آخر ، يعمل هذا المعنى على تحفيز قصد القارىء القرائي في اكتشاف معنى المؤلف الكتابي .  " إن العلاقة القائمة بين المؤلف والنص في عرض المعنى وبين المؤول والنص في البحث عن المعنى ، تكون من خلال الرؤية التأويلية المبنية عن طريق الاستيعاب والفهم ، أي فهم المعنى من خلال العلاقة الجدلية التي تنشأ حالما تبدأ القراءة من قبل المؤول للنص ، لأن المعنى ليس شيئاُ معطى يستخرج من نص ، بل يتم تجميعه من الرموز والإيحاءات ، فالمعنى يبنى بواسطة إستراتيجيات القراءة التأويلية ، باعتبار ذلك ضرورة للكشف عن المعنى ، بقدر ما هو فعل لإنتاج الدلالات "5 .
انها رواية اصبحت وثيقة تاريخية دامغة عن حقبة مدانة ، تعلن عن إنسانية الإنسان ، ويجب احترامها وتقديسها ، وان الإنسان اثمن راسمال في الوجود ، ولكن هل نتسأل كما تسأل دانيال علي موسى والجندي الايراني :
-ما لذي بقى يا صاحبي ؟
- وما زال الإنسان بعيدا عن فهم حكمة وجوده في هذا العالم ..
 
الهوامش والاحالات :
*مقولة للفيلسوف جان بول سارتر .
1-أمجد توفيق –  "الحيوان وأنا " رواية ، دار الشؤون الثقافية العامة ، بغداد / العراق ، 2024م .
كل الاقتباسات التي ستظهر في الدراسة هي مستعارة من الراوية " الحيوان وأنا " ، لذا سوف اشير الى رقم الصفحة فقط .
2- السرد بضمير المتكلم في الرواية ومؤثراته الإبداعية – تحقيق : جابر محمد مدخلي ، جريدة  الرياض ، السبت 6 ابريل 2023م .
3- أسامة غانم –جدل التأويلية : الكتابة / النص – القراءة / الفهم ، دار الحكمة للطباعة والنشر والتوزيع ، القاهرة ، 2022م ، ص 45 .
4- ميخائيل باختين – قضايا الفن الابداعي عند دوستويفسكي ، ترجمة : الدكتور جميل ناصيف التكريتي ، مراجعة : الدكتورة حياة شرارة ، دار الشؤون الثقافية العامة ، بغداد / العراق ، 1986م ، ص 11 .
5- أسامة غانم – جدل التأويلية : الكتابة / النص – القراءة / الفهم ، ص 58 .

ليست هناك تعليقات

يمكنك التعليق هنا

يتم التشغيل بواسطة Blogger.